التربية بالحب.. سلسلة تطرحها د. إيمان عبدالله لـ «بيان» (2من 3)
كتبت: أسماء خليل
تستكمل دكتورة “إيمان عبد الله” أستاذ علم النفس واستشاري الإرشاد الأسري، ما بدأته فى حلقة سابقة واختصت به “بيان”، فى هذه السلسلة التى تحمل عنوان: “التربية بالحب”، والتى تقدم من خلالها النصائح والركائز التربوية، لغرس مزيدًا من الحب داخل الأسرة.
وتبدأ “عبدالله” هذه الحلقة بتقديم النصح لكل مسؤول عن العملية التربوية، وتقول له: “إذا أردتَ أن تجني ثمار الحب بين الأخوة؛ فعليك بزرعه أولًا، وعلى الآباء ألا يقودوا أبنائهم إلى “جُب يوسف” بالميل إلى أحد الأبناء وتفضيله عن الآخر، فيكيدوا لبعضهم البعض”.
في طريق التواصل
ترى أستاذ علم النفس، أن هناك طرقًا تعمل على تنمية روابط الحب بين الأبناء، ومنها الاندماج والتواصل باللعب الجماعي بالاشتراك في ممارسة لعبة واحدة، وتضرب مثلا بذلك تلك اللعب الجماعية التي كان الأطفال يتجمعون حولها في عهد ليس بالبعيد، مثل “الكوتشينة” و“بنك الحظ”..إلخ، وفي العصر الحديث تلك اللعب الإليكترونية الجماعية الحديثة مثل “الفيديو جيمز” التي يلتف حولها الأخوة، مما لا يدع مجالًا لهم للشجار، ما يضطر أحد الأبوين لإنصاف أحدهما على الآخر..
المقارنة المُدمرة
وتؤكد أستاذ علم النفس على ضرورة الابتعاد عما يؤجج مشاعر الغيرة المُدمِرة عند الآخر، وخاصة إذا كان ذلك السلوك من جهة الأم، بأن تقوم بتدليل أحد الأبناء عن الآخر ومنحه دون أخيه، أو تكرار محاسنه أكثر من أخيه وأخته؛ مما يؤدي إلى زرع الكره والغيرة بين الأخوة، وقد يقود ذلك إلى التفكير في إيذاء أحدهما للآخر..
وتشير عبد الله إلى ضرورة استغلال أي فرصة لتقريب الأبناء من بعضهم البعض، كالاشتراك في ممارسة الرياضة مثل كرة القدم والسباحة، أو لعب مختلفة ولكن ذلك يكسبهم سلوكيات راقية، بالإضافة إلى ما تمنحه الرياضة من قوة للشخصية وروح الجماعة والتمتع بالروح الرياضية..كما تذكر أنه في مضمار ممارسة الرياضة تتجلى التربية بغرس القيم من خلال التعليق والتوجيه بشكل مستمر، ومن أمثلة ذلك أن تشير الأم أن المكسب والخسارة لا يُفسد الحب بين الأخوة، فإذا فاز أخ وخسر الآخر، فلابد ألا ينقم الفائز على الخاسر ويحقد عليه، ولكن لابد أن يتفهم أن الحياة هكذا، وما بين الفوز والخسارة علينا ألا نفقد روح الحب، كما للرياضة البصمة الكبرى في الأعمار الأولى لتكوين الشخصية.
الرابط المدرسي
وتشير أخصائي الإرشاد الأسرى، بأن وجود المدرسة في حياة النشء هام جدا، وبإمكان الوالدين زرع كثير من القيم داخل أبنائهم ومحاولة تنفيذها مع أصدقائه بالمدرسة، وفي البداية لابد من تحفيزهم بعدم الغياب من المدرسة بوجود رابط، سواء كان ماديًّا كأحد المكافآت أو مُرافقة أخيه له أو صديق هو يحبه، لكي يحب المدرسة.
وتوضح عبد الله أن الطفل سيتعامل بمفهوم “الحب الشامل”؛ فإذا أحب الابن أسرته سيحب صديقه الذي يرافقه إلى المدرسة، وبالتالي سيحب المدرسة، فالحب ليس مقتصرًا على الأخوة، ولكن حب العالم.
زرع الحب
تشير دكتورة إيمان إلى الابتعاد عن” الجفاف العاطفي” أثناء ممارسة الواجبات والأنشطة الحياتية؛ وذلك يكون بالتنظيم الجيد والمزج بين العطف والحزم، فيقوم الأبناء بعمل جزء من الواجب، ثم يليه الاشتراك باللعب والتراويح عن النفس، ثم استكمال الواجب، يليه الترفيه بقراءة قصة أو تناول بعض الأطعمة المحببة، فهذا سيدعم بدوره ما تقوم به المدرسة باعتبارها الأم الثانية للطفل، وهو التيقن أن هناك وقتًا للجد ووقتًا للهزل، من هنا سيحترم وجوده بالمدرسة التي تحاكي المنزل، وسيحب الطالب الابن مدرسته..
الاعتذار المُحبب
ترى أستاذ علم النفس أن “الاعتذار” هو أسمى دعائم الحب بين الأخوة، فلابد من زرع داخلهم قيمة التواضع بالاعتذار عند خطأ أحد الأخوة في حق الآخر؛ حتى لا تسود الضغائن فيما بينهم، وتوجيههم إلى ما يقودهم إلى عدم التجني على الآخر؛ فكلٌ له مكتبه وسريره وطبقه وأدواته، فلا ينبغي أن يجور أحدهم على حق الآخر مما يؤدي إلى الشجار والاعتذار..
لفت انتباه
وهنا تلفت عبدالله انتباه الأبوين إلى ضرورة تعليم أبنائهم النظافة والنظام منذ الصغر، مما ينعكس على سلوكهم الحياتي بشكل دائم، وكذلك تؤكد في النهاية على ضرورة “الإصغاء” لمشاكل الأبناء ومحاولة حلها، وتعليمهم حل المشكلات بأنفسهم، بذلك المفتاح السحري “أنتَ رأيك ايه”، فيدلي الابن بنفسه حل مشكلته، فيكون بذلك هو من قام بالحل، ثم توضيح لهم من المخطئ ومن المُصيب، ومن يجب عليه الاعتذار.