د. علي عبدالله يكتب: “دوائك إن هنته هانك”
نقول دائما ان الدواء الذى تصرفه من الصيدلية ليس ككيس الخضار الذى تشتريه من السوق، وإن كان البعض يدقق عند شرائه للخضار أكثر من انتباهه أثناء صرف الدواء، ونسينا الضرر بل قد يأتيك الموت من الدواء بدلا من النفع، والعلاج ومن المعلوم أن الدواء فى (أغلبة) مواد كيميائية محسوبة بأدق الحسابات التي تؤثر فى وظائف الجسد الحيوية، وتتأثر به عبر عمليات حيوية حتى خروجه مع البول من خلال الكليتين، مرورا بالكبد وامتصاصا من المعدة إذا كان تناوله عن طريق الفم وانتشارا فى الدم، ووصولا لكل خلية من خلايا الجسد تتأثر به وتؤثر فية.
ويستمر هذا الامر طبقا لجرعات علاجية مقررة، وقد يكون للدواء بعض الاَثار الجانبية فى الحدود المقبولة تزيد هذه الاَثار مع التعدى على الجرعة العلاجية الاَمنة إلى جرعات ضارة، وصولا إلى الجرعات القاتلة، إذا تم الإسراف وإساءة استخدام الدواء
يحدث ذلك مع قطاع ليس بالقليل من الأدوية وعند إساءة استخدامها يمر الإنسان بمرحلة التحمل.
ومع زيادة الجرعات يحدث (التعود والاعتماد) ثم الكارثة وهى إدمان الأدوية، وغالبا ما يدفع طموح المدمن إلى تجربة كل ما هو جديد من المواد الأكثر إدمانية وفاعلية، وهى الأخطر، ومرحلة الإهانة والمذلة؛ للحصول على الجرعات والتنازل عن كل الثوابت وانفاق كل ما لديه، ثم السرقة بعد نفاذ أمواله ويصبح سجين رغبته.
وقد تتأقلم بعض أحهزة الجسم مع الجرعة الزائدة، إلا مركز التنفس فيصل بالإنسان إلى مرحلة فشل الجهاز التنفسى، وحدوث الوفاة، وقبل ذلك الاثر الضار على قلب الإنسان وكبده وكليته .
وقد يستوقفنى أحد القراء معترضا وقاصرا ما سردته على البعض ممن هم أقل علما أو خلقا أو وعيا، ولكن الخقيقة أن ذلك قد يحدث أيضا مع حسني النية ممن لا يلتزمون بالتعليمات الخاصة بكل دواء موصوف أو بسبب التداوى الذاتى أو ضغط الأقران أو حب التجربة أو الخرس الأسرى والتفكك الاجتماعى.
وقد يأتى بخطأ طبيب لم يختار ما يُناسب ثقافة وظروف كل مريض أو تقصير صيدلى فى توعية المريض بكل ما يخص الدواء أثناء الصرف أو استهتار البعض واستعجالهم عند صرف أدويتهم من الصيدليات، لذا كانت دعوتى لكل عنصر من عناصر المنظومة بأداء ما عليه حتى لا تتحول رحلة العلاج والتداوى إلى الإدمان والتعاطى.