محمد جادالله يكتب: غدًا لنظاره قريب
لا يخفي على الجميع كم المشروعات التي تنجزها بلادنا الحبيبة على مدار ثماني سنوات، وهو ما نلمسه بوضوح خلال الإعلانات التي تلاحقنا هنا وهناك سواء على القنوات التلفزيونية أو على قنوات السوشيال ميديا. ولكن كما نعلم من الصعب أن يلاقي هذا اعجاب أو تأييد الجميع.
والسؤال الذي يلح علينا الآن، هل كم المشروعات الضخمة التي بدأت بها القيادة السياسية ستُحقق الهدف المنشود وتجني الثمار المرجو منها؟
في حقيقة الأمر هذا ليس تساؤلي فقط، بل تساؤل يلح على الشارع المصري كله، على الصغير قبل الكبير، هناك من يقول صراحة، ماذا حققت لنا هذه المشروعات ونحن نعيش في صراع مع الأسواق، والأسعار كل يوم في ازدياد؟ هل استطاعت هذه المشروعات أن تقف أمام هذا الغلاء؟ إلا أن هذا الرأي أو التساؤل، يقابله رأي آخر وهو، أن الغلاء الذي يواجه بلادنا هو بالضبط ما يواجه جميع بلدان العالم، علينا فقط أن نهدأ وندعو للقيادة السياسية بدوام التوفيق وسداد الخطى.
عزيزي القارئ ما قرأناه في الأعلى هو عين الحال الذي نراه ونسمعه في شوارعنا كل يوم، بل كل ساعة، حتى وصل الأمر إلى أننا ونحن نُحاور بعضنا البعض سواء في أي موضوع نلاحظ انحراف حديثنا نحو الغلاء وما فعله بنا الغلاء، ونبدأ لنقول على الحكومة أن تفعل كذا وكذا وألا تفعل كذا وكذا.
للأسف الشديد أصبحنا في حالة من الانشقاق الداخلي، أو إن شئت قُل حالة من عدم المعرفة، قد يعارضني البعض، ويقول ألا تسمع وتشاهد ما يقره سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماعاته اسبوعيًا، وتذاع علينا هذه القرارات على الهواء يوميًا في النشرات على رأس كل ساعة.
إني اسمع وأرى كأي إنسان طبيعي، ولكن ألا نُلاحظ كما الاختلافات التي نراها، بل نعيشها، ولو شئت قل الفجوة التي نعيشها بين القرارات التي تصدرها القيادة السياسية وبين التطبيق؟!
أيها السادة، مشكلتنا الأساسية تكمن في شيء واحد هو التطبيق، وإذا أردنا أن نستدل على هذا فالشارع مليء بشواهد والاثباتات. نحن نعاني من ازمة كبيرة داخل أروقة الوزارات وداخل المصالح الحكومية، هذه الازمة هي التطبيق. ولعل القارئ العزيز يسألني، ألا ترى الفرق الذي نعيشه الآن في بلادنا الحبيبة، ألا يدعك الأمر من الانتظار لإصلاح ما أفسده الغير؟ إجابتي للجميع، نعم سننتظر، ونقول إن غدًا لنظاره قريب.