د. ناجح إبراهيم يكتب: عن محمد والمسيح
محمد صلى الله عليه وسلم
نتعلم منك يا رسول الله “صلى الله عليه وسلم ” ألا نكون من المتكلفين” وأن نلتزم بالأمر القرآني الذي أمرت به وأمرنا به جميعا ً وهو ملزم لكل الدعاة إلى الله ” وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ”
فلا نحدث الناس عن الإسلام إلا بما يفهمونه ويعقلونه.. حتى لا يكذب الله ورسوله.. ولا نتطرق إلى الغرائب التي لا تفيد أحدا ً.. ولكنها سبيل الشيطان لشهرة بعض الدعاة أو تفردهم بالغرائب والعجائب من الآراء والأطروحات والأفكار .
فعلى الدعاة في كل عصر أن يخاطبوا الناس بما تدركه عقولهم إنفاذا ً للحكمة العظيمة التي نطق بها الداعية والصحابي الشهير/ ابن مسعود حيث قال:
” ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنه ”
فمن حدث الناس مثلا ً عن مسائل دقيقه في الأسماء والصفات أو القضاء والقدر.. فهو لا يدعوهم في الحقيقة إلى الإيمان واليقين.. ولكنه يوقعهم في الحيرة والشك والاضطراب في العقيدة .
وكذلك من يحدث عوام الناس في مسائل دقيقة أو مصطلحات لا يعرفونها ولا يدركون مغزاها من أصول الفقه أو مصطلح الحديث أو علوم السياسة فقد فعل مثل ذلك .
ولكن عليه أن يتخير من العلوم ما يناسب من يدعوهم.. ولنا في رسول الله “ص” الأسوة والقدوة .. فرغم علمه العظيم إلا إن أحاديثه الشريفة يفهمها كل عوام المسلمين ويحبونها ويقبلون عليها رغم إعجاز لفظها.. فهذا هو السهل الممتنع حقاً.
.. وعيسى عليه السلام
ولقد جاء المسيح عليه السلام إلي واقع رأي فيه أن الفضل بين الأمم “امتياز رسمي” محتكر لبني إسرائيل لأنهم أبناء إبراهيم عليهم السلام, والفضل بين الإسرائيليين “امتياز رسمي” محتكر لأبناء هارون وأبناء لاوي أصحاب الكهانة بحق النسب والميراث والفضل في الدين والعلم حرمة يحتكرها الكتبة والفريسين أو فقهاء ذلك الزمان فكان المسيح يهتف بهم دوماً مصححاً هذه المراسم المقدسة “فلا لأنكم أكثر الشعوب لازمكم الرب وإن هبطت به دون سائر الشعوب, بل هي محبته وحفظه القسم الذي عاهد آباءكم”.
ونداء عيسى عليه السلام أشبه بنداء الرسول محمد “ص” لأقاربه”, “لا يأتي الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم”, “من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه”, “فليس الخير والبر حكراً علي النسب والسلالة ولكن كما يقول المسيح طبقاً لشريعة الضمير والحب” بل الذي يعمل بمشيئة الله هو أخي وأختي وأمي”.