سفاري الكُونيسة.. جنة سيناء على أرض مصر
كتب: إسلام فليفل
تقع الكونيسة جنوب مدينة طور سيناء التابعة لمحافظة البحر الأحمر، وهي واحدة من العديد من الوجهات التي يعشقها صيادو البحر الأحمر، قطعة من جنة سيناء، يتوجه إليها الصيادون للاستمتاع بمياه البحر الأحمر الزرقاء والتذوق من نعيمها، مثلها مثل مطامر والزعفرانة ووادي الدوم.
يعتمد الصيادون في رحلاتهم على مواسم الصيد وتوافر الأسماك في البحر، كما أن كل نوع من الأسماك يكون له موسم معين أو تجتمع عدة أنواع في موسم واحد، عادة ما يكون الصيد وافرا في موسم الصيف والشتاء ويندر في مواسم أخرى كالربيع وخصوصاً في شهر مارس، كثير صيد سمك أبو شراع والشعور في أشهر الصيف من يوليو وحتى سبتمر، أما سمك أبو لولو والمرجان فيزدهر موسم صيده في أشهر الشتاء، ويعتمد الصيادون المبتدئون منهم والمحترفون على مراكب الصيد والماكبية في مرسى الكونيسة، ويمضى المراكبية شهوراً في عرض البحر يقتاتون من مال رحلات الصيد والأسماك التي يصطادونها، فكل مركب له ريس وكل ريس له عدة مساعدين.
ويصف أحمد محمود، أحد الصيادين آخر رحلات صيده في الكونيسة كالتالي “خررجنا بالمركب من مرسى الكونيسة صباحاً بادئين يومنا ببسم الله أول يوم لنا في البحر كان مشمساً واتسم الجو بالحرارة والنسيم الخفيف، توجهنا إلى ثلاثة أماكن في عرض البحر، وكان الصيد وقتها عبارة عن “بونجز، وكاتارين”، كما قمنا بصيد “شريفة”، واتنين بياضة بطريقة الجر، عملنا على هذا المنوال حتى ظهر اليوم التالي، ثم توجهنا مسافة طويلة في عرض البحر لنقيم الليلة فيه، كان الهواء شديداً لكنها كانت من أجمل الليالي التي قضيتها في حياتي، في هذه الليلة صرخ ريس المركبة” حووش ياجدع”: حيث إنهال علينا سمك التونة بأعداد هائلة، وكان هناك العديد من الأسماك بأوزان غير اعتيادية، في اليوم الثالث توجهنا لمكان أهدى في عرض البحر، ولكننا لم نمض القليل حتى انهال علينا سمك”الشعور”و”المحاسن”، انتهت رحلتنا في عرض البحر صباح اليوم التالي حيث توجهنا للمرسى، ومنه عائدين لبيوتنا”.
والجدير بالذكر أن البحر الأحمر يحتوي على 1200 نوع مختلف من الأسماك، وكذلك 44 نوع من أسماك القرش، وتوجد الكثير من الأنواع المتعارف عليها بين صيادي الكونيسة منها أبو شراع ودراك وسمك التونة والونجز وخنزيرة والأناكوندا وأبو اللولو والبياض والشعور والمحاسن وبهار وبلاميطه وناجل وحصان وكتارين وشريفة وكشرة وأبو شرارة، وسمك الشبيني وهو نوع من أنواع أسماك القرش، ذلك غير العديد والعديد من أنواع الأسماك الخرى، والتي تظهر على أعماق مختلفة وفي مناطق مختلفة من بقعة الكنيسة في البحر الأحمر.
يجدر القول بان العديد من رحلات الكونيسة لم يحالفها الحظ باصطياد الأسماك، كما أن العديد من رحلات الكونيسة لم يحالفها الحظ باصطياد الأسماك، كما أن العديد من الرحلات تعود إلى المرسى كما خرجت منه، يكون ذلك إما لسوء الطقس، حيث تهرب الأسماك للقاع، أولا انعدام ضوء القمر حيث يصعب الصيد، وتعد الليالي القمرية من ليالي وفرة الأسماك.
وفي الآونة الأخيرة إتجه الصيادون إلى الصيد بمراسى أخرى هربا من تعسف بعض المراكبية وغلاء أجورهم، او لقلة خبرة البعض الآخر بطرق الصيد، لكن في النهاية مازالت الكونيسة وجهة العديد من الزائرين ومحبي الصيد.