الطفل المصري أذكى طفل في العالم.. افتكاسة عامية أم مقولة علمية ؟

كتب: إسلام فليفل

هل يختلق الشعب المصرى إحصائية علمية من نسج خياله، ويصدقها ويقتنع بها؟ أم أنه لا يؤمن إلا بالوقائع، تكشف “بيان” لكم مدى حقيقة المقولة الشائعة على ألسن الشعب المصري، بأن “الطفل المصري هو أذكى طفل في العالم”، التي كانت سبباً في شعور البعض بالفخر والسمو، في حين أثارت العبارة ذاتها لدى البعض الآخر قدر لا بأس به من الدهشة والسخرية، لاعتقادهم بأنها إحدى “افتكاسات المصريين”، ولكن لم يفكر أحد فيما إذا كانت هذه العبارة معلومة علمية فعلا، أم مجرد تصور شعبي توارثته الأجيال.

وفي رحلة البحث عن مؤشرات في هذا الصدد رصدنا الآتي:

1-لم يتضمن تصنيف موقع brilliant.org المنوط باكتشاف الأطفال العباقرة في العلوم والرياضيات حول العالم 2021، أي من الأطفال المصريين، واحتل المراكز الأولى في تصنيفه أطفال من أمريكا والهند وأثيوبيا.

2-تمكن الطفل المصري “عبد الرحمن حسين” من حصد المركز الأول في المسابقة العالمية التي أقيمت في ماليزيا بمشاركة نحو 3000 طفل من كافة أنحاء العالم، وذلك بعد تمكنه من حل 120مسألة حسابية في 8 دقائق فقط.

3-حصلت مصر في تصنيف مؤشر التنافسية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2020\2021 على المكز 119من أصل 137 دولة في جودة التعليم بها، وحازت على المرتبة 93 في جودة تعليمها الأساسي والمركز رقم 100 في مستوى التعليم العالي بها.

4-كشفت دراسة أمريكية أن جينات الذكاء يتحصل عليها الطفل من الأم، أي أنها ترتبط ببعوامل وراثية ولا ترتبط بجنسية الطفل أو دولته.

5-وخلصت نتائج دراسة حديثة أجرتها “فوقية راضي” استاذة علم النفس بجامعة المنصورة بعنوان “أثر سوء معاملة الآباء على مستوى ذكاء الأبناء”، إلى أن المعاملة السيئة للأطفال، والخلافات الأسرية، وانتشار ظاهرة “المرأة المعيلة” في المجتمع المصري تؤثر بالسلب على مستوى ذكاء الأبناء.

ومن جانبة نفى الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي جملةً وتفصيلاً وجود أية دراسات علمية، أو إحصاءات تشير إلى تميز الطفل المصري عن غيره من الأطفال، لافتاً إلى عدم اقتناعه بهذا الكلام الذي لا بُبني على أسس علمية، وإنما تردده فقط كافة الشعوب لتسمو بذاتها.

فيما أوضحت د. هبة الرفاعي، أخصائية الطب النفسي بجامعة القاهرة، أنها لم تسمع بأي دراسة تثبت هذه المقولة لكن الأكيد هو إمكانية أن يصبح الطفل المصري من أذكى الأطفال في العالم إذا ما أتيحت له الإمكانيات، وتوفرت الظروف البيئية والاجتماعية، والدعم المادي والمعنوي والتشجيع الدائم على التعل، فضلا عن قلة حالات التفكك الأسرى، وإحساسه بالأمان النفسي الذي يساعده على الابتكار والإبداع.

زر الذهاب إلى الأعلى