رئيس كوريا الجنوبية.. لماذا يأتى إلى مصر ؟
كتب: على طه
وصل مساء أمس الأربعاء، رئيس كوريا الجنوبية مون جيه، إلى القاهرة فى زيارة رسمية هى الأولى التى يأتى فيها رئيس كورى جنوبى إلى مصر منذ نحو 16 عاما، وتستمر الزيارة حتى غدا الجمعة.
وتأتى هذه الزيارة ضمن جولة للرئيس الكوري في الشرق الأوسط، شملت الإمارات والسعودية، ودلالة الزيارة والترتيب، الذى تجرى عليه، له علاقة بسياسات كوريا الجنوبية فى منطقة الشرق الأوسط.
طالع المزيد:
-
رئيس كوريا الجنوبية يصل مصر ضمن جولته بالشرق الأوسط
-
الرئيس السيسي يشيد بالعلاقات التاريخية بين مصر وكوريا الجنوبية
وفى هذا الصدد لابد أن نشير إلى أن منطقة “أوراسيا” التى تقع ضمنها كوريا الجنوبية، محط أهتمام كبير، باعتبارها محل صراع حالى، ومستقبلى ليس فقط من الولايات المتحدة ومنافيسيها الصين، والاتحاد الروسى، ولكن ايضا تدخل أوروبا طرفا فى هذا الصراع، بعد تصاعد ازمة أوكرانيا.
وفيما يخصنا تأتى أهمية الزيارة وهى بالفعل “تاريخية” ليس فقط فى كونها الزيارة الأولى لرئيس كوري إلى مصر منذ 16 عاما، ولكن أيضا فى اصطحاب الرئيس الكورى، وفدا كبيرا من رجال الأعمال والإعلاميين، وبالطبع اهذا الأمر دلالة تتعلق بهدف الزيارة.
وهدف الزيارة المعلن، وحسب التصريحات الرسمية، متابعة المشروعات القائمة، وأيضاً مناقشة المشروعات المستقبلية بين البلدين، وفى هذا الصدد تعقد جولة محادثات، بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى، وضيف مصر، مون جيه، على خلفية، وفى إطار اتفاق الشراكة التعاونية، التى تم عقدها بين البلدين، خلال شهر مارس 2016 على هامش زيارة الرئيس السيسي لكوريا الجنوبية.
وتسفر الزيارة عن اتفاقات وتفاهمات جديدة بين مصر وكوريا الجنوبية في المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية.
وتشهد توقيع اتفاقيات تجارية بين مصر وكوريا الجنوبية، ويناقش الجانبان التعاون في مجال السيارات الكهربائية، وتحلية المياه، والهيدروجين الأخضر، ومصادر الطاقة المتجددة.
تشهد – أيضا – سبل الاتفاق حول اتفاقية للتجارة الحرة بين مصر وكوريا الجنوبية، والجانب الكوري الجنوبي يبدو متحمسا للتوصل لهذه الاتفاقية لتكون مصر أول دولة أفريقية يتم التوصل معها إلى مثل هذا الاتفاق”.
ويتوقع أيضا أن تشكل لقاءات الرئيس الكوري الجنوبي إلى مصر والوفد المرافق له فرصة لاكتشاف التبادل التجاري بين البلدين، والقيام بالاستثمارات المباشرة في مصر.
وصرّح السفير الكوري بالقاهرة، هونج جين ووك، أن العلاقات المصرية الكورية مستمرة بين الشعبينن المصرى والكورى، بينهما تواصل مستمر، لافتا إلي أن الإعلام له دور فى استمرار العلاقات المصرية الكورية”.
وفى ذات السياق أوضح السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الآسيوية، فى تصريحات صحفية أن “العلاقات المصرية الكورية هي علاقات متنوعة وتتجه نحو آفاق واسعة منذ الزيارة الهامة التي أجراها الرئيس المصري لكوريا الجنوبية في عام 2016 عندما أعلنت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومنذ ذلك التاريخ تم تنفيذ العديد من المشروعات التجارية الكبرى”.
ولفت حجازى إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يتخطى ملياري دولار، وقال إن “التبادل التجاري بين مصر وكوريا هو تبادل مستقر وميزان يميل قليلا لصالح كوريا لكنه متوازن حيث تصدر مصر بنحو مليار دولار وكوريا الجنوبية بنحو مليار ونصف دولار، وكلا البلدين يسعى من خلال العديد من المشروعات التنموية الكبرى، إلى إطلاق طاقات العلاقات لآفاق تتعلق في المرحلة القادمة بالصناعات الخضراء والطاقة الشمسية المتجددة.
فيما أشار أحمد قنديل، رئيس وحدة الدراسات الدولية، والخبير في الشؤون الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى نقطة مهمة للغاية، وهى إن هذه الزيارة تأتي في وقت تسعى فيه مصر لتطبيق رؤية تنموية طموحة وهي رؤية 2030.
وتأتي أيضا في إطار قيام كوريا الشمالية بإجراء 4 تجارب صاروخية منذ بداية هذا العام، وبالتالي من المتوقع أن تشهد نقاشات مهمة حول مختلف العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية وسبل تعزيز التعاون بين الدولتين للتعامل معهذه التحديات.
واضاف قنديل أن هناك فرصا كبيرة للتعاون بين مصر وكوريا الجنوبية “في مجال التصنيع العسكري”.
وأشار إلى أنه “في خلال معرض الصناعات الدفاعية إيديكس الذي أقيم في القاهرة في نهاية العام الماضي أبدت مصر استعدادها لتصنيع مدفع الهاوتزر الأمريكي الذي تقوم كوريا الجنوبية بتصنيعه، وأيضا هناك تفاهم حول مسألة تصنيع الدبابات الكورية الجنوبية”.
وقال قنديل إنه “من المتوقع أن تصدر عن هذه الزيارة اتفاقات لتصنيع هذه الأدوات العسكرية المتطورة”.