الإنسانية كما يجب أن تكون.. “رشا” تعالج الحيوانات الأليفة مجانًا وتعتني بكلاب وقطط الشوارع
كتب: إسلام فليفل
“عاشقة الحيوانات” لقب حصلت عليه رشا عبد الرحمن، بنت محافظة الدقهلية، صاحبة الـ37عامًا، التي تحب الحيوانات حبًا جمًا، وتمنحهم الكثير من وقتها ورعايتها، واستطاعت أن تساعد في علاج المئات من الحالات في كل أنحاء محافظتها، هذا بخلاف تمكنها من مساعدة وعلاج بعض الحالات الأجنبية التي عُرضت عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر.
“رشا” تخرجت في كلية الطب البيطري، جامعة المنصورة، لتبدأ العمل في مجال يشتهر به الرجال فقط خاصة بالدول العربية، فأقدمت على فتح عيادة بيطرية خاصة بها.
بدأت “رشا” حديثها لـ”بيان”، قائلة: “علاج القطط والكلاب عشق وليس مهنة”، مضيفة أنها تحب الحيوانات كلها منذ صغرها، خاصة القطط، ففي بداية مشوارها المهني فتحت عيادة في المنصورة، وكان أكثر المتعاملين معها والمترددين عليها من المزارعين، وهو ما كان شيئًا جديدًا بالنسبة لهم، خاصة وهي أنثى، حيث اعتاد الفلاحون على التعامل مع الأطباء البيطريين من الذكور، بحكم الطابع الريفي الذي يحيط بالمكان، لكنها لم تخش ذلك على الإطلاق، وقد تفاجئت بأن الأهالي تمدح عملها واعتنائها بالحيوانات الخاصة بهم.
وتابعت: “بعد الثورة تم تعييني في مديرية الطب البيطري مع الحاصلين على الماجستير، وتنقلت داخل أقسام المديرية، وكانت معاملتي مختلفة عن باقي زملائي مع الحيوانات، حيث كُنت حريصة دائمًا على مخاطبة صاحب الحيوان وإرشاده، فكان الأهالي يطلبونني للتعامل مع حيواناتهم”.
وعن عيادتها” الرحمة لتبني وعلاج القطط”، قالت “رشا”: إنها فكرت أن تفتح عيادة مرة أخرى ولكن في مدينة المنصورة نفسها، فاختارت منطقة شعبية لتكون قريبة من الناس البسيطة من حيث المكان، وأطلقت على العيادة ذلك الأسم، لأنها ترى أن القطط بالطبع ستكون في رحمة عندما تدخل عيادتها، حيث تهتم بهم حتي الشفاء، فتعتني بهم بنفسها ولا يوجد معها دكتور، فقط مساعد واحد وعامل نظافة، وتقوم في الغالب بعمل كل شيء يخص الحيوانات داخل عيادتها.
وأوضحت أنها تستقبل داخل عيادتها جميع حالات حيوانات الشارع، التي بحاجة لعناية من دون مقابل مالي، فالهدف الأساسي هو مساعدة ونجاة الحيوانات، وليس الربح المادي، لذلك تعالج العيادة القطط والكلاب والسلاحف والنسانيس.
وأشارت إلي أنها تعتمد في علاجها للحيوانات على طريقة خاصة من خلال الإحساس بالحيوان، فتلك الكائنات لا يمكن أن تزيف إحساسها، وهي تتحدث معهم وتظل بالساعات بجوار الحالة حتي تطمئن عليها.
وأضافت أنها تتعرض لانتقادات كثيرة نظرًا لكونها امرأة وتعمل طبيبة بيطرية، وكأنها مهنة للرجال فقط، مشيرة إلي أنها تعرضت لمواقف محرجة مثل أن يدخل أحد المواطنين العيادة ويسأل عن الطبيب، ثم يصاب بالاندهاش عندما يكتشف أن الطبيب أنثى.
وعن أصعب حالات واجهتها، قالت إن سيدة جاءتها بقطة من الشارع، وكانت القطة حاملًا ولديها تسمم، وكانت شرسة جدًا وغير حاصلة على تطعيم، فهي حالة تعتبر تحديًا صعبًا لكي تعالجها وتنقذها من الموت، وتعرضت لجرح من القطة كاد يصل إلي تسمم، بجانب حالة جاءت العيادة بكلب، وكان في حالة صعبة، وقد تطاير شعره بالكامل، وجسمه تحجر، إلا أنها تمكنت من علاجه.
ونجحت “رشا” من خلال الجروب الخاص بها على فيس بوك، في علاج حالات كثيرة في مصر، وتمكنت من ذلك بفضل مساندة أهلها، وهو ما جعلها متميزة في مجالها وتعالج حالات فشل في علاجها أطباء كثيرين.