ريان.. والدرة.. والبوعزيزى.. وآخرون اجتمعت حول مآسيهم قلوب العرب

 سردية تكتبها: أسماء خليل

في عالمٍ واسعٍ مترامي الأطراف توجد الكثير من الأحداث والحكايات، والتي قلَّما تَلْتَف حولها الشعوب على قلب رجلٍ واحدٍ، وعلي مستوى الشعوب العربية التي شغلها وعرقل مسيرتها كثيرًا من المشكلات السياسية والاقتصادية، نادرًا ما تجد شيئًا يجمعهم..

ريان

ما برح حادث “الطفل ريان” يهز القلوب العربية، تاركًا أيما الأثر داخل النفوس الكلمى خلال خمسة أيام كانت مدة انتظار بصيص أمل بنجاته، ذلك الطفل ابن الخمس سنوات، والذي سقط على حين غفلة من يد والديه، في بئرٍ عميق يبلغ 35مترًا، في قرية “أغران” بإقليم “شفشاون” شمال المغرب، وانتهت القصة المأساوية بوفاته،،
تلك الواقعة لم تكن الفريدة من نوعها في جعل الأنظار العربية تتوحد، فهناك عدة حوادث كانت شبيهة بحكاية ريان، وكم بصمت بصمتها داخل العرب، وتُراهم متوحدي الأنظار والقلوب حولها..

ريان
ريان

محمد الدَّرة

هل ينسى أحد ذلك الطفل الفلسطيني الصغير!!.. الذي كان عالقًا برقبة أبيه محتضنه محتميا بأنفاسه الحانية، وقد قام أبوه باحتضانه بكلتا يديه، وباليد الأخرى أخذ يُلَّوِّح لقوات الاحتلال الإسرائيلي ألا تقذفه برصاص الغدر، ولكن أنَّى لذلك العدو الصهيوني الغاشم أن تتسلل إلى قلبه العاطفة..
أصابت الطلقة الطفل المنبطح على الأرض برفقة أبيه، فنظر الأب نظرات حانقة بائسة ومات كل شيء داخله إلا أنفاسه التي تدل فقط على وجوده بالحياة بلا ابن..
وقعت تلك الحادثة في قطاع غزة، باليوم الثاني من الانتفاضة الفلسطينية، في 30سبتمبر من العام 2000..وكان “شارل إندرلان” هو المصور الذي قام بنقل تلك الصور إلى كل العالم.. كان الطفل محمد الدرة يبلغ من العمر 12عاما، وقذفته قوات إسرائيل وهو على الأرض مع أبيه خلف برميل إسمنتي..
شكلت تلك الحادثة آلاما بالغة في نفوس كل العرب، وقاموا ينتفضون بهُتافات واحتجاجات عجت بها الشوارع منددين لما حدث للدرة.

محمد الدرة يحتمى فى أبيه
محمد الدرة يحتمى فى أبيه

محمد بوعزيزي

ما إن تسمع ذلك الاسم؛ حتى تتذكر ثورات الربيع العربي، ذلك الشاب الذي أثرت مآساته المفجعة على كل صغير وكبير بالوطن العربي، فقد كان “ طارق الطيب محمد البوعزيزي” بائعا متجولا فقيرا، في إحدى شوارع مدينة تونس، وكان يماك عربة يبيع عليها الفاكهة والخضروات، فقامت السلطات التونسية بمصادرة تلك العربة، والأكثر من ذلك أنه حينما حاول التمسك بحقه والإلحاق بالعربة؛ صفعته الشرطية “ فادية حمدي” على وجهه، ورفضت المحافظة شكوته التي قدمها مطالبا بحقه..
قام بوعزيزي في يوم الجمعة 17ديسمبر 2010 بعد أن تملك منه اليأس وخيبة الأمل، بحرق نفسه أمام مقر ولاية “سيدي بوزيد”، وكانت تلك النار التي أضرمها في جسده، شعلة متأججة قدرما حرقت قدرما أضاءت الطريق وسط عتمة قاحلة.

محمد البوعزيزى
محمد البوعزيزى

  الطبيبة مروة الشربيني

في مدينة “ دريسدن” الألمانية ، حدثت تلك الواقعة الشنيعة بالعام ٢٠٠٩، حيث قام مواطن ألماني الجنسية متطرف الفكر، يُدعى “ أليكس دبليو فينز”، بقتل الطبيبة الصيدلانية “ مروة علي الشربيني”، حاملًا شحنات من الحقد والانتقام الغير مبرر، حيث طعنها ١٨ طعنة، أودت بحياتها على الفور..
لم يبلغ الشاب المجرم الثمانية عشر من عمره، ولكنه تربى على كره الإسلام واعتقاده أنه دين الإرهاب؛ حيث قال إنه قتلها لأنها “إرهابية” مسلمة ترتدي الحجاب..

كم أثر ذلك الحدث في قلوب كل عربي!.. بسبب وأد تلك الشابة البريئة الطبيبة الراقية ابنة الثانية والثلاثين من عمرها ..كما قامت مظاهرات بكل الدول العربية في استياء تام تضامنا مع حادثة لمروة.

الطبيبة مروة الشربينى
الطبيبة مروة الشربينى

الرئيس صدام حسين

إنه الحَدَث الأشهر والأكثر تأثيرا على الإطلاق، في نفوس كل العرب ..
صبيحة أول أيام عيد الأضحى للعام ٢٠٠٦، تم نحر سعادة وبهجة الناس بقدوم العيد، لتحدث صدمة نفسية لكل عربي، جعلته قائلا في نفسه “ عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ !”..

موقف تم تدبيره وتنفيذه في توقيت محدد مناسب للزج بالنفوس في غيابات الحزن ..

رغم كل شيء ..تبقى حكاية وتاريخ “صدام حسين” مَرتعا خصبا للمحللين والمفسرين والمتأملين، بل ومُدعي الشائعات والأقاويل ..حتى الآن .

الرئيس صدام بعد القبض عليه ثم مشهد إعدامه
الرئيس صدام بعد القبض عليه ثم مشهد إعدامه
زر الذهاب إلى الأعلى