د. عصام المغربي يكتب: التنشئة السليمة للطفل
الاهتمام بالطفولة في عصرنا الحاضر، يعتبر من مقاييس تطور المجتمعات وتقدمها؛ لأن أطفال اليوم هم شباب وبناة الغد، وعليهم تُعقد الآمال في بناء المجتمع، وتتطلب تربية الطفل وتنشئته فهما عميقا لكثير من الحقائق التي تتعلق بطبيعة
المرحلة النمائية التي يعيشها في كافة الجوانب الحياتية،،
وبالتالي فالتنشئة االجتماعية تعتبر من أهم العمليات في حياة الفرد وتكوين شخصيته؛ لأنها عملية تفاعل اجتماعي يتعدل فيها سلوك الفرد بما يتفق مع مجتمعه، وبذلك تسهم التنشئة الاجتماعية إسهاما فعالًا في بناء الفرد، وتشكيل الأسرة، وتكوين المجتمع، وبناء الحضارات.
وقد تصادف المجتمعات والجماعات الإنسانية عادة بعض المشكلات في تحقيق التنشئة الاجتماعية وأجيالها،،
لكن مشكلات التنشئة الاجتماعية في هذا العصر في ظل العولمة والتكنولوجيا الطاغية، بدت أكثر صعوبة وأشد تعقيدًا، ولذا فقد برزت الحاجة إلى دراسة المشكلات التربوية والاجتماعية في محاولة لبناء الخطط الإصلاحية، على أسس معرفية صحيحة للواقع المعيش والمستقبل المأمول، الذي يكاد ينفك عن كثير من المشكلات الاجتماعية والثقافية التي يعيشها أي مجتمع، خاصة وقد أصبحت المؤسسات العالمية تنازع المؤسسات التقليدية للتنشئة، وتؤثر في غرس القيم وتنمية الاتجاهات من خلال التنشئة الاجتماعية للفرد والجماعة.
وتوجد أركان أساسية لتحقيق اندماج الفرد “الطفل” في الحياة؛ حيث يتحول الهدف من إشباع حاجات المرء ومطالبه، في مرحلة أولى، إلى إحداث توازن بينه وبين محيطه وبيئته ومجتمعه ككل.
وعملية التنشئة هذه ليست باليسيرة، وإنما هي معقدة، ومتشابكة العوامل، فهي تتعدى كونها مجرد ناقل للثقافة، إلى عملية يصبح المرء من خلالها إنسانا، عملية لها أهداف وشروط وتتحكم فيها عوامل مختلفة، وتهتم بها حقول معرفية عدة، إلى جانب نقاط وأمور أخرى عالقة بالتنشئة الاجتماعية، لعل أهمها وأبرزها هو دور وأهمية الأسرة – إضافة إلى مؤسسات أخرى – في هذه العملية؛ إعدادا للأجيال القادمة واستمرارية المجتمع.
اقرأ أيضا:
………………………………………………………………………………………………….
- الكاتب: استشاري علم النفس السلوكي