“دور الإعلام في مواجهة الشائعات” ندوة بإعلام جنوب الشرقية
كتب- محمد محمود
نظم مركز إعلام جنوب الشرقية التابع للهيئة العامة للاستعلامات، ندوة بعنوان “دور الإعلام في مواجهة الشائعات”، بمقر الوحدة المحلية لمدينة أم الزين، حاضر فيها الكاتبة الصحفية أميرة إبراهيم، نائب رئيس تحرير ، بمؤسسة أخبار اليوم وعضو اتحاد تجمع الصحفيات العرب، وبحضور أمل كامل رئيس الوحدة، محسن عبد الله، مسئول الإعلام السكاني، ومسئول الندوة. هذا ما أكده طارق سند، مدير مركز إعلام جنوب الشرقية .
وقد أكدت الكاتبة الصحفية أميرة إبراهيم،في بداية الندوة على أن الإشاعة هي خبر مختلق لا أساس له من الصحة ، أو هي تهويل وتشويه في خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة بقصد التأثير في الرأي العام المحلي أو الإقليمي أو العالمي أو شغل الناس. أو إشاعة الفوضى والفتن والخلافات داخل المجتمع .
وشددت ، على أن الشائعات المغرضة تمثل معول هدم حقيقي داخل المجتمع، فهي داء فتاك يعصف بأمنه واستقراره ، وبالروابط الإنسانية التي تربط أفراد المجتمع، حيث أن الإشاعة قد تستهدف إنسان برئ فتلوث سمعته وتحول حياته وحياة أسرته إلى جحيم ، أو قد تكون تستهدف سياسي وتسعي إلي تشويه صورته، وهى قد تستهدف أيضا الحالة المعنوية للشعب خاصة في أوقات الحروب والأزمات فتؤدي إلى حدوث الاضطراب والتخبط وعدم الاستقرار داخل المجتمع ، وتعرقل خطط الحكومة لتفادي الأزمات ، والإشاعات أيضا قد يطلقها بعض معدومي الضمير من أجل خلق نوع من الخوف والهلع لدي المواطنين لتحقيق هدف خبي يسعى إليه كما هو الحال الآن في أزمة انتشار فيروس كورونا حيث تكثر الشائعات حوله وطرق انتقال العدوى وعدد الضحايا ويتم تهويل الأمر وجعله يبدو بصورة مفزعة مهلكة وهو الأمر الذي يستغل في رفع أسعار الأدوية والعقارات المقاومة للفيروس ،كذلك يرفع عدد من المستشفيات الخاصة والعيادات من تكاليف الكشف والعلاج ، كذلك الإشاعات التي تضر برموز الوطن بمشاريعه القومية .
وتؤكد ،أميرة إبراهيم ، على أن مطلق الإشاعة ومروجها شخص ضعيف الإيمان، معدوم الضمير، لئيم الطبع ، مريض النفس ، صاحب تفكير منحرف ، تحركه الأحقاد والشرور ، وصفه القرآن الكريم بالفاسق، يقول رب العزة في محكم آياته : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).
وتضيف بقولها : والملاحظ في الآونة أن الشائعات قد أصبحت أكثر خطورة وأقوى تأثيرا وأسرع انتشارا ، نتيجة لأننا نعيش في عصر ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن هنا تزداد خطورتها وقوة تأثيرها ، وتحولت إلى معول هدم في المجتمع، تفرق كلمته وتوهن عزمه وتفيد أعداءه.فلا شك أن طبيعة العملية الاتصالية الحالية، والأدوات المستخدمة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي «كالفيس بوك» «وتوتير»، جعلت التواصل بين أفراد المجتمع أسهل وأسرع، لكنها في الوقت ذاته أمطرتنا بكم لا حد له من الشائعات.
وتوضح الكاتبة الصحفية ، أن لوسائل الإعلام دور مهم في عملية الضبط الاجتماعي والتصدي للمخاطر التي تهدد المجتمع والحفاظ على استقراره .. وتقول: من تلك المخاطر الشائعات، وسرعة الرد على الشائعات من شأنه الإسهام في القضاء عليها مهدها وعدم استمرار تداولها والحد من انتشارها، خاصة وأن الانتشار للشائعة سريع للغاية وتصاعدي فيبدأ بخبر بسيط عبارة عن عدد محدود من الكلمات فيضيف عليه كل مستمع كلمة جديدة فتصير شائعة كبيرة.. فعلى وسائل القادم بعدة أمور منها :التزام المهنية والموضوعية في نشر الأخبار وتحري الصدق ، وعدم الجري وراء سبق كاذب.و المبادرة بنشر المعلومة الصحيحة، وتحليل الإشاعة أو الخبر المتداول، وعمل حصار لها كي لا يزداد انتشارها. ولابد من تحري الدقة في كل ما ينشر أو يذاع، واستضافة المصادر الرسمية لتوضيح كافة الحقائق، إضافة للعودة للمواقع المتخصصة في كشف الصور والفيديوهات المفبركة في حال وجودها .
أيضا لابد من التعاون الدائم مع المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، والهيئة العامة للاستعلامات ، فلهم دور هام في الرد على الكثير من الشائعات سواء داخلياً أو خارجياً. وتوعية وتوجيه الجمهور وتنويرهم بعدم صحة المعلومات التي تتضمنها الشائعات المنتشرة وهذا يأتي في إطار مكافحة الأخبار الكاذبة والترويج للرواية الصائبة.
وتطوير مهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية لدى المتابعين وإكسابهم المهارات والخبرات اللازمة في مجال تقييم الأخبار وأساليب التحقق من صحة الأخبار المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي. أيضا عليها المطالبة بتفعيل دور المواقع الإلكترونية للمؤسسات الرسمية في مواجهه الشائعات من خلال عرض المعلومات بموضوعية المتعلقة بمختلف القضايا على جمهورها، والتنبيه على ضرورة أخد المعلومات والحقائق من المصادر والحسابات الرسمية.