سماح عطية تكتب: لن تجد امرأة…..
لن تجد امرأة قوية دون ماضٍ مؤلم..
لن تجد امرأة تصل إلى مرحلة العقلانية دون أن تدمر كل شئ بداخلها… دون أن تحرق قلبها ومشاعرها وتخلط تراب رمادهم بتراب الأرض.
لن تجد امرأة أصيبت باللامبالاة دون أن تكون قد أذابت حياتها طوعاً في الاهتمام بالآخرين إلى أن سُحقت تحت أقدامهم… فودّعت كل ألوان الاهتمام للآخر… وأصابها مرض الاهتمام الذاتي ووجدت نفسها “الأبدي” و”الأهم” لنفسها… بعد أن أنكرت ذاتها في سبيل الاهتمام بذوات الآخرين لسنوات.
لن تجد امرأة بوجه يشبه اللوحة الصماء.. فلا الحزن أصبح يقتلها ولا الفرح أصبح يسعدها… إلا وقد حزنت وبكت بما يكفي لأحزان عالم بأكمله… بعد أن كانت تسعدها أتفه الأشياء فباتت كل معطيات الدنيا من حولها سواء!
لن تجد امرأة أصبحت تسند نفسها على نفسها إلا وقد أرهقها الخذلان فباتت تقوى بقوتها وتنهض بطاقتها.. حتي وإن كانت قوتها ضئيلة ففيها قوة الكون في عيونها.
لن تجد امرأة اختارت الوحدة إلا وقد ذاقت ويلات القرب!
لن تجد امرأة فقدت الإحساس بآلام المرض إلا وقد ذاقت آلام النفس والتي لا تضاهي أبداً آلام المرض …
لن تجد امرأة لا تحزن على فراق مخلوق إلا وقد فقدت الأعز من أي بشر على قلبها تحت التراب… فلا عزيز بعدهما ولا غالٍ بعد فراقهما… فلتبتلع الأرض من تشاء فلن يعود من ابتلع مثل والديها…
لن تجد امرأة أصبح صداقاتها محطات تمر عليها بقطار حياتها دون رجوع مرة أخرى… إلا وقد ذاقت مرارة خيانة بعضهن!
لن تجد امرأة تنهض بسرعة إلا وقد تعودت السقوط… بل وتستقبله بابتسامة في كل مرة!
لن تجد أمرأة تنام كثيراً الا وقد أعطت للحياة وقتاً أكثر مما تستحق… فاختارت نصف الموت مغمضة العينين أفضل من الموت محدقة في الدنيا وما بها من زيف!