د.علي عبد الله يكتب: “مت واقفا ولا تمت مريضا ذليلا”
فى عاصمة الطب المصرية مدينة المنصورة ذهب أحد البسطاء الذى يعانى سرعة القذف وهى مشكلة مرضية اجتماعية تجعل صاحبها كتوما يحمل هما وحرجا لا يستشير قريبا ولا طبيبا، ولكن هذا العامل البسيط لجأ وسلك طريقا صحيحا وهو طريق أحد مراكز العلاج المتخصصة فى تشخيص وعلاج الضعف الجنسى، فانهالوا عليه حقنا وبلعا بأدوية منها المُرخص ومنها المُهرب ومنها مجهول الهوية دون مراقب ولا مُتابع.
بل تحوّل العلاج الحر فى أغلب الأحيان وهى الجهة المخولة بالتفتيش لها على المنشاَت الطبية ومنها المراكز والعيادات الخاصة إلى محامٍ عنهم بدلا من تقويمهم، حتى أصبحت كثير من تلك العيادات وكرا لإخفاء الأدوية مجهولة المصدر ومنتهية المفعول تاريخا أو تخزينا فى ظروف بيئية غير صالحة، مما صار الأمر مطمعا للجميع وحقا مكتسبا.
وبالعوده إلى موضوعنا أصيب ذلك العامل بحالة من الانتصاب الدايم يسمى priapism وهى حالة معروفة يتدرج فيها العلاج من تناول بعض الأقراص إلى التفريغ إلى العملية الجراحية، واذكرك عزيزى القارئ أن المريض لم يكن يشتكى ضعفا للانتصاب حتى يتناول تلك الأدوية بل يشتكى سرعة القذف .
استمر الانتصاب ثلاثة أيام، وفشل المركز فى علاجه، فما كان منهم إلا أن تأمروا عليه كما تأمر أخوة يوسف فرموه فى غيابات مستشفى المنصورة الجامعى، فظل ذليلا أمام أبوابها قرابة الساعتين مع الاَلم والاَسى والمعاناة والخوف والخجل ورفضوا دخوله تماما، وفى ذلك الانتظار اتصل بى أحد الزملاء شارحا لىّ الحالة، وبدورى اتصلت بالمسؤل الأكبر عن مستشفيات جامعة المتصورة والذى نفى تماما أن يظل الانتصاب 3 أيام، ونصح بالتوجه لمستشفى اَخرى.
وتوجه المريض إلى مستشفى اَخرى فلم يجد من يحنوا عليه، وعليه عاد إلى الجامعى لتستقبله المستشفى ويتم إعداده إلى عملية عاجلة لانقاذ الموقف، وتم كتابة تقرير بالحالة، وبه أن المذكور يُعانى انتصابا دائما زاد عن ثلاثة أيام عكس ما صرح الزميل الاستاذ الدكتور.
وتم توجيه الشكر للمستشفى وانتظار العملية، ودون سابق إنذار تم طرد المريض، لماذا؛ لأن بطاقته الشخصية تحمل محافظة البحيرة محلا للإقامة، وكأننا علينا أن نختار أين نمرض ! ليتم بعدها الاتصال بالرقم الخاص بوزارة الصحة ثم رئاسة الوزراء لحل المشكلة، لكن لا حياة لمن تنادى.
وعند التوسل لأحد المسؤلين صرّح بأن قرار رئيس الجامعة ينص على عدم علاج أى مواطن من خارج محافظة الدقهلية، وأنا اتعحب أين يذهب الناس إذا حدث لهم طارئ خارج حدود محافظاتهم ؟، وأين قانون علاج المواطن فى حالة الطوارئ ؟، وأين الرحمة وأين الإنسانية ؟
واضطر المواطن المسكين للسفر إلى جامعة الإسكندرية، وتقرر إجراء عدة عمليات لم نصل إلى اَخرها حتى الاَن، وهكذا ضاع خق المواطن بين خطأ مركز الذكورة وجحود مستشفى جامعة المنصورة، والحقيقة المؤكدة أن ذلك المواطن فقد ذكوريته وقدرته على الانتصاب مدى الحياة، وأصبح عضوه الذكرى زايدة دودية ليس لها وظيفة سوى إخراج البول.
د.علي عبد الله
مدير المركز المصرى للدراسات الدوائية والاحصاء ومكافحة الإدمان