مدن الجيل الرابع.. كيف تحول الحلم المصري إلى حقيقة؟
كتب: على طه
مدن الجيل الرابع كان فى الماضى القريب حلما مصريا، عصى على التحقق، فى ظل غياب الإرادة السياسية، والإمكانات المادية، لكنه اليوم يتحول إلى حقيقة، فيما يشبه المعجزة.
ومدن الجيل الرابع تعد إحدى الحلول الرئيسية المطروحة أمام دول العالم، في التعامل مع زيادة الكثافة السكانية، ومواجهة أزمة التغيير المناخية التي زادت حدتها في الأونة الأخيرة، فضلًا عن القضاء على العشوائيات، إذ تستهدف تقليل التداعيات الاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية للتحديات الناجمة عن التوسع الحضاري، مثل: الفقر، والرعاية الصحية، والطاقة، والمياه، وذلك عن طريق تبني نهج محوره الأساسي هو المواطن، بحيث تقدّم هذه المدن الحلول اللازمة لكل المشكلات التي يواجهها.
تقرير
واليوم الثلاثاء، أصدرت مؤسسة “ملتقى الحوار” تقريرا، تناول المدن الذكية المستدامة، واستعرض التقرير فى عدة محاور ما يخص المدن الذكية، فى مصر، وتمثلت تلك المحاور في الآتى:
تعريف المدن الذكية – خصائص المدن الذكية – فوائد المدن الذكية -الجهود المصرية المبذولة بشأن المدن الذكية مدينة المنصورة الجديدة نموذج – التحديات التي تواجه مصر.
وأشار التقرير إلى أن المدينة الذكية هي: “مدينة مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية”.
فالمدن الذكية تعني: “تلك التي تحقق أداءً مميزًا في جميع المجالات، من خلال الشراكة الفعّالة بين القطاعين الحكومي والخاص، بشأن تحسين جودة حياة المواطنين، ورفع وعيهم، مع الحفاظ على البيئة، من أي انبعاثات كربونية ضارة، من شأنها تهديد مستقبل البشرية أجمع”.
أهم الخصائص
كما أشار التقرير إلى أهم خصائص المدن الذكية، وهى الجودة والكفاءة العالية، بحيث تضمن سبل الراحة للمواطنين، بما يحقق التماسك الاجتماعي، والمحافظة على الثقافة المجتمعية كما تتم المعاملات الحكومية من خلال الوسائل الإلكترونية والتطبيقات، كما تستخدم الحكومة وسائل الاتصالات لتبادل المعلومات مع السكان، وذلك حتى يشارك المواطنين الحكومة في عملية صنع القرار، وتتمكن الحكومة من وضع سياسات واستراتيجيات تضم مختلف وجهات النظر.
الفوائد
وعن فوائد المدن الذكيه، قال التقرير إنها تتمثل في المحافظة على الموارد البيئة، من خلال الحد من التلوث البيئي، والتقليل من إنتاج النفايات و تحسين جودة المعيشة للمواطنين، و زيادة إنتاجية قطاعات التجزئة والصناعة وزيادة حجم الاستثمارات، وذلك من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المعدات المستخدمة في التصنيع، والتعبئة، وتعزيز السلامة المرورية، عبر استخدام التطبيقات والأجهزة الذكية و تمكين النساء، إذ يمكن لهذه المدن أن تساهم في المساواة بين الجنسين، من خلال تسهيل حصول النساء والفتيات على أنواع مختلفة من الموارد، و إمكانية التنبؤ بالعمليات الإرهابية ومنعها.
التوصيات
وطالب التقرير بعده توصيات تمثلت في الآتى:
1. توفير مراكز بحث وتطوير بكل مدينة ذكية للعمل على الاستغلال الأمثل للبيانات والموارد والقدرات بالمدينة.
2. ضرورة إيجاد وسيلة رقمية لمشاركة سكان المدن الذكية بالرأي في أي عملية تطوير عمراني للمدينة؛ مثل محاكاة المشروعات الجديدة المزمع إنشاؤها في المدينة، مما يسهم في تعزيز استدامتها.
3. مد فترة منح الرخصة الذهبية للمستثمرين، حتى يتم تشجيعهم على الاستثمار في مصر.
4. يجب وضع خريطة استثمارية توضح نوعية الاستثمارات المطلوبة، والقطاعات التي تحتاجها.
5. على الدولة أن تعالج الإشكاليات التي تمثل أولوية للمستثمرين، وليس الإشكاليات التي تراها، فضلًا عن مناقشتهم قبل اتخاذ أي قرار من شأنه أن يمس مصالحهم.
6. تقسيم شركات القطاع الخاص وفقًا للمجالات والقطاعات التي تحتاج إلى استثمارات، مع إبرام تحالفات مع بعضها البعض، فمثلًا لابد من تحالف الشركات المسؤولة عن البناء والمقاولة بحيث يتم القضاء على السوق السوداء، وإمكانية وجود تضارب في الأسعار والسياسات.
7. فتح المجال للاستثمار طويل الأمد في مشاريع المدن الذكية، ما سيساعد في توفير التمويل اللازم، وتدريب اليد العاملة المتخصصة.
8. تدشين حملات توعية للمواطنين، حتى يتفهموا مدى أهمية التحول الرقمي، في تحسين جودة معيشتهم.
9. تعتبر مشروعات النقل الذكي من المشروعات التي يجب أن يتم وضعها ضمن أولويات تنمية المدن الجديدة، خاصًة فيما يتعلق بالربط بين التجمعات القائمة والجديدة لتحقيق سهولة الانتقال بينهما، كما يجب التخطيط لتوفير وسائل نقل جماعي ذكية بالمدن الجديدة، بحيث تسمح مستقبلًا بتوفير تلك الوسائل عند الحاجة إليها مع نمو وتضخم المدن الجديدة، خاصًة التجمعات المليونية منها.
مفهوم شامل
من جانبه أكد سعيد عبد الحافظ رئيس “ملتقى الحوار” أن التنمية المستدامة في الواقع هي مفهوم شامل يرتبط باستمرارية الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية والمؤسسية والبيئية للمجتمع”، و التوجه للمدن الذكية لم يعد رفاهية.
وأضاف عبد الحافظ أن هناك نماذجا عديدة يمكن أن تسهم خلالها المدن الذكية في تحسين جودة الحياة، أبرزها الشبكات الذكية التي تستخدم تكنولوجيا الاتصالات في إدارة شبكات الكهرباء، إذ توفر معلومات عن نمط استهلاك الطاقة وتوفير عدادات ذكية تساعد في تحسين استخدام الطاقة. كما أن التطبيقات الحديثة تساعد على توفير بيانات عن مناطق الاختناقات المرورية بهدف تفاديها، وتحسين حركة السيولة المرورية، واستخدام أجهزة لقياس نسب التلوث والتحكم فيها.
كما أكدت هاجر عادل الباحثه بالمؤسسة مصدرة التقرير أن المدن الذكية تعمل على إدخال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بطريقة تتماشى مع استراتيجية التنمية المستدامة في مصر ورؤية مصر 2030، كما ان استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يساهم في ايجاد حلول مبتكرة لقضايا مثل الاستدامة الحضرية والمياه والكهرباء والنقل