قمة الفرصة الأخيرة بين الشرق والغرب لحل الأزمة الأوكرانية

وكالات

يواصل الرئيس الفرنسى ماكرون لعب دور الوسيط في الأزمة الروسية – الأوكرانية.

وخلال ساعات من المحادثات التى جرت اليوم الاثنين بين الرئيسين بوتين وضيفه الفرنسى ماكرون، في موسكو، ناقش الرئيسان البحث عن مخرج من الأزمة، دون توقع حقيقى بحدوث انفراجة، لكن على أمل في تخفيف التوتر.

كما انطلق مساء اليوم بتوقيت القاهرة (17:30) لقاء القمة بين كلا الرئيس الروسى بوتين، وضيفه الأمريكى جو بايدن، وبث التلفزيون الروسي، مشاهد ظهر فيها الرئيسان جالسين أمام مائدة بيضاء طويلة جداً في الكرملين.
يأتى هذا فى الوقت الذى تواصل فيه الولايات المتحدة إرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا، فيما قدرت أجهزة الاستخبارات الأميركية أن روسيا بات لديها فعلياً 70 في المئة من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا.

طالع المزيد:

وفى سياق قريب كان المستشار الألماني أولاف شولتز، قد التقى الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض بواشنطن، حيث جرى التأكيد على أن البلدين ينسقان في مواجهة روسيا، وعلى هامش اللقاء أكد بايدن: “نحن نعمل بشكل منسّق من أجل تعزيز ردع أي عدوان روسي في أوروبا”، وكذلك لمواجهة “التحديات التي تطرحها الصين”.
وعلى خلفية اتهام وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، روسيا بالسعي إلى الوقيعة بين بلاده وحلفائها الغربيين، زارت أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية، أوكرانيا، وصرّح
كوليبا خلال استقباله نظيرته الألمانية، قائلا: “لن يتمكن أحد في روسيا مهما حاول من دقّ إسفين بين أوكرانيا وشركائها”، فيما أعلنت بيربوك أن الغرب أعدّ عقوبات “قاسية” و”غير مسبوقة” ضدّ روسيا سيفرضها إذا ما غزت قواتها أوكرانيا. وأضافت “نحن مستعدّون أيضاً لأن ندفع، نحن أنفسنا، ثمناً اقتصادياً لأنّ أمن أوكرانيا على المحكّ”.
وقال كوليبا “لا داعي لتخويف الأوكرانيين بالحرب. نخوض هذه الحرب منذ عام 2014. لقد مررنا بالكثير من المحن”. وأضاف أن “أوكرانيا لا تستبعد أي سيناريو” وهي “مستعدّة لأي شيء”، مشدداً على أنّه “إذا فرضت روسيا جولة جديدة من الصراع المسلّح علينا، سنقاتل”.

ومن جانبه فقد أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مستهل اجتماعه في موسكو، الاثنين، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في أن تسهم مباحثاتهما في “تخفيف حدة التوتر” على الحدود بين روسيا وأوكرانيا التي يخشى الغرب تعرضها لغزو روسي.
ورد بوتين على ضيفه الفرنسى مشيدا بالجهود الفرنسية “لحل مسألة الأمن في أوروبا”، مضيفا: “أرى مدى الجهود التي تبذلها السلطات الفرنسية لحل مسألة الأمن في أوروبا”، وخصوصاً من أجل “إيجاد حل للأزمة” في أوكرانيا.
وخلال المباحثات قال ماكرون لبوتين، إن “رد الفعل المفيد هو رد يتيح لنا بالتأكيد تجنب الحرب وبناء لبِنات الثقة والاستقرار والشفافية”.
واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاجتماع بين الرئيسين الفرنسي والروسي “مهم جداً”، ذاكراً أن “ماكرون قال لبوتين إنه يأتي حاملاً أفكاراً من أجل خيارات محتملة لتحقيق انفراج في التوتر في أوروبا”، لكنه أضاف أن “الوضع أكثر تعقيداً من توقع اختراق حاسم خلال لقاء واحد”.
وصرح ماكرون للصحافيين في الطائرة التي كانت تقله إلى موسكو أنه ينظر إلى الأمور بـ”واقعية وتصميم”، معتبراً هو أيضاً أن ليس هناك حل على المدى القريب.
والمطلوب برأيه بالتالي هو “الحد من هامش الالتباس لنرى أين تكمن نقاط الخلاف ونقاط التوافق الممكنة”.
وأكد مرة جديدة موقف الغربيين الموحد الرافض وقف سياسة الباب المفتوح في الحلف الأطلسي، في وقت تطالب موسكو بضمانات بعدم انضمام أوكرانيا ودول أخرى من جوارها إلى الحلف.
وقال ماكرون “علينا أن نبني شروط معادلة تجعل من الممكن خفض التصعيد على المستوى العسكري”، مقدراً عديد القوات المنتشرة على حدود روسيا وبيلاروس مع أوكرانيا بـ125 ألف جندي.
وشدد ماكرون على أنه “يجب عدم القيام بأي تسوية في المسألة الأوكرانية من دون الأوكرانيين”، مبدياً “دهشته لبرودة الأعصاب التي أظهرها الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي في الأسابيع الماضية”.
في سياق قريب صرّح المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، الاثنين، إن “رئيس الوزراء يريد أن يطمئن روسيا بشأن دور حلف شمال الأطلسي، لأنه تحالف دفاعي وينبغي أن يتاح الانضمام لعضويته لأي ديمقراطيات أوروبية”.
وتطالب روسيا، التي انتزعت السيطرة على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، بضمانات أمنية، منها تعهد حلف الأطلسي بعدم ضم أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم جونسون “عبرت روسيا عن مخاوف بشأن عدوان محتمل من قبل حلف شمال الأطلسي، لكننا أوضحنا أن تلك المخاوف لا أساس لها، إذ إن حلف الأطلسي تحالف عسكري دفاعي في جوهره.

زر الذهاب إلى الأعلى