نهب وإتجار وتدمير .. تقرير حقوقى يرصد جرائم أكبر عصابة دولية للإتجار فى الآثار

كتب: على طه

شعار مؤسسة ملتقى الحوار
شعار مؤسسة ملتقى الحوار

تعرض التراث الثقافي في الدول العربية، ومازال يتعرض في الوقت الحالي للعديد من التهديدات والانتهاكات والتدميرات بسبب ظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها جماعة داعش التي ترفض وجود الآثار المختلفة وتعتبرها ضد الديانة الإسلامية.

طالع المزيد:

واستخدمت داعش تدمير المواقع كغطاء لنهب القطع الأثرية، حيث يتم تدمير القطع كبيرة الحجم تمهيداً لنقلها في حين تتم إزالة تلك القطع التي يمكن بيعها.

وفى هذا الصدد أصدر “ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان” اليوم الأربعاء 2 فبراير 2022، تقريراً بعنوان: “التنظيمات الإرهابية والأعمال العدائية ضد الممتلكات الثقافية والأثرية (العراق – سوريا – ليبيا).”

وتناول التقرير الذى عمل عليه برنامج مرصد مكافحة الإرهاب بـ “ملتقى الحوار” عن التنظيمات الإرهابية وتخريب الممتلكات الأثرية والثقافية عدد من المحاور، جاء بها:

  • تدمير الجماعات الإرهابية للممتلكات الثقافية:

وتطرق التقرير إلى أن تنظيم داعش عمل على سرقة وتدمير التراث الثقافي منذ عام 2014 في كل من العراق وسوريا وبدرجة أقل في ليبيا. بشكل عام؛ ركز التنظيم على تدمير أهداف مختلفة مثل أماكن العبادة والمواقع التاريخية القديمة منها تلك الأثرية النادرة.

وخلال سقوط الموصل من يونيو 2014 وحتى فبراير 2015؛ نهبت داعش ودمرت ما لا يقل عن 28 مبنى تاريخي وثقافي، فيما نهبت مباني أخرى من أجل بيعها في السوق السوداء.

وبعد الاستيلاء على الموصل دمروا متحفها الذي يعد ثان أكبر متاحف الشرق الأوسط، وبدأ تنظيم داعش تدمير مساجد الشيعة والقبور والأضرحة الصوفية، أي تراث الطوائف الإسلامية التي لا تتوافق مع تفسير داعش الصارم للإسلام.

كما فجروا مسجد الشيخ جواد في تلعفر وتسويته بالأرض.

وعمد داعش إلى تدمير مسجد الخضر الذي بُني عام 1133 والذي سمي تيمناً بشخصية إسلامية صوفية محبوبة. ويعد هذا جزءاً من الحملة التي تستهدف تخليص المنطقة من جميع المزارات الصوفية.

وقامت داعش أيضًا باستهداف العديد من المواقع التراثية المسيحية، حيث دمرت عدداً من المواقع المسيحية بما في ذلك كنيسة العذراء مريم شمال الموصل والكنيسة الخضراء التي يعود إنشاؤها إلى القرن السابع في تكريت، وأحد أقدم الكنائس في الشرق الأوسط.

وفي سوريا، أكد التقرير أن 35722 مبنى فى حلب تضرروا منذ سبتمبر 2016.

وبحسب ما ذكره اليونسكو فإن تاريخ المدينة القديمة التاريخية قد دُمر، ويمثل تدمير إحدى أكبر المدن وأكثرها أثاراً فى العالم هو مأساة لجميع السوريين وللإنسانية جمعاء. وفي مدينة تدمر، دمروا تمثال “الأسد اللات”، وهو تمثال يبلغ من العمر 2000 سنة كان يحرس فى وقت سابق معبد قديم مخصص لآلهة ما قبل الإسلام.

فيما يخص ليبيا، ذكر التقرير أن بعض المناطق الأثرية والمتاحف تعرضت لعمليات نهب متعمدة من جانب بعض التنظيمات المسلحة الإجرامية والإرهابية، مثل جبال أكاكوس الصخرية، ومدينة قورينا الأثرية، ومدينة شحات القريبة من مدينة البيضاء، ومدينة لبدة الكبرى التي توجد بها آثار رومانية تصنفها اليونيسكو كأحد مواقع التراث العالمي.

ولم يقتصر الأمر على القطع الأثرية الصغيرة، وإنما تضمنت عمليات النهب والاستيلاء على تمثال أثري لعمر المختار، وتمثال “الحورية والغزالة” في العاصمة طرابلس.

  • داعش وتجارة الآثار:

كما تطرق التقرير إلى أن داعش استخدم وحدة تُعرف محليًا باسم “كتائب التسوية”، وهي الكتيبة المسؤولة عن تحديد أهداف الهدم والنهب والسرقة.

وعمليات بيع الآثار من قبل (داعش) لا تقتصر على الطرق التقليدية، بل تمتد إلى الفضاء الإلكتروني. فقد تم رصد مجموعة كبيرة من الآثار السورية والعراقية وهي تباع علنًا على متاجر ومواقع المزادات الإلكترونية الشهيرة مثل (إيباي).

كما أن موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) شهد تدشين عدد من الصفحات التي يبيع عبرها مقاتلو (داعش) الآثار التي يسرقونها من المناطق التي يسيطرون عليها عسكريًا.

  • الجهود الدولية لحماية التراث الثقافي:

رصد التقرير أهم المبادرات التي اتبعها المجتمع الدولي لحماية الأماكن الأثرية، ومنها: المبادرة الدولية لمكافحة تدمير الارهابيين للممتلكات الثقافية والاتجار غير المشروع بها والجريمة المنظمة، وقرار مجلس الأمن 2347 حول حماية التراث الثقافي 2017، ومشروع المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية ICCROM.

واختتم التقرير بالتأكيد أنه رغم الاتفاقيات والجهود الدولية لحماية التراث االثقافي والحفاظ عليه، لم يمنع ذلك من قيام الجماعات الإرهابية في كل من سوريا والعراق وليبيا من تدمير التراث الثقافي وهدم العديد من الأماكن التاريخية، حتى جنت التنظيمات الإرهابية الثراء الفاحش.

زر الذهاب إلى الأعلى