عبد الغنى: ما وراء حروب وكوارث واضطرابات وإضرابات الغرب فى 2022
كتبت: شيماء وائل
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا عام 2022 العديد من الأحداث الاستثنائية، من حروب وكوارث، وإضطرابات، وأضربات، هددت استقرار القارة العجوز، وسيدة العالم أمريكا.
وعن هذه الأحداث وتداعياتها التي عصفت بالعالم وأحدثت جدلا كبيرا، خلال عام 2022 قال الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني إنه في مثل هذا الوقت من كل عام نجتمع ونقول أن أملنا في العام المنقضى لم يتحقق بشكل كبير، ونتمنى في العام الجديد أن يكون عام خير ورخاء، ولكن هذه هى الدنيا تتجدد فيها الأحداث مابين الأفضل والسئ، والحلو والمر.
وقام عبد الغنى بالتحليل، والتعليق على تلك الأحدث مستشرفا تدعياتها، من خلال مشاركته فى حلقة برنامج “الاتجاه شمالا” المذاع على قناة “النيل للأخبار” مساء الأربعاء 28 ديسمبر الحالى، مؤكدا أن عام 2022 حدث فيه ملامح غير مسبوقة حيث كانت جائحة كرونا هي الكارثة العالمية التي أصابت العالم بأكمله وجاء بعدها الحرب الروسية الأوكرانية لتكون هي محط الاهتمام العالمي باعتبارها ذروة أحداث 2022.
الشرق والغرب
وأوضح الكاتب الصحفي عدم تفاجئه بهذه الحرب لكونه يعلم أن الصراع بين الشرق والغرب ممتد منذ الحرب العالمية الثانية حتى وقتنا هذا وهو بين أكبر قوتين قادمتين لتقاسم العالم مع القوة الأمريكية ليصبح العالم متعدد الأقطاب، حيث أن الصراع قائم على سيادة الكوكب والنفوذ والثروات، وتقوم أيدولوجيات خاصة بتغذية وتمويل هذا الصراع بالإضافة إلى مشاريع عولمية أممية لإنشاء إمبراطوريات عالمية.
التحديات التي واجهت أوربا وأمريكا
أشار عبد الغني إلى أن هذه الحرب سلسلة تكمل التوجه الغربي في ضم أمريكا واستقطاب الدول التي خرجت عن الاتحاد السوفيتي السابق وتجعل منها فناء للصراع مع الاتحاد الروسي، موضحاً أن أمريكا تساند أوكرانيا وتستمر في الدفع بالنظام الحاكم في أوكرانيا؛ ليستمر في المقاومة لأقصى درجة ممكنة؛ لأنها تريد استمرار الحرب؛ لاستنزاف الاقتصاد الروسي والقوى الناهضة في الاتحاد الروسي.
وعن ضم أوكرانيا لحلف الناتو أكد عبد الغني أن هذه الخطوة تكون بداية للحرب العالمية الثالثة التي تحاول كل الأطراف تجنبها وخاصة أوروبا لأنها دفعت ثمنا باهظا من استقرارها واقتصادياتها واستقرارها السياسي خلال العشرة أشهر الماضية ومازالت أزمتها مستمرة حتى الآن.
وأكد عبد الغني أن هذا لم يمثل هذا عامل ضغط كبير على الأنظمة الحاكمة في هذه الدول أو المسئولين سواء كان نظام برلماني أو سياسي ، ولكن عندما تشتد الأزمة على هذه الدول ستمثل هذه المسألة ورقة ضغط بنسبة كبيرة مع مراعاة عدم اتفاق اتجاه وموقف كل الدول من الاتحاد الأوروبي ، على الرغم من إعلان الاتحاد الأوروبي دائما أن هذه الحرب جمعت دول الاتحاد الأوروبي على كلمة سواء.
أزمة طاقة
كما أشار إلى خوف العالم كله من حدوث أزمة طاقة عالمية خلال هذا الشتاء للدول التي تعتمد على الغاز الروسي وخاصة أوروبا لاعتمادها بنسبة كبيرة على الغاز الروسي، حيث أن 40% من إمدادات الطاقة الخارجة من روسيا كانت لأوروبا ولكن استطاعت أوروبا خلال الصيف الماضي من ملء خزانات الطاقة احتياطيا بما يكفي استهلاكها هذا الشتاء.
وأضاف عبد الغني أن اعتماد أوروبا على الغاز الروسي قل بشكل كبير جدا وانخفض بنسبة 15% فهناك أسواق جديدة للغاز على مستوى العالم ومن الممكن أن تقوم مصر بتصدير الغاز إلى أوروبا.
اليمين المتطرف
وتابع عبد الغني “نبهنا كثيراً بصعود تيار اليمين المتطرف في بعض الدول وأبرز مظاهر وجوده في ألمانيا ممثلا فى النازيين الجدد الذين يرفضون وجود الأجانب في بلادهم ويستخدمون العنف ضد المهاجرين، وكان هذا اليمين المتطرف موجه بالأساس إلى المسلمين المتواجدين في أوروبا باعتبارهم عدوهم الأول، وقد حلوا محل اليهود فى تلك العداوة”.
أسوأ أزمات الإنجليز
وقال الكاتب الصحفي إن بريطانيا تشهد أسوأ أزمة اقتصادية لها منذ الحرب العالمية الأولى وانعكست هذه الأزمة على ميزانيتها وتسببت في عدم استمرار “ليز تراس” في منصبها وخروجها قبل مرور 7 اسابيع من الحكم لضعف خطتها الاقتصادية غير المقنعة وخلفها في تولية المنصب “سوناك” وأبدى قدرته على توليه هذا المنصب.
وأوضح عبد الغني أنه من المتوقع أن البريطانيون سيحتفلون بأعياد الميلاد بطريقة أسوأ والعديد من قطاعات العمل في بريطانيا دخلت في إضرابات وبالتحديد قطاع الصحة.
وأشار إلى أن نفس الاحداث متواجدة في فرنسا فأهم ما شهدته من أحداث هو إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي ماكرون ولاية تانية وتفويت الفرصة على صعود اليمينية ماري لوبان للمرة الثانية بمنصب رئيس الوزراء حيث أعطى الفرنسيون ثقتهم لماكرون لفترة ولاية ثانية.
بالاضافة إلى ذلك يتم النظر للأتراك على أنهم ممثلي المسلمين وتعتبر تركيا هي أكبر جالية في ألمانيا وفرنسا وعلى المستوى الرسمي للنظام الحاكم في تركيا تجيد ابتزاز أوروبا بجانب قدرتهم على التصرف في الأمور بشكل سليم.
انتخابات التجديد النصفي للكونجرس
أكد عبد الغني أن هذه التبعيات ستكون امتداد للأزمات المتواجدة في الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية أداء بايدن وهل كان مقنع للشعب الأمريكي بعد أن خلف ترامب ومن الناحية الأخري أداء الديمقراطيين ومدى إقتناع الشعب الأمريكي به، وانتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الأمريكي أتى بالجمهوريون وحصلوا على الأغلبية من الديمقراطيين وهذا سيتيح لهم عرقلة مشاريع الديمقراطيين.
واختتم عبد الغني مؤكدا أن أمريكا لم تشهد مثل هذه الأزمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حيث هناك انخفاض كبير في معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي، والناتج المحلى انخفض فى الربعين الأول والثانى من العام الحالى 2022، وهذا لم يحدث من منتصف القرن العشرين تقريبا، ومعناه المباشر أن هناك أزمة فى الاقتصاد الأمريكى، وموضحا أنه من ملامح الدولة الأمريكية أنها مقسومة بين الحزبين الرئيسيين الديموقراطى، وتحكمها دوائر مختلفة لصناعة القرار، الذى يساهم فى هندسته بشكا كبير “الثنك تانك”.
جدير بالذكر أن أن برنامج “الاتجاه شمالا” يرأس تحريره نهى سعيد، ومن إعداد أحمد شكرى، وتقديم أحمد فؤاد.