شكل الحياة الافتراضية التى سنعيشها فى المستقبل القريب.. صحفية متخصصة تكشفها

كتبت: شيماء وائل

ما تأثير التطور التكنولوجي على الهوية العربية؟!.. وما شكل الحياة الافتراضية التى سنعيشها فى المستقبل القريب مع تقنيات الإعلام الرقمى، وأحدث إصداراته “الميتافيرس”؟!.

ومما لا شك فيه أن التكنولوجيا الرقمية شهدت طفرة كبيرة خلال العقدين الماضيين، وتمثل “الميتافيرس” أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا بعد عقود من التطور والتدرج في عالم الويب وشبكة الإنترنت.

د. رضوى عبد اللطيف
د. رضوى عبد اللطيف

وفى هذا الصدد قالت د. رضوى عبد اللطيف نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار، ومديرة التخطيط الاستيراتيجى فى مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعى فى دبى، إنه من الإيجابيات التي أحدثتها التكنولوجيا، ظهور وسائل الاتصال الرقمية التي أسهمت في خلق تفاعل جديد بين المستخدم والجمهور، حيث أصبحنا نجد منصات كثيرة تعمل بطرق فردية، وأصبح الجمهور بأكمله صانع محتوى من خلال صفحاته الشخصية وليس الإعلامي فقط، بالإضافة لسهولة الوصول إلى أي شخص في أي مكان.

الشباب

وأوضحت د. رضوى خلال لقائها على قناة القاهرة الإخبارية أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت تستقطب عدد كبير جداً من ملايين الأشخاص حول العالم، وأن الشباب هم الفئة الأكثر استخداما لهذه التكنولوجيا، مشيرة إلى أن هذا لا يشكل خطراً، ولكن يجب ألا نهمل هذه الفئة؛ لأنهم جيل المستقبل ويجب أن نعول عليهم كثيراً في مسألة الحفاظ على الثقافة والهوية العربية.

وأضافت د. رضوى يجب مراعاة تقديم المحتوى الذي يناسب الفئة العمرية من الشباب بجانب تقديم محتوى يناسب الفئة الأكبر سناً؛ لأنهم يجدوا سهولة في حصولهم على المعلومات وقراءة الأخبار من خلال السوشيال ميديا.

الميتافيرس

وتابعت رضوى: يعتبر الميتافيرس عالم أخر كبير بكل معطياته يوحي بالخوف؛ لكوننا مازلنا نعاني مما يسمى الأمية الرقمية، ولكنه يعد فرصة للترويج لثقافتنا ولغتنا، منوهه بضرورة الاستعداد لذلك، وحرصنا عند الدخول للميتافيرس ألا نتعرض للسرقات أو الانتهاكات؛ لأن من يريد أن يدخل إلى الميتافيرس فإنه يخلق عالما افتراضيا من صناعته ونحن الآن نضع أمام أنفسنا ودولتنا تحدي في مسألة الأمن الرقمي.

آليات الاستفادة

وأكدت استطاعتنا عرض ثقافتنا المصرية بل الثقافة العربية والترويج لها، بحانب تنظيم فعاليات تثقيفية من خلاله، وأيضاً يمكن عرض عوالم افتراضية شبيهه بالعالم الواقعي مثل الأهرامات والمتاحف والأماكن الأثرية.

كيفية الترويج

وأوضحت د. رضوى حدوث طفرة في السعودية والإمارات في هذا المجال لأن التحدي الأكبر الذي مازال يواجهنا حتى الآن هو وجود تقنيات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، وهم أحدثوا طفرة في هذا الأمر عندما استقدموا مبرمجين كي يصنعوا هذه التقنيات التي تعمل باللغة العربية وأصبح هناك “روبوت” باللغة العربية.

التحديات

وأشارت إلى أن تكلفة الدخول للميتافيرس من أبرز التحديات التي نواجهها، لكن مستقبلا نجدها متاحة لجميع المستخدمين، بالإضافة لوجود مشاكل تتعلق بالبنية التحتية فالدول التي لا تمتلك تقنيات متقدمة لن تستطيع التفاعل على الميتافيرس، بجانب تحدي الأمن الرقمي والمعلومات الشخصية وعدم وجود قوانين حاكمة حتى الآن لما نسميه بانتهاكات للقانون داخل عالم الميتافيرس، فضلاً عن المشكلات التي لها علاقة بالقضايا الصحية والنفسية لأن من يدخل لهذا العالم مباح له كل شئ وسيصنع عالم خاص به ويفعل ما لم يفعله في الواقع.

اقرأ ايضا:

وذكرت د. رضوى أن المنصات في حد ذاتها ليست محايدة في القضايا الهامة كما نرى في الحرب الروسية الأوكرانية، وتنحاز لجانب دون الآخر وهنا سنواجه تحدي آخر وهو ماذا سنجد إذا دخلنا في صراع مع أحد الدول المعادية، وماذا سيقدم الميتافيرس، هذا بالإضافة إلى عدم وجود كوادر كافية لصناعة محتوى هادف على منصات الميتافيرس وهذا مايجب أن نعمل عليه من الآن.

كيفية حماية الشباب

وأوصت د. رضوى عبد اللطيف بضرورة توعية الشباب وإعطائهم المعرفة الصحيحة بتاريخهم وثقافتهم والأحداث الهامة وكذلك القوى المعادية والقوى الصديقة والقضايا التي تواجهها الأمة العربية كافة كي لا يتعرضوا لأي نوع من الاحتيال أو الترويج لأفكار خاطئة كما كانت تفعل الجماعات الإرهابية سابقا مثلما فعلت داعش وكانت تجند الشباب عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي في البداية.

وأكدت أن أبرز القطاعات المستفادة من هذه التقنية، التسويق أو التجارة الإلكترونية، فالعديد من الشركات الكبرى قامت بشراء اراضي في الميتافيرس وأنشأت كيانات خاصة بشركاتها، وهناك متاجر تعمل الآن في الميتافيرس يمكن للمستخدمين الشراء من خلالها، بالإضافة إلى المجالات المتعلقة بالسياحة من خلال الترويج للأماكن السياحية في العالم بأكمله، والأحداث الرياضية حيث أن مجال الألعاب يجلب عدد كبير جدا من الشباب صغار السن والأطفال وكذلك المجال الخاص بالتعليم لأنه من أحد المجالات التي أفادها كثيراً تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي لأنه يخلق عوالم تبدو حقيقية وبيئة التعلم أصبحت مختلفة ومجال الإعلام سيكون له مكان كبير في الميتافيرس.

وانتهت د. رضوى إلى دعوة جميع المؤسسات الإعلامية العربية أن تلحق بهذه التكنولوجيا مبكراً وأن تستشرف هذا المستقبل كي لا نتفاجئ بمحتوى لانرغب أن يراه شبابنا، ونرغب أن يكون لدينا المحتوى الإعلامي العربي الذي نثق في موضوعيته.

زر الذهاب إلى الأعلى