د. محمد ابراهيم بسيوني يكشف: «النصب باسم العلاج بالخلايا الجذعية» (خاص)
كتب: على طه
فى السطور التالية يكشف د. محمد ابراهيم بسيوني، أستاذ الطب بجامعة المنيا، لـ “بيان” الجانب المخفى من “بيزنس” العلاج بالخلايا الجذعية.
وفى البداية يعرّف د. بسيونى الخلايا الجذعية فيقول إنها تسمى أيضاً الخلايا الجذرية هي خلايا غير متخصصة تتميز بقدرتها على الانقسام لتجديد نفسها وأيضاً الانقسام لتكوين أنواع مختلفة من الخلايا، وبالتالي يمكنها أن تتمايز إلى خلايا متخصصة.
ويؤكد د. بسيونى أن اكتشاف الخلايا الجذعية يعد من المكتشفات الطبية الحديثة نسبياً، ويعول عليها أن تكون مصدراً مهماً في علاج الكثير من الأمراض المزمنة والإصابات الخطيرة. والخلايا الجذعية الجنينية من الممكن تنميتها في المعامل وذلك بأخذ الخلايا الجذعية المتكونة خلال الايام الاولى من التخصيب الجنيني.
ما هى الخلية الجذعية ؟
ويضيف أن وصف أو مسمى “خلية جذعية”، يشير إلى كل خلية لديها القدرة على التمحور لاكتساب صفات نسيج آخر، ومن المعروف أن خلايا الجنين فى مراحل تكونه الأولى توصف بأنها جذعية لأنها سوف تنشأ عنها أنسجة مختلفة تكون فى مجموعها جسم الكائن اليافع، وهذه الخلايا هى من التعريف خلايا جذعية جنينية، ولكن توجد أيضا فى الجسم اليافع خلايا قابلة للتحور لأنواع مختلفة من الأنسجة وأشهر مثال لذلك هو خلايا النخاع العظمى، والتى تتحول إلى أنواع مختلفة من خلايا الدم (كرات دموية حمراء أو بيضاء بأنواعها أو صفائح).
أما بالنسبة للعين فتوجد مجموعة واحدة ووحيدة من الخلايا ذات خاصية شبيهة، وهى الخلايا التى تغطى سطح الجزء من الملتحمة الملاصق للقرنية (limbus).
وهذه الخلايا يمكنها أن تتحور لتصبح مماثلة أما لباقى خلايا سطح الملتحمة أو لتكون مماثلة لباقى خلايا سطح القرنية، ولذلك فإن لها بالفعل استخدامات محدودة فى حالات مرضية محددة، وتلك الاستخدامات المحدودة معظمها معروف ومستقر منذ عشرات السنين، ولا تعتبر اكتشافا حديثا وأملا جديدا لأمراض العيون المستعصية مثلا.
ويواصل د. بسيونى قائلا: إن نجاح بعض حالات العلاج بالخلايا الجذعية فى بعض دول العالم ولا سيما الصين دفع بعض الأطباء والشركات ومراكز التجميل للنصب على المرضى باسم “العلاج بالخلايا الجذعية” مستهدفة فى ذلك الطبقات الثرية فى المجتمع.
ويأتى ضمن صور النصب استخدام الخلايا الجذعية الموجودة بالمشيمة بمراكز التجميل التى تجذب مهاويس التجميل للعلاج بما يسمى بـ “مستخلص النمو” بالإضافة إلى قيام بعض الشركات الصينية بالحصول على المشيمات بعد الولادة بتجفيفها وطحنها وبيعها بالأسواق على أنها أدوية مخصصة للعلاج بالخلايا الجذعية.
أرباحه لا تقل عن السلاح والمخدرات
و “بيزنس” العلاج بالخلايا الجذعية يحتل صدارة البيزنس العلاجى فى مختلف دول العالم فأرباحه لا تقل عن السلاح والمخدرات وضمن أطر شرعية، خاصة ما يتعلق بالمراكز المختلفة التى تقوم بعمليات فصل الخلايا الجذعية لاستخدامها فى العلاج للمرضى ومراكز حفظ الخلايا الجذعية المنتشرة فى العديد من الدول العربية والأوروبية، وأخيرا مصر، حيث تم إنشاء بنكين خاصين بالجيزة والإسكندرية لهذا الغرض.
محظور
ويؤكد د. بسيونى أن العلاج بالخلايا الجذعية محظور العمل به فى المراكز الطبية والمستشفيات في مصر، ومسموح العمل به فقط فى المراكز البحثية فقط.
وتسعى وزارة الصحة من خلال منظومة الرقابة على المنشآت غير الحكومية إلى ضبط إيقاع جميع العلاجات المستحدثة بقرارات ولوائح تضمن سلامة المريض وشفاءه.
“صور النصب”
ويضيف أن عمليات “النصب” باسم الخلايا الجذعية تتخذ عدة صور منها إنشاء معامل لفصل الخلايا واستخدامها فى العلاج سراً فى مراكز غير معروفة، وهو ما يفتح باب خلفى للعلاج بطريق مجهولة.
والعديد من مراكز التجميل تقوم بالترويج لمراكزها من خلال وضع إعلانات تتضمن عمليات علاج بالخلايا الجذعية مستخدمة ما يسمى بـ”مستخلص النمو” لعلاج البشرة والصلع.
هناك أيضا دعوة البعض لحفظ خلايا المشيمة بعد الولادة تحسباً لحدوث مرض لصاحبها فيستغلها فى العلاج، فى حين أنه لا فائدة منه لأن حجم الخلايا لا يتعدى بأى حال ٢ مليون خلية تكفى لطفل أقل من سنتين، إذا كان مصابا مثلاً بسرطان الدم.
إن خلايا الحبل السرى والمشيمة لا فائدة منها فى العلاج بالخلايا الجذعية، وبالتالى حفظها فى البنوك خارج مصر ليس له أهمية ومكلف بدون داع.
أخطر أنواع الدجل
وأخطر أنواع الدجل هو ما يصدر عن أستاذ أكاديمى متخصص لأنه يمتلك المصداقية وقوة التأثير من خلال وظيفته وشهاداته.
وصار الإعلام الطبى للأسف يتبنى هؤلاء ويلمعهم ويقدمهم للقراء والمشاهدين الغلابة على أنهم المرجع والملجأ والملاذ.
وكم من المرضى اليائسين يقرأ ويقتنع بأن الخلايا الجذعية ستعالج جميع الأمراض المستعصية، ويذهب ليدفع عشرات الآلاف فى سبيل الوهم.
وهناك خلط شديد بين جزء بسيط من الحقيقة مع جزء أكبر كثيرا من الوهم والتدليس للأسف، والذى يرتدى ثوب العلم، بينما هو مجرد تجارة بآلام المرضى.
تحذير
ويحذر د. بسيونى القراء بألا يقعوا في فخ الوهم .. أو ما يسمى العلاج بالخلايا الجذعيه في أي مكان ليست علاجاً للشيخوخة ولا علاجاً فعّالاً لأمراض القلب والشرايين حتى تاريخ.
ويؤكد أخيرا أنه وحتى اليوم لا يوجد تأكيد على قدرة الخلايا الجذعية على علاج مرض السكري والمنتشر الآن إعلانات تجارية فقط.
طالع المزيد:
-
د. محمد إبراهيم بسيونى: أعراض غريبة وإصابات قديمة تظهر على المتعافين من كورونا
-
د. محمد إبراهيم بسيوني: الفرق بين فحصى (RAT) و (PCR) ومتى يتم استخدامهما؟