منال قاسم تكتب: أصحاب السبت
من أكثر قصص القرآن رعبا قصة أصحاب السبت، ولو تدبرت القصه بعقلية هذه الأيام من الممكن أن نشعر أنهم لم يفعلوا شئ يوآخذون عليه، أو أنه ليس خطأ بالمعنى المتعارف عليه فى هذا الزمان.
قال لهم رب العزة سبحانه لا صيد يوم السبت، وعلى اعتبار إن النَّاس منتظرين طوال الاسبوع لايوجد سمك ولا يتوافر سوى يوم السبت فبالتالى لم يفعلوا شيئا غير أنهم نصبوا شباكهم، مساء الجمعة وجمعوا السمك الأحد صباحا، بمعني أنهم لم يمارسوا الصيد يوم السبت، بشكل عادي وطبيعي نقول يعني هما عملو ايه؟!.
وبالتأكيد هناك من أفتى لهم، فقالوا بجواز ما فعلوه مادام “انتم فقط رميتم الشباك”.
لو فكرت فيها بعقلية “الفهلوة” السائدة هذه الأيام، ربما تجد أنهم غير مخطئين، لكن ربنا غضب عليهم و لعنهم يعني أخرجهم من رحمته وجعلهم قردة خاسئين.
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ).
كل هذا لأنهم تحايلوا وداروا حوال أمر ربنا سبحانه وتعالي؟!
وكم فى زماننا الآن من يعيشون بعقلية أصحاب السبت.. فيلف ويدور حول مسلمات وأمور دينية واضح فيها الحلال، والحرام.
وعند هؤلاء الذين أقصدهم الخمرة أصبحت مشروبات روحية، والرشوة أصبحت إكرامية، والربا فائدة، والانفلات الاخلاقي حرية وتارك الصلاة بقول الدين معاملة، والعمل عبادة.. ومن يصلي الجمعة فقط يقول: “مش أحسن ما أصليش”، وغيره وغيره الكثير.
الحقيقة أصبح حالنا صعبا ويمكن أن يكون هذا سبب حالنا كأفراد، وحال الأمة كلها.
المصيبة أن يكون ربنا غضبان علينا، أو نحن خارجين عن رحمته، ونحن لا نشعر، ونعتقد أننا من أولياء الله الصالحين.
نحن فى أشد الحاجة إلى أن نتعامل مع الله كرب عظيم يأمر فيطاع.
يقول رب العزة: (مالكم لا ترجون لله وَقَارا)
ويقول: (وما قدروا الله حق قدره)
ويقول: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خير لهم)
اللهم ارزقنا الاستقامة والامتثال لطاعتك.