أسماء خليل تكتب: علم الطاقة والحب
مُسميات جديدة في عالمنا يعتقد البعض أنها جديدة المنشأ، ولكن عرفها الأجداد والآباء-منذ القدم- والفرق أنها كانت بلا أسماء.. فكم رأيتُ وعشتُ كثيرًا من تلك المواقف منذ نعومة أظفاري لم يكن لها عنوان، ولكنها تحمل ألف معنى.
فحينما كان يأتي أبي من العمل كنتُ أجلس جواره، وفي بعض حينٍ أجدهُ يتألم فأساله: ماذا بكَ يا أبي؟!.. فكان يشير لي إلى موضع في كتفهِ أو ركبته أصابه اعتلال أو يقول لي، رأسي يؤلمني جرَّاء إصابتي بصداع من إرهاق العمل، وسرعان ما يأخذ يدي الصغيرة ويضعها على موضع ألمه وهو مسترخيًا، وبعد قليلٍ يقول لي لقد خفَّ عني الألم، فأبادره قائلةً: بحق الله؟!.. فيجيب قسما بالله انا صادق.
اقرأ أيضا.. أسماء خليل تكتب: صاحب الرَّغِيف
لم يكن كلانا حينها يعلم أن ما فعله أبي هو علم، ولكنه فقط كان تصرفًا بلا تفسير ولا تأويل ولا عنوان؛ فقد أثبتت العلوم – فيما بعد- ومنها علم الطاقة، أن المحب إذا وضع يد حبيبه على موضع ألمه زال الوجع عنه، وتفسير ذلك هو انتقال الشحنات المُحملة بطاقة الحب إلى جسد من يحبه وذلك يخفف بل ربما يزيل الألم..
ما أحوج العالم للحب.. للاحتواء.. للارتياح المنبعث من شحنات الحب، أوضحت دراسة أمريكية – في أحد المستشفيات-نتائجًا مذهلة للغاية؛ فقد كانت هناك مريضتان مُصابتان بنفس نوع السرطان، وكانت الاثنتان لديهما نفس فصيلة الدم ومتشابهتان في نتائج التحليلات بما في ذلك نسبة “الهيموجلوبين” بالدم ومدى مناعتهما للمرض..
كانت الأولى بلا رفيق يؤازرها في محنتها فقد كان شريكها لا يزورها إلا نادرا ليدفع مصروفات المستشفى ثم يرحل، بينما كانت الثانية مُحاطة بطاقة من الحب والاحتواء من زوجها، فقد كان يُطعمها بعض الوجبات ممسكا بالملعقة وهو يضعها في فمها بابتسامة حانية، وحينما وقع شعرها جعلها تشعر بأنها ماتزال جميلة في عينيه، وكان يتحين وقت فراغه من العمل ويأتي إليها محملا بالهدايا والحب..
ماتت الأولى، وخفَّت الثانية، ولم يجد المتخصصون سببا لذلك بعد قضاء الله، سوي انتقال شحنات الحب والطاقة الإيجابية للمريضة الثانية من زوجها الحاني، تزامنًا مع تناول العقاقير الطبية..
وإذا تأملت حولك واسترجعت ذكريات الماضي؛ ستجد جدتك تنظف البيت باستخدام الماء والملح، ربما كنت حينها متعجبًا مُندهشا، وربما مُتهكما لتلك التصرفات مُنكرًا لها، إن المرأة كانت تطهو الطعام وتستكمل شؤون المنزل، ثم تنظف بيتها بالماء والملح والحب النابع من الرضا، الذي اتسم به السابقون،،
ثم يأتي العلم بعد مرور سنوات، ليكتشف ان ذلك الملح له تأثير على الطاقة الإيجابية بالمنزل، ويُحسن من الحالة للمزاجية للأفراد، ويجعلهم أكثر هدوءًا، فالملح يتسبب في موجات واهتزازات تخلق طاقة حفازة وتستبدل الشحنات السالب بالموجبة.. من أين عرف هؤلاء الناس كل تلك الأشياء، لقد كانوا يفعلون كل ما ييسر الطرق للحب، دونما قراءة ولا اطلاع..
هل رأيت شخصًا “مطروف العين”، ثم لاحظت ماذا يفعله الآخر معه من الإمساك بمنديل ثم يقترب منه رابتًا على كتفيه مانحًا إياه بعض أنفاسه المشحونة بطاقة الحب، وبعدها يقول الآخر لا شيء بعيني!..
حينما قست القلوب زعزعت عرش الفطرة السليمة؛ فبات حَدْثَهُم يُوْصِلُهُم إلى اللاشيء، وباتت الأمور أسوء، وما برح الناس يبحثون عن الراحة والسعادة والطاقة واللاطاقة.. رغم أنهم يعرفون الطريق ولكنهم يتعمدون أن يضلوا عنه.