شعوب ضائعة.. 22 مليون شخص بلا هوية حول العالم | صور من المأساة

سردية تكتبها: أسماء خليل

بشر أمثالنا، يمتلكون ما نمتلكه من حواس، يعيشون على ذلك الكوكب الذي نعيش عليه، وتحت نفس السماء، ولكنهم بلا هوِّية، ربما فقدوا بعضًا من الأشياء داخل أنفسهم، ربما تم تشويه الكثير من ملامحهم، ولكنهم يحاولون العيش مثل البشر.

لك أن تعلم أن حوالي 22 مليون شخص بلا هوية حول العالم، ولا عجب أن تستضيفهم الدول الأكثر فقرًا وإحساسا، وهي الدول النامية، حيث يوجد لديها 84٪ من هؤلاء البشر الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة.

وما بين الحروب والصراعات حول العالم، وما بين النازعات السياسية التي لا تنتهي للوصول إلى سلطة الحكم فى البلاد؛ توَّلد هؤلاء البشر من رحِمِ الفوضى السلطوية، وما أكثرهم حول العالم!.. وبمزيد من إلقاء الضوء على بعض البؤر التي لا يعلم الكثير من الآمنين في بيوتهم شيئًا عنهم، كانت تلك الصور والحكايات:

مخيم موريا

جلس هؤلاء الأشخاص يفترشون الشوارع التي لا مأوى لهم غيرها، بعد حريقٍ هائل في مخيم موريا بالاتحاد الأوروبي عام 2020، كان أكثر اللاجئين من أفغانستان ودول الشرق الأوسط، أسفر الحريق الهائل في جزيرة ليسبوس اليونانية، عن تدمير كل المتعلقات الحياتية باللاجئين،،

لقد أصبحوا مواطنين بلا أوطان.. بلا هوية، وبات المسؤولون حول العالم يناشدون بفتح أراضيهم لهم لتخفيف العبء عن هؤلاء، وإنشاء مخيمات لهم حول العالم، فسارعوا بالذهاب إلى ألمانيا وتقاسمت معها الأعداد بعض الدول المجاورة..

يمنيون وهروب إلى الموت

منذ بضع سنوات والحرب تشتعل داخل الأراضي اليمنية، هرب الكثير والكثير من نيران الحرب؛ حتى قاربوا ال 3ملايين فارٍ لدول العالم، بلا مأوى ولا طعام ولا كساء ولا هوية..
إنها الحروب الأهلية، التي تدور رحاها بين الحوثيين كجماعة غير شرعية، و الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فيما يهاجم تنظيم القاعدة القوتين المتصارعتين، و الضحايا هي الشعوب!

مشيا على الأقدام

لقد سار لاجؤون من المجر بالعاصمة “بودابست”، إلى “فيينا” سيرا على الأقدام؛ وذلك لأسباب سياسية، فقد تم حصارهم لمدة أيام، فاضطروا إلى تلك المعاناة، حيث تم منعهم من ركوب القطارات المتوجهة إلى النمسا..
سار اللاجئون مسيرة 180كيلومتر، وقد بلغوا 200ألف لاجئ.. يضمون رجال ونساء وشباب وأطفال بلا مأوى ولا هوية.

أوكرانيون بلا مأوى

هجرة جماعية رآها العالم تجاوزت ال 5.2 مليون شخصًا، تم تضررهم جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وباتوا محل شفقة من العالم، وما برحت النداءات الإنسانية بالمساعدات لهم، وباتوا من نعيمٍ إلى تشرد، بين ألمانيا والتشيك وتركيا..

سوريا في قلب الحدث

وما تزال مأساة السوريين حول العالم، نتاج الحرب الأهلية السورية، إنها أكبر أزمة في عصرنا الحديث، ملايين من الأشخاص باتوا مشردين حول العالم، وحسب آخر إحصائية عالمية حول آراء السوريين للعودة إلى وطنهم، كادت النتيجة ان تقارب الخمسين بالمائة فقط الذين يريدون العودة نظرا للأحداث الغير مستقرة،،

تحكي “لامار. س” زوجة سورية أربعينية تعيش بمصر، نزحت إلى إحدى المحافظات المصرية منذ الأحداث السورية، أنها رغم سعادتها بالمعيشة في مصر كأرض محتضنة لها ولآلامها وأحلامها، حيث قامت بافتتاح محل حلويات سورية ورزقها الله ووسع عليها؛ إلا أنها تشعر بافتقاد هويتها السورية، وتحلم بالعودة إلى بلدها الأم، وتروي كيف أن أبنائها متأثرين أشد التأثر بتلك الأحداث، فتقول إن ابنها الشاب أقسم على عدم الزواج قبل الذهاب والاستقرار في سوريا؛ حتى لو كلفه الأمر عدم الزواج..

الهجرة بسبب التغيرات المناخية

بات الأمر الأسوأ على الإطلاق هو تشرد ما يقرب من 20مليون شخصا بشكل سنوي، بسبب ظروف الطقس والكوارث المناخية، فقد أجبروا بترك بيوتهم بسبب الجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر، ويتوقع البنك الدولي زيادة هذا العدد ليصل إلى 216مليون شخصا، سيتم تشردهم ليصبحوا بلا مأوى ولا هوية بحلول عام 2050، وسيكون انتقال هؤلاء الأشخاص استجابة لمخاطر البيئة، ما لم يقلل العالم من الانبعاثات الكربونية حول العالم..

تعمد فقد الهوية

وما بين من تم إجبارهم على ترك أوطانهم، ومن يهرعون إلى دول أخرى من هول الحروق والقنابل، هناك آخرون يفقدون هوياتهم عن قصد، وهم اللاهثون وراء الأحلام إلى الكوابيس،،

فقد أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة، عن دخول 710ألف مهاجر غير شرعي إلى أوروبا، منذ بداية ذلك العام فقط، واصطدموا بالواقع ليجدوا أنفسهم بلا هوية على الأرصفة والطرقات..

زر الذهاب إلى الأعلى