د. محمد ابراهيم بسيوني: فى الطريق إلى مناعة القطيع (1)

للوصول إلى مناعة القطيع، ضد فيروس كوفيد-19 كورونا.

وقال د. بسيونى فى تصريحات خاصة لـ “بيان” إن مما لا شك فيه أن مرض الكورونا Covid-19 هو ما يستأثر باهتمام الناس هذه الأيام، فقد استمر وجوده فترة أطول مما توقعته الأوساط الصحية، ولم يكتف بذلك، بل أخذ يدفع بأشكال جديدة من الفيروسات المتحورة التي اجتاحت بعض الدول بشكل كبير.

طالع المزيد:

ولكون العالم مع سهولة التنقلات أصبح قرية واحدة فقد أدى ذلك إلى انتقال هذه المتحورات إلى عديد من الدول الأخرى.

وظهرت العديد من المصطلحات مع انتشار هذا الفيروس ومن تلك المصطلحات ما يعرف بمناعة القطيع Herd Immunity وتسمى أيضا مناعة السكان Population Immunity، وتعريفها بأنها الحماية غير المباشرة من مرض معد وتتحقق عندما يكتسب مجموعة سكانية ما المناعة من ذلك المرض، إما عن طريق اللقاح وإما الإصابة السابقة بالعدوى.

ويؤكد د. بسيونى، أن الدول تدعم تحقيق هذه المناعة عن طريق التطعيم وليس السماح للمرض بالانتشار في أوساط أي شريحة سكانية، لما قد ينتج عن ذلك من حالات ووفيات بجانب أنه عمل غير إنساني وقد لا تتمكن السلطات الصحية في الدول من السيطرة عليها.

ويضيف على الرغم من مضي فترة طويلة منذ بدء هذه الجائحة في الانتشار إلا أن نسبة السكان الذين يجب تطعيمهم للوصول إلى المناعة المجتمعية لا تزال غير معروفة.

وللوصول إلى المناعة السكانية، فإنه يلزم أن يتلقى معظم الناس اللقاحات المضادة، وهذا ما ثبت سابقا من خلال التجارب الماضية في السيطرة على عديد من الأمراض المعدية، كالجدري وشلل الأطفال والحصبة وغير ذلك، ومن هنا تظهر أهمية دعم الدول الفقيرة للحصول على اللقاحات اللازمة لتطعيم سكانها.
وقد قامت معظم دول العالم ومنها مصر بدور كبير في هذا المجال سواء من خلال الدعم المباشر أو من خلال منظمة الصحة العالمية. وللحد من انتشار هذا الوباء، فإنه لا بد من تعاون دولي وثيق وفق استراتيجية واضحة المعالم تكون غايتها تطوير مناعة عالمية ضد هذا الفيروس تمهيدا للقضاء عليه بإذن الله.

وقال د. بسيونى، إن مناعة القطيع تتحقق عندما تتكون مناعةٌ ضد المرض لدى نسبة كبيرة من المجتمع، مما يجعل انتقال المرض من شخص لآخر غير مرجح. ونتيجة لذلك، يُصبح المجتمع بأكمله محميًا وليس فقط أولئك الذين لديهم مناعة.

ويتطلب انتشار المرض عادةً أن تصاب به نسبة مئوية معينة من السكان. وهذا ما يسمى النسبة الدنيا. إذا تجاوزت نسبة السكان المحصَّنين ضد المرض هذه النسبة الدنيا، فسوف يتراجع انتشار المرض. ويُعرف هذا بالحد الأدنى لمناعة القطيع.

ويلقى د. بسيونى هذا السؤال: ما هي نسبة السكان الذين يجب أن تكون لديهم مناعة من أجل تحقيق مناعة القطيع.

ويجيب: يختلف الأمر من مرض لآخر. كلما كان المرض معديًا أكثر، زادت نسبة السكان الذين يجب أن تتكون لديهم مناعة ضد المرض لوقف انتشاره. على سبيل المثال، الحصبة مرضٌ مُعْدٍ جدًا. تشير التقديرات إلى أن 94٪ من السكان يجب أن تكون لديهم مناعة لقطع سلسلة انتقال العدوى.
وفي مرض الحصبة يلزم تطعيم ما نسبته 95 في المائة من السكان للحصول على مناعة القطيع، على حين يكفي تطعيم 80 في المائة بالنسبة إلى شلل الأطفال. وتشير الأوساط العلمية إلى أنه من المسببات التي تعيق فكرة هذه الاستراتيجية هو التطور الجيني لفيروس كورونا وظهور سلالات متحورة جديدة بين الحين والآخر.

وللكلام بقية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى