إسلام كمال يكتب: المقاربة المستفزة.. «المصريون الحمر» !

هذا المصطلح المستفز، الذى وضعته بين قوسين تعجبا ودهشة واعتراضا في عنوان مقالى .. أطلقه بعض النشطاء من الخارج للحديث عما أسموهم “الخارجين من الجمهورية الجديدة”، في محاولة جديدة مكشوفة للوقيعة بين الدولة والمصريين.

وبالفعل توقفت أمام هذا التوصيف غير المقبول بالمرة، بعدما هدأت قليلا من فظاعته من وجهة نظرى، مع تقديرى لأراء الكثيرين حياله بين داعم وناقد، وكان لزاما علينا أن نرد على هذا المفهوم المغلوط المتعمد، وأكتب في هذه المساحة ردا على هذا الترويج بشكل منهجى احترافي، وليس بصورة إنفعالية، رغم اعترافي بأنى صدمت من هول التشبيه بين الهنود الحمر الذي صفتهم القوى الغربية البيضاء عند إنشاء الولايات المتحدة الأمريكية على أراضيهم بعد ويلات تعذيب وتدمير وقتل وتخريب، وبين المصريين المعانين اقتصاديا وغيرها خلال السنوات الأخيرة لأسباب عدة.

الكل يعرف مدى معاناة المصريين بسبب التحديات الاقتصادية المتسارعة خلال الفترة الأخيرة، فلا أحد نجى من هذه الضربات من مختلف الطبقات سوى القليل من كبار رجال الأعمال والمقربين، وتصل أحيانا المعاناة لحدود لا يتصورها أحد.

فهناك مصريون في مناصب مرموقة في مختلف المجالات، لا يستطيعون بأى شكل من الأشكال استكمال مصروفاتهم على مسئولياتهم المنزلية الضرورية دون أى رفاهية تذكر، ولم يكن يتصور أحد أن يصلوا إلى هذا الحد من المعاناة في يوم من الأيام، فما بالك بغيرهم من المصريين المتوسطين والبسطاء.

وبالقياس أصبح منطقيا أن ترتفع أصوات الشكاوى الفئوية والمهنية بخلاف من أهم أقل في الميزات المادية، وذلك للعديد والعديد من الأسباب التى يرصدها الكثيرون منا كل يوم، لكن لا يمكن بما كان أن يوصف المصريون الذين يعانون بإنهم سقطوا من التاريخ، وأصبحوا من الماضي، بل ويصل الأمر إلى المقاربة المستفزة بين الهنود الحمر وهؤلاء المصريين المعانين، والذين اعتبروهم خارجين عن حدود الاهتمام في الجمهورية الجديدة، فلا تعنى المعاناة أن نتنازل عن وطننا من أجل أبناءنا على الأقل، فالمصريون شعب صابر ومثابر، لا يمكن توصيفه بهذا الشكل، والدولة لا تستغنى عن أبنائها.

بخلاف الاسقاطات الدموية والفاشية على هذه المقاربة المرفوضة، والذي يتعمدها مطلقو هذا التشبيه بالتأكيد، والذي يجب أن نواجهه بمنتهى المباشرة، لكن للأسف في غياب إعلام وصحافة منهجية، من الصعب أن تصل لدرجة المواجهة الكاملة لهؤلاء، في عصر أصبحنا نعرف فيه أخبارنا من إعلام الغير بكل استهدافاته.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى