بين الطب والسياسة.. الجراح العالمي هشام عاشور يفتح صندوقه الأسود لـ”بيان”
حوار: إسلام فليفل
واحدا من جنود الجيش الأبيص “ملائكة الرحمة” أنبل المهن على وجه الأرض، الذي شرّف مصر في المحافل العالمية، وكان سفيرا لها في ألمانيا لسنواتٍ طوال، ابن مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية، إنه الطبيب والجراح العالمي “هشام عاشور”.
اقرأ أيضا.. د. محمد إبراهيم بسيونى: يكشف أسرار تحورات فيروس كوفيد-19 ومصانع التحور
لا يحب عاشور الخوض كثيراً في حياته الشخصية، لكننا التقطنا من كلامه بعض ملامح الماضي، ففي طفولته ترك طنطا مع والديه قادماً إلى القاهرة، ليلتحق بمدرسة عبد العزيز درويش الابتدائية، ولم يمكث بها طويلًا حتي انتقل إلى مدرسة الطبري بروكسي ليتم دراسته بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، وكانت هذه الفترة هي الأسعد في حياته، حيث شهدت نبوغه العلمي الذي مكنه من دخول كلية الطب بجامعة عين شمس.
وبعد عدة سنوات من التخرج والعمل، سافر الطبيب المصري إلى ألمانيا عام 1992، لاستكمال دراسته، وتطوير نفسه على المستوى العلمي، ويخبرنا في هذا الصدد بعبارات مؤثرة تعبر عن مدى عشق سفراء مصر في الخارج لوطنهم قائلًا لـ”بيان”: “لم أخش الغُربة ولم أشعر بها، لأن مصر عايشة في قلبي، وحاسس إنها معايا طول ما أنا هناك، وشعوري في ألمانيا هو شعور الضيف ليس أكثر”.
استطاع عاشور بعزيمة وإصرار أن يحصل على ماجستير إدارة المستشفيات بجامعة “إيرلانغن” الألمانية، ليتولى بعدها منصب المدير الطبي لمستشفى “بيثانين إيزرلون” بألمانيا عقب اكتسابه لخبرات طويلة في مجال أمراض النساء، وجراحات سرطان الثدي والرحم، بجانب شغل منصب المستشار القانوني الطبي لنقابة الأطباء في ولاية غرب ألمانيا.
وبلهجته المفعمة بالرضا، قال الطبيب المصري إنه دائماً ما يحمد الله على وصوله إلى أعلى الدرجات العلمية والوظيفية، لافتًا إلى أن الأهم بالنسبة له في حياته، هي الثقة التي يلمسها في المرضى الذين يتعاملون معه.
وأشار عاشور إلى أن سر نجاحه يكمن في إخلاصه وأمانته بعمله، إضافة إلى سعة صدره، وحسن أخلاقه في تعاملاته مع الجميع، مما ساهم في خلق صورة جيدة عن مصر، موضحاً أنه لا يدخر وقتاً للتحدث مع الألمان عن عظمة مصر، وعراقة حضارتها، واستطرد قائلًا: “الحضارة مثل البحر يعلو ويهبط”، وإن شاء الله مصر طالعة لفوق، وهذا ما ظهر جلياً خلال السنوات السبع الماضية.
وأكد عاشور على أن حلمه أصبح حقيقة، حيث كان يأمل في الكشف المبكر عن مرضى سرطان الثدي في القري الأكثر فقرًا في مصر، وهذا ما حدث بتوجيهات القيادة السياسية والمبادرات التي من شأنها خدمة أهالينا في ربوع مصر، منوهاً إلى أن كليات الطب في مصر يجب أن تهتم بالجانب العملي عن النظري خصوصاً بالنسبة لطبيب الأورام.
وعن توضيح معنى الأورام، قال: “تتسبب أغلب أنواع السرطان بظهور كتلة تسمى ورم أو نمو، ولكن كل الكتل ليست في الغالب سرطان، وفي بعض الأحيان، قد يأخذ الطبيب المعالج جزء أو قطعة من الكتلة ويفحصها ليستكشف إن كانت سرطانًا أم لا، والأورام التي لا تتكون من السرطان تسمى بالأورام الحميدة، والأورام التي تتكون من السرطان تسمى بالأورام الخبيثة، وهناك بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الدم واللوكيما، والتي لا تكوّن أورام، حيث أنها تنمو في خلايا الدم، أو خلايا أخرى في الجسم”.
وتابع، أريد من المصابين بالسرطان أن يعلموا أن الأمور ستتحسن في المستقبل، والحديث عن الإصابة بالسرطان والكشف المبكر يساعد الطبيب والمريض في التعامل مع المرض.
وعن العملية التي أجرتها الإعلامية “ايمان الحصري” تحت إشرافه في ألمانيا قال: ” أُصيب الفريق المعالج بحالة ذهول من كم الأخطاء الطبية والمضاعفات التي حصلت لها لدرجة أن أحد الجراحين الكبار في ألمانيا قدم إعتذر لها بالنيابة عن أطباء العالم بسبب الأخطاء الطبية الفادحة التي تعرضت لها”.
وطالب عاشور بوضع حد لكل طبيب ليس لديه الكفاءة المناسبة لإجراء هذه العمليات بالطريق القانوني لان هذا شئ مسئ لكل الأطباء وخطر على المجتمع يجب استئصاله لحماية أرواح الآخرين.