إسلام كمال يكشف: حرس ثورى في الجيش الإسرائيلي !
بالطبع، كيان بلا حدود رسمية كاسرائيل، له وضع خاص في قوات حرس حدوده، وسنعرف تاريخها الأسود فيما بعد، لكن المهم أن تعرف أنى أشير لها الآن، لأنها في الطريق لتتحول بشكل منهجى لميلشيا مشابهة للحرس الثورى الإيرانى، لكن هذه المرة بدلا من أن تكون تابعة لصهاينة الشيعة في الجيش الإيرانى، ستكون تابعة لصهاينة اليهود تحت قيادة المستوطنين، لا تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي ولا الشرطة الإسرائيلية، وستكون ميلشيا متحالفة مع عصابات المستوطنين المسلحة، ومنها “الجڤعتيين”، لا يعرف أحد حدود لكوارثها المرتقبة.
هذا التطور المريب يأتى على خلفية توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو على مذكرة إتفاق إئتلافية مع المستوطن المتطرف إيتمار بن جفير، رئيس حزب “قوة صهيونية”، يتم من خلالها توسيع صلاحيات بن جفير الوزارية، وجعله وزيرا لوزارة واسعة هى، الأمن القومى، لا الأمن الداخلى المختصة بالشرطة، ليضم كل قيادة حرس الحدود الإسرائيلية من الجيش إلى الشرطة، في تغيير غاية في التعقد، يؤسس لأخطار كبيرة منها، ضم الضفة الغربية والسيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأقصي، استعدادا لما هو أكثر كارثية، وغيرها من التطورات الدموية والأيديولوجية على كل ما تسمى بحدود إسرائيل، ومنها مع مصر.
وحتى نعرف عن أى ملف نتحدث، يجب أن نقلب في نشاة هذه القوة الإسرائيلية، وهى قوة حرس الحدود أو (مِشمار هجفول) باللغة العبرية .. في البداية كان تشكيلها في إطار مأسسة الميلشيات الصهيونية التى تكون منها الجيش بعد قيام “إسرائيل”، وكان مسؤولًا عن حراسة الحدود، ثم تحوّل للعمل ضمن الشرطة عام 1953.
يشارك ما يسمى بجهاز حرس حدود إسرائيل منذ تأسيسه في مجموعة متنوعة من المهام، حيث تنتشر وحدات شرطة الحدود في جميع أنحاء “إسرائيل”، من مدينة إيلات (المقامة على أنقاض قرية أم الرشراش) إلى الحدود اللبنانية، ويخضعون لسلطة قائد المنطقة التي يخدمون فيها، بينما هم في معظم أجزاء إسرائيل يخضعون لقائد شعبة الضفة الغربية (قيادة الجيش) لا الشرطة.
وحرس حدود إسرائيل هي وحدة تضم العديد من أفراد الأقلية الذين يعملون كمقاتلين وقادة الجيش، وتدمج النساء في جميع المهام القتالية بما في ذلك الوحدات الخاصة، كما تعمل الوحدة كمخزن للقوة البشرية حيث تختار الشرطة “الإسرائيلية” المرشحين المناسبين لشغل مناصب في الشرطة النظامية.
ومع قيام “إسرائيل”، جاءت الحاجة لإقامة الأذرع والمؤسسات الأمنية، وكان يحزقيل ساهار أول مفوض شرطة وهو من قدم خطة إنشاء جهازين يعملان جنبًا إلى جنب، وهما الدرك والشرطة العبرانية.
وبالفعل تم تأسيس الشرطة “الإسرائيلية”، ولكن إقامة الدرك تأجلت بسبب الوضع الصعب في ذلك الوقت على الصهاينة جراء الحرب عام 1948 (النكبة) والتي كانت آنذاك في أوجها، بينما في عام 1949 ناقشت الأجهزة فكرة إنشاء الدرك، لكن الأزمة كانت حول المرجعية هل هي إلى الشرطة أم الجيش؟، وهى واحدة من أعقد النقاط التنظيمية لهذه القوة منذ تأسيسها وحتى الآن، لأن إسرائيل كيان بلا حدود، وهذا ما لعب عليه بن جفير، ولم يستطع نتنياهو الضعيف مواجهته.
بن جوريون في جلسة خاصّة حول هذا الذراع قيادة الجيش. أمّا في
عام 1950 قرر رئيس الحكومة وضع الدرك تحت أمرة الشرطة وبناءً على هذا القرار تم إنشاء ثلاث كتائب لشرطة
الحدود ضمن الشرطة، وتقرر إنشاء قسم للأقليات في كل لواء وهم: الدروز، البدو، والشركس، ثم نشأت هذه الألوية
وبدأت العمل على طول الحدود حتى 26 أبريل 1953، حينها قرر مفوض الشرطة تسميتها بشرطة الحدود لتكون استمرارًا لميلشيا “هاشومير” أو الحارس، أول مليشيا صهيونية عملت للحفاظ على الحدود “الإسرائيلية”.
وتم تدريب عناصر حرس حدود إسرائيل حينها تدريبًا عسكريًا على أسلحة بريطانية، وهم ويرتدون الآن قبعات خضراء بلون حدود الخط الأخضر، وكان وضعهم مساويًا لوضع ضباط الشرطة الآخرين من حيث الحقوق والواجبات والسلطة.
خلال العدوان الثلاثي، شاركت الكتيبة الأولى لحرس الحدود في معارك قطاع غزة، وكانت الكتلتان 2 و3 مسؤولين
عن فرض حظر التجوال في القرى الفلسطينية في مناطق مسؤوليتهم، وخلال حملة سيناء وقعت مجزرة كفرقاسم،
وأُمرت الكتيبة الثانية لحرس الحدود تحت قيادة شموئيل مالينكي بتعزيز حظر التجول في القرى وفتح النار على
المخالفين، ومع هذا أدين 11 ضابطًا و حرس الحدود بتهمة القتل.
وعلى مر السنين أصبح من الواضح أن شرطة الحدود الإسرائيلية، تعاني من نقص في القوى البشرية، وبالتالي تم اتخاذ القرار بأن الخدمة في حرس الحدود ستعتبر خدمة إلزامية، ومع حلول عام 1963 تم إدخال 250 من أفراد الخدمة الإلزامية، وزاد هذا العدد بشكل ملحوظ.
وقبل حرب لبنان الأولى، أخذ جيش الاحتلال “الإسرائيلي” المسؤولية عن الحدود من الشرطة، لأنها أصبحت أخطر حدود “إسرائيل”، وفي عام 1982 اندلعت حرب لبنان الأولى وغزا الجيش “الإسرائيلي” لبنان، وفور دخول القوات دخلت كتائب حرس الحدود لبنان وساعدت في الحرب ضد المنظمات من خلال القيام بعمليات الاعتقال.
أما في مواجهة صور الثانية، قٌتل 17 من رجال شرطة حرس الحدود عندما انسحب الجيش “الإسرائيلي” إلى المنطقة
الأمنية عام 1985، وتم إخراج قوات حرس الحدود من لبنان.
أنشأ جهاز حرس الحدود وحدات خاصة لقمع الانتفاضة الأولى في غزة والضفة والقدس، وكذلك اشتركت هذه
الوحدات بقمع هبة أكتوبر والانتفاضة الثانية، وبالأحداث المشتعلة في الفترة الحالية في الضفة الغربية والقدس وعلى
السياج مع غزة.
اليوم تتوزع هذه الوحدة على الوحدات المناسبة لمختلف المهام التي يتطلبها السلك، وبعض الوحدات تعتبر وحدات
خاصة. وحدة الجنوب وحدة غزة، ورامون والعربة، وحدة المركز، وحدة الشمال، وحدة القدس، وحدة ضواحي القدس،
وحدة الضفة الغربية، ووحدات خاصة أخرى مثل: وحدة “اليمام” ووحدة عمليات خاصة تسمى “يماس” وقوّة المتطوعين (متطوعون يرتدون الزي العسكري).
وكما هو الحال في أي منظمة أمنية، فإن لحرس الحدود أيضا مقرا يدعم أنشطته التشغيلية، ويقع مقر حرس الحدود
في اللد، وهو خاضع لنائب قائد حرس الحدود، وهو ضابط برتبة عميد. شعبة التدريب والتعليم شعبة الاستخبارات
العسكرية، التي تدعم القوى العاملة في شرطة الحدود،التي تتعامل مع التخطيط واللوجستيات على المستوى
العسكري؛ شعبة التنظيم والمعايير إدارة شرطة الحدود، وإدارة شرطة الحدود، وإدارة شرطة الحدود، وإدارة
المتطوعين، بالإضافة إلى إدارة التكنولوجيا والأسلحة والحواسيب، وإدارة التحقيقات والاستخبارات، وكل هذا تابع للجيش الإسرائيلي لا الشرطة!