د. قاسم المحبشى يكتب: توضيح فيما يفترض أنه مفهوم
في الأزمنة قبل الحديثة، حينما كان الناس يعيشون في تجمعات ومجتمعات تشبه كانتونات منعزلة ومعزولة كان لكل جماعة نمطها الثقافي والاجتماعي والاعتقادي إذ ترى ذاتها مركز الكون ومحوره.
أما الآن وهنا وقد اُكتشف ما كان خلف الجبال وبينها ووسط الصحاري والخيام وفيما وراء البحار والمحيطات، وبعد إن تعارف الناس واحتكوا ببعضهم في هذا العالم الأرضي الوحيد المتاح للعيش البشري وصار الإنسان ينظر إلى الكرة الأرضية من خارجها فمن المفترض أن يغير البشر نظرتهم القديمة إلى العالم وإلى أنفسم وإلى الآخرين وأن يتعلموا من تجارب بعضهم في إدارة شؤون حياتهم.
وليس بمقدور أي جماعة أن تفرض نمط حياتها القديم على العالم الجديد مهما كانت قوتها وحجتها ومبرراتها.
والعلم وأحد والرأي متعدد، والعلمانية لا تعني أبدا فصل الدين عن الدولة بل تعني فصل المذاهب والعقائد والطوائف والأيديولوجيات والاتجاهات والهويات والمرجعيات الدينية والقبلية والعشائرية والطائفية عن السلطة السياسية داخل كل دولة معنية بتدبير حياة مواطنيها بقوة الحق لا حق القوة؛ الدولة بوصفها مؤسسة جامعة لجميع مواطنيها بغض النظر عن معتقداتهم الدينية وتوجهاتهم الأيديولوجية وانتمائتهم الطائفية وهوياتهم العشائرية والقبلية.
ولا فضل لمواطن على أخر بالمذهب والاعتقاد والرأي والملة والطائفة والقبيلة والعشيرة؛ القانون هو سيد الجميع في أوطانهم ودولهم العلمانية العدالة المستقرة.
ومن يرفضها يضمر السوء بمواطني بلاده ويضمر الشر باشباهه من بني آدم وحواء، سكان المعمورة وكل شيء بات مفهوما ولا مجال للف والدوار والمغالطة المتحذلقة.
والدين لله والأرض لمن استخلفه عليها، أي الإنسان، صانع التاريخ الحضارة بقوة القانون والنظام.
هل افتهم لكم المعنى الآن؟!.
ينبغي أن يكون القانون سيد الجميع.
ودمتم بخير وسلام.