“أصبوحة 180”.. مصنع القراءة على السوشيال ميديا
مؤسس الحملة: القراءة ضرورة وليست هواية
كتب: إسلام فليفل
نبتت بذور الفكرة والرؤية العامة للحملة على يد الشاب والطبيب العراقي دكتور أحمد الشمري، خريج كلية طب الأسنان بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، عام 2014، كبرنامج يومي على اليوتيوب، لخدمة الشباب، وصناعة الفكر الراقي، وكانت حلقاته تقدم ملخصا لما اشتملت عليه إحدى الكُتب خلال مدة لا تتجاوز 180ثانية، ومن أشهر الكتب التي تمت مناقشتها كتاب “the rules of work”، إلى أن تطورت الفكرة باختيار سفراء أصبوحة لكتاب يقومون بقراءته، وتمكنت الحملة من الانتشار في سائر الأقطار العربية، وتجاوزتها إلى دول غير عربية، كي تعلمك أن تقرأ، وتعلمك بماذا تقرأ وكيف.
وتتجسد آليات الحملة في تجهيز المنتسب الراغب في الانضمام للمشروع، ومن ثم وضعه داخل منهاج يُناسب مرحلته العمرية ومستواه التعليمي، وتعيين مراقب ملتزم به يوميا لتحفيزه على أداء وظيفته اليومية في القراءة وتقييم تقدمه، ويكون هناك تقييم أسبوعي على شكل علامات مقسمة بشكل دقيق، وهناك تقييم شهري شامل للالتزام بالمشروع.
وتسعى الحملة إلى إيجاد الجو المناسب الذي يساعد على القراءة، وتوفير مناهج تضم عددا من الكتب المُختارة، إضافة إلى سلسلة نقاشات وأنشطة، وصفحات نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي تقدم معلومات قيمة وثمينة حول كيفية القراءة بلا ملل منها، وذلك عبر الإنفوجراف الثابت والفيديو جراف، حيث يلتزم الأصبوحي المنضبط بقراءة عدد يومي محدد من صفحات الكتاب الممنهج لمدة 8 دقائق، ثم يقوم بكتابة الأفكار التي تراوده وقت القراءة خلال مدة لا تتخطى الدقيقتين.
وتحرص أصبوحة 180 على تحقيق الغالبية العظمى للاستفادة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، وتحقيق التواصل الدائم مع المنتسبين للحملة، إلى جانب تدريبهم على استخدام الأساليب العصرية، لتخليص الكتب في شكل تصميم صوري، وإنشاء مكتبة عربية ضخمة من الكتب المسموعة.
ذاع صيت الحملة في الجزائر وتحديداً في جمعية ابن سينا للعلوم الطبية والثقافية بولاية البليدة، حيث أكد المسؤولون بالجمعية على أهمية الدور الذي تلعبه حملة “أصبوحة 180” في دعم ونشر القراءة، وذلك خلال معرض الكتاب الذي تنظمة الجمعية، وتحظى الحملة باهتمام إعلامي واسع النطاق، حيث استضاف التليفزيون الأردني إحدى سفيرات الحملة الأصبوحية “فادية الكراكي”، واستعرضت الصحافة العراقية جهود الحملة في تغيير واقع الشباب العربي.
“بيان” إستطاعت التواصل مع مؤسس الحملة دكتور أحمد الشمري الذي أكدعلى أن حملة أصبوحة تنطلق من كونها مشروع شبابي يقوم على آلية صناعة القراء وفق نظام متفق وشامل يحتوي على عدة مناهج تناسب مختلف الأطياف والأعمار، مضيفاً أن المشروع ليس مجرد نادي أو منتدى للقراءة والدردشة، وإنما هو مشروع متكامل لصناعة القراء، مؤكدًا أن وظيفة الأصبوحي بسيطة لكنها تراكمية، وأن الحملة تستهدف إيصاله لأن يصبح من بين الـ”15%” الأكثر قراءة على مدار العام الواحد في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن الحملة نجحت في تحقيق عدد من المؤشرات الإيجابية في السنوات الأخيرة، فالشهور الأولي من عام 2021 كشفت عن ارتفاع عدد داعمي الحملة إلى نحو 290ألف قارئ منضبط بما يقترب من 49دولة، وتمكنهم من قراءة ما يوازي 4مليون صفحة في أسبوع واحد فقط.