يوجا الضحك تتصدر القائمة.. المصريون يبحثون عن “السعادة”
كتب: إسلام فليفل
بغض النظر عما إذا كانت يوجا الضحك إحدى صراعات الموضة الاجتماعية، إلا أن المصريين يتخذونها وسيلة يصلون بها إلى السعادة، عملًا بالمثل الشهير “الضحك بيطول العمر”.
“يوجا الضحك” رياضة تم ابتكارها قبل 22عامًا في الهند على يد الدكتور”مادان كاتاريا”، مؤسس جامعة للضحك في مدينة بنغالور لتكن أول جامعة من نوعها في العالم، وبعد ذلك انتشرت الفكرة في أكثر من 80 دولة حول العالم.
“لا نغضب.. لا نقلق” من هنا بدأت قصة حسناء إبراهيم مع “يوجا الضحك”، حينما كانت تدرس أحد مبادئ اليوجا “ريكي”، وهى أسلوب ياباني يعادل توزيع الطاقة في الجسم، وقال لها المدرب “اضحكي”، قالت “حسناء”: “منذ عامين حصلت على شهادة في تخصص “يوجا الضحك”، واليوجا بشكل عام ليست رياضة وإنما نمط حياة وفلسفة يجب تطبيقها ليحظى الجميع باسترخاء أكثر في حياتهم اليومية.
وأكدت أنها بدأت طريقها للبحث عن السعادة منذ 10 سنوات، بعد تخرجها في كلية التجارة والعمل في السوق، حيث كانت ناجحة ولكن ينتابها شعور دائم بعدم الارتياح، وكأن شئ ما ينقصها وبدأت تبحث عن أكثر معنى للسعادة، تارة تفتش عن الهدوء والتصالح، وتارة أخرى تحتاج التجديد في نمط حياتها اليومي، حتي بحثت بأدوات مختلفة عن تنمية بشرية وطب نفسي وغيرهم، إلى أن شعرت أن اليوجا هي الفلسفة التي تبحث عنها”.
وعبرت عن شعورها أثناء تقديم يوجا الضحك للمترددين عليها، بأنها أثناء جلسات اليوجا تشعر بالامتنا للخالق ولنفسها، لأنها تملك الفرصة أن تكون خطوة في حياة الناس نحو السعادة والسكينة، وأكملت أنها تكون في غاية سعادتها، حينما يأتيها ردود أفعال إيجابية ممن يقبلون عليها، ومن تلك التعليقات التلقائية التي خرجت من أحد المتدربين عندما قالت: “اليوجا تحفز الطاقة.. وتزيل الهموم من القلب بشكل سحري”.
وقالت “حسناء” إن معظم المترددين على يوجا الضحك من النساء والفتيات أكثر من الرجال وأرجعت ذلك لتقاليد المجتمع التي ربما تجعل الرجل يشعر باستخفاف نحو الفكرة أو أنه لديه ما يفرغ طاقته به مع أصدقاء أو منافذ آمنة للسعادة، بينما المرأة أكثر بحثً عن الذات وإدراك النفس وتطوير الحياة.
تلاميذ الفرحة
مذاكرة وامتحانات وواجبات ودروس، هكذا يتم حصار الطلبة في معظم أوقات حياتهم الدراسية، ولا يكادون يفرون إلا قليلًا، ولكنهم رغم كل هذا باحثون عن المتعة والسعادة والأوقات المرحة والذكريات مع أصدقائهم وزملائهم، لذلك في الأعوام الأخيرة انتشرت أفكار مختلفة بين الطلبة لقضاء لحظات سعيدة، منها مهرجانات الألوان وجلسات التصوير العادية أو المرتبطة بأنشطة فلكلورية وتاريخية أو أغاني التخرج وغيرها.
وانتشرت العديد من الفرق المتخصصة في إقامة مثل هذه الحفلات، ويبحث كل منهم للتميز عن غيره بالأنشطة المتضمنة للحفلة، ويتهافت عليها الطلبة في الجامعة في مراحل مختلفة سواء قبل التخرج أو في سنوات جراسية أخرج للخروج من إطار الضغوط الجامعية.
جلسات التصوير أو”السيشنز”وهي حفلات مخصصة للتصوير بمناسبة التخرج أو الانتقال من عام دراسي لأخر، وتنتش اكثر قبل حفلات التخرج الرسمية، وطغى طقس جديد على هذه الجلسات وهي البحث عن موضة قديمة أو زي انتشر في عصر ما وأختفي أو تقليد لأزياء معينة في أي دولة أو منطقة، ومن أمثال ذلك جلسة التصير الأخيرة لدفعة كلية الطب جامعة 6أكتوبر والتي أختاروا فيها زي السبعينيات كرداء لجلسة تصوير الدفعة.
دراسة
توصل علماء إلي ان الضحك، يترك أثراً إيجابياً على أجسامنا، ويوجد في ألمانيا وحدها مئة وخمسون ناديا ليوجا الضحك، بينما يتجاوز عددها حول العالم ثلاثة آلاف، وأثناء الضحك يدخل الهواء بقوة إلي الرئتين، وهو ما يعمل على تزويد خلايا الجسم بكميات أكبر من الأكسجين، يؤدي ذلك إلي تخفيف الضغط والتوتر، ما يتسبب في زياددة عدد الخلايا المناعية في الدم.
يرى الباحثون أن الضحك لدقيقتين، يعادل في فائدته الجري لعشرين دقيقة، فالكبار يضحكون خمس عشرة مرة في اليوم، بينما يضحك الأطفال أربعمائة مرة، وأثبتت الدراسات العليمة أن الضحك مخفف للألم.
وقامت مجموعة من الباحثين بتربة تتمثل بإرسال سبعة وسبعين شخصا إلي مياة مجمدة، فمن كان يضحك مهم، استطاع تحمل آلام البرد لمدة أطول، فعبر الضحك يتراجع الشعور بالألم بنسة 30 في المائة، وفي القرن التاسع عشر، لم يكن هذا الأمر معروفا، في أحسن الأحوال كان يسمح بالضحك خلف الأبواب المغلقة وبصوت مكتوم، لكن كثرة الضحك لا يخلو من تأثيرات جانبية، فكثرته تسبب تجاعيد في الوجه.
بينما تخلص الطبيبة بيترا كلابس تجربتها قائلة: “كل من يمضي يومه بابتسامة من القلب يعود إلي بيته أكثر نجاحاً وصحة في المساء”.