«مبروك عليكم وعلينا».. أيقونة الفوز بكأس الأمم الأفريقية
سردية تكتبها: أسماء خليل
دائمًا ما ترتبط أكثر المناسبات المصرية بأغنية، أو لحن، أو حتى نغمات، تتأصل فى الوجدان، بالفرح، أو الشجن، والحزن، لا قدر الله، وترتبط داخلنا بتلك الذكرى السعيدة التي يتمنى المرء تكرارها.
وربما تمثل أغنية بعينها “أيقونة النصر”، كما الحال في أغنية “ مبروك عليكم وعلينا” لدى المصريين، غناء الفنانة “ياسمين الخيام”.. كلمات وألحان “جمال سلامة”.
طالع المزيد:
إنها الأغنية التراثية الأكثر شهرةً وانتشارًا، والتي تتزامن مباشرةً عقب كل انتصار، ولا سيما الانتصارات المصرية في القارة الإفريقية؛ لما تبثه من روح السعادة والفرحة والأمل وتذيب الفوارق بين كل المصريين، ولا صوت يعلو فوق صوت القلوب المتراقصة تزامنًا للفوز العظيم.
وكم من انتصاراتٍ مرت بالتاريخ المصري وقد حفرت ذكرى سعيدة، وكانت تلك الأغنية المُتلازمة لذلك النصر، ومن أهم الانتصارات الكروية التي خاضتها مصر، هي حصولها على كأس إفريقيا لسبع مرات،،
تزامن الأغنية بعام 1998
تزامنت أغنية “مبروك مبروك” بفوز المنتخب المصري بكأس الأمم الإفريقية للعام 1998، وكانت المرة الرابعة التي حصل فيها المنتخب على اللقب، حيث أقيمت تلك البطولة في “بوركينا فاسو”، وقد تأهل المنتخب كوصيف للمجموعة الرابعة، بعد انتصار على منتخب موزمبيق، وفي الدور النهائي فاز المنتخب على “ساحل العاج”، بعد ضربات ترجيحية، وأحرز هدفي الفوز على أصحاب الأرض.. كانت الفرحة عارمة وقد ألهبت الأغنية نفسها دوي الانتصار داخل النفوس، في اللحظة التي تم فيها إعلان الفوز.
تزامن الأغنية وعام 2006
امتزج صوت ياسمين الخيام بكلمات الأغنية بصوت الشباب- مرة أخرى- مُرددين الهُتافات، في الملاعب والمقاهي والمنازل، بل في كل مكان، حيث كان انتصار مصر للمرة الخامسة وحصولها على اللقب في “ساحل العاج”، حيث تصدر المنتخب للمجموعة الأولى برصيد 7نقاط بفارق نقطة عن ساحل العاج، ثم تأهل كوسيط برصيد 6نقاط، مرورًا بالفوز على “الكونغو الديموقراطية”، ثم “السنغال”، وفاز المنتخب بعد تخطيه ركلات الترجيح على ساحل العاج.
تزامن الأغنية وعام 2008
لا أحد ينسى “حسن شحاتة” قائد فريق “الساجدين” في “غانا” والذي استطاع أن يعبر في تلك المرة بالفريق – أيضًا- وقد شكك البعض في إمكانية وصول الفريق، ولكنه استطاع التجاوز برصيد 7نقاط، وفارق نقطة عن منتخب “الكاميرون”، ثم تخطى “أنجولا”، ثم ساحل العاج، وكأن هدف أبو تريكة بهدف أمام الكاميرون مُلهبًا للحماس والفرحة داخل قلوب المصريين، وبالطبع تراقص الجميع مبتهجا حول الأغنية التى ملأ صداها جميع الأجواء.
تزامن الأغنية وعام 2010
وكان الانتصار الأقرب في “أنجولا”، حيث اهتزت كل الأرجاء المصرية، بفوز المنتخب المصري، وكانت لأمرك الثالثة على التوالي، بالنسبة ل“حسن شحاتة” وفريقه، والمرة السابعة في تاريخ الحصول على اللقب، وقد تأهل المنتخب كمتصدر للمجموعة الثالثة أمام منتخب “نيجيريا”.. كان المستحيل حينها لا يعني شيء، بعد كل تلك الانتصارات، ثم قابل المنتخب “الكاميرون” في ربع النهائي، ثم “الجزائر”، ثم تم التتويج باللقب بهدف “محمد ناجي جدو” أمام غانا..
ومات ال الأغنية تتناقل عبر الأجيال لتزرع داخلهم روح الفرحة، وتسعرهم بالسعادة تزامنًا مع كل انتصار.