«فراشة القوات المسلحة» رحاب عبد الحليم لـ «بيان»: «عملت اللى أى راجل ممكن يعمله»

حوار: إسلام فليفل

  • سبب التحاق رحاب بمظلات القوات المسلحة هى رغبة داخلية من صغرها.

  • هبطت اضطراريا بمظلتى داخل الكلية الجوية وأشهروا السلاح فى وجهى.

  • فى القفز الحر حققت هدف أكبر مم كنت أتمنى.

  • فى إحدى المرات أحكمت إغلاق المظلة قبل القفز، وعندما قفزت لم تفتح المظلة

أطلق عليها “فراشة القوات المسلحة”، حيث استطاعت رحاب عبد الحليم، أن تصل لما كانت تحلم به لتتحول من طالبة فى معهد التمريض العسكرى لضابط بالقوات المسلحة.

وأصبحت أول قافزة حرة مصرية وهو الأمر الذى تحدت به كثيرون لم يكن توقعون لها هذا النجاح، ولكنه الطموح والشغف الكبير اللذان كانا وراء تحقيق الحلم.

شجعها على ذلك والدها الذى كان دائمًا بجوارها يساعدها على النجاح وتحقيق ما تحلم به، رغم الصعوبات التى كانت تواجهها، حيث كانت تعيش فى قرية ريفية، وكان ذلك مفاجئًا بالنسبة لأهلها.

بحلم أبقى ظابط زي بابا

فى حوارها لـ “بيان” تقول رحاب عبد الحليم : “من صغرى كنت بحلم أبقى ظابط زي بابا، وهو اللى شجعنى على ده، وكمان ساعدنى أمارس الألعاب الرياضية زي الكاراتية، ودخلت بطولات دولية كثيرة”.

أما أمنيتها الأولى، كما أفصحت عنها فهى مساعدة وإنقاذ المصابين ما أتيح لها ذلك، وهو الأمر الذى دفعها إلى دخول مجال التمريض العسكرى، قبل الانتقال منه إلى سلاح القفز الحر.

قالت رحاب: دخلت مجال القفز الحر عشان أقدر أقفز من أى مكان سواء فى حالة السلم أو الحرب، عشان أساعد المصابين مثلًا فى أى مكان حدثت به كارثة طبيعية أو مكان تائه منه أفراد ولا يمكن الوصول لهم إلا من خلال قفز المظلات الحر، وطبعا إسعاف الجنود خلال الحرب.

خطاب إلى المشير

ورغم الصعوبات الكثيرة التى واجهتها إلا أنها لم تستسلم أبدًا، وقامت بإرسال خطاب إلى المشير طنطاوى ليتم قبولها فى سلاح القفز الحر.

وعن أهم الصعوبات التى واجهتها فى البداية قالت: “كان هناك شك فى قدرتى كبنت على القفز الحر وعشان كده كثير كانوا معارضين الفكرة، وكانوا شايفين أنها مهنة رجال، ولكن قدرت أحقق أهدافى، وعملت اللى أى راجل ممكن يعمله، وقفزت قفز حر، وكنت أول بنت مصرية تقفز قفز حر”.

رغبة داخلية

وكان سبب إلتحاق رحاب بمظلات القوات المسلحة هى رغبة داخلية من صغرها، وأيضًا والدها الذى كان يعمل بالقوات المسلحة وكان الجميع يرى أنها شخصية مميزة وتصلح لهذا المجال.

وتؤكد رحاب: “دخلت معهد تمريض فى القوات المسلحة علشان كنت عايزة أسعف شعب مصر سواء فى السلم أو فى الحرب، أو كان جندى فى القوات المسلحة أم شخص مدنى عادى”.

ومن هنا اخترت التميز أنا دائما بحب أنى أنجح فى شغلى وأوصل لهدفى، وعلشان كده بعد نجاحى فى القفز الأساسى صممت إنى أقفز قفز حر، وأكون أول بنت أدخل قفز حر.

ونجحت فعلًا فى القفز الحر، وحققت هدف أكبر من هدفى اللى كنت بتمناه، ويحتاج القفز الحر لتدريبات كثيرة وممارسة أولا بجانب اللياقة البدنية الكبيرة، والتركيز العالى وسرعة البديهة، بالإضافة إلى التوافق العقلى والذهنى للشخص القافز.

إثبات الذات

رغم الصعوبات والمخاطر الذى يواجهها القافز فى مجال القفز الحر، حيث أنه يختلف عن القفز الأساسى الذى يتم فيه فتح المظله أوتماتيكيًا لتحمل القافز إلى الأرض ليهبط فى مكان آمن ومفتوح، أما القفز الحر، ففيه يقوم القافز بفتح المظلة يدويًا فى الهواء، بالإضافة إلى أختيار أماكن الهبوط، حيث أن سرعة الريح قد تدفع أحدهم إلى إتخاذ القرارات السريعة فى الهواء، وقد يواجه القافز رغم التدريبات المكثفة التى يخضع إليها مواقف مفاجئة وخطيرة قد تدفعه إلى التصرف فى الجو.

ذكر الله قبل القفز الحر من الطائرة
ذكر الله قبل القفز الحر من الطائرة

وتؤكد: فى إحدى المرات كنت آخر من سوف يقفز من الطائرة، وكانت سرعة الطائرة كبيرة، وأيضًا بعد أن قفزت فوجئت بأن الرياح أشتدت وبعدت بالمظلة عن المكان المحدد للهبوط، وأضطريت أهبط داخل الكلية الجوية رغم عدم علمهم بذلك، وفوجئت بعد هبوطى بالضباط ورفعهم السلاح علىّ، وفور علمهم بأنى بنت فاجأهم ذلك كثيرًا، لكن الحمد لله الموضوع عدى على خير.

ظننت أنى سأموت

وفى إحدى المرات أحكمت إغلاق المظلة قبل القفز، وعندما قفزت لم تفتح المظلة وظننت أنى سأموت إلا أن المظلة فتحت على بعد أمتار من الأرض.

رحاب اجتازت العديد من الإختبارات التى وضعها قادتها لتحديد ما إذا كانت قادرة على العمل فى مثل هذا المجال، بالإضافة إلى خضوعها لتدريبات شاقة لتصل إلى اللياقة البدنية التى يتمتع بها زملاؤها.

وتقول عن الفترة الأولى من عملها “خوف القادة دفعهم إلى أن يعرضونى لإختبارات شاقة ومكثفة، بس لما شافوا إصرارى ورغبتى الشديدة وإجتيازى للاختبارات، أصبح لديهم ثقة في إمكانياتى، وكذلك زمايلى فى البداية كانوا شاكين فى قدرتى على التحمل، ومكنش فى أى زميل بيعطيني معلومات، لكن لما رأوا تجاوزى للاختبارات بدأوا يتعاملوا معايا ويساعدونى.

وتؤكد رحاب قائلة: “مجالنا مجال صعب ومحتاج إصرار وعزيمة ورغبة فى العمل، غير الذكاء وسرعة الإدراك والبديهة لأن فى القفز الحر تحديدًا بتحصل أخطاء ناتجة عن مواقف جديدة أول مرة تحصل فى الهواء، “مرة دخلت فى سحاب ولم يخبرنى أحد كيف يكون التعامل داخل السحاب، حيث رؤية القافز تنعدم داخل السحاب، ولازم يتم الثبات، حتى يتمكن القافز من تفادى القافز الأخر لعدم حدوث تشابك المظلات”.

التركيز على الهدف

المهم هو التركيز على الهدف” هذه كانت رسالة رحاب إلى جميع الفتيات اللاتى يردن الإنضمام إلى الجيش، وخصوصًا أصحاب حملة عايزة أتجند، حيث أعلنت دعمها من قبل لهم “أنا مع كل بنت جدًا، ومش شايفة الموضوع صعب، خاصة فى ظل قيادة سياسية حكيمة تتحاور مع الشباب بشكل دائم.

قريبة منهم ولا تغيب عن أفكارهم، بجانب دعمها لكل فكرة جديدة وحقيقية تساعد فى نهوض المجتمع، وهذا الأمر ملموس للجميع من خلال مؤتمرات الشباب التى تعقد بشكل دورى على مدار الأعوام الماضية”.

أما عن أحلام الفتيات فتقول “بحلم أشوف دفعات كثيرة من البنات داخل صفوف القوات المسلحة، نحن قادرون ونستطيع بإيماننا، وفى النهاية فخورة بكل بنت تسعى لتحقيق أهدافها حتى وإن كان الطريق مليء بالمطبات والصعاب”.

طالع المزيد:

 

زر الذهاب إلى الأعلى