“فانوس رمضان”.. فرحة المصريين التي انطفأت بسبب غلاء الأسعار
أصل الحكاية وبداية صناعته
كتب: إسلام فليفل
يكسوه الخشب تارة والزجاج تارة أخرى، يعلوه مِقبض دائرى يُحمل منه، يحمل بداخله قطع موسيقية مسجلة، تخرج بالضغط على زر جانبى، ليصحب صوتها ألوان متحركة.. إنه “فانوس رمضان” الذى يعد من أهم مظاهر شهر رمضان، فلا يخلو منه أى منزل مصرى، باختلاف أحجامه وأنواعه وأشكاله، وتتزين به كل شوارع مصر في الشهر الكريم، ليجمع بين الفقراء والأغنياء، ويضيئ الأحياء الراقية والمناطق الشعبية على السواء.
فانوس رمضان
ورغم المكانة الكبيرة التى يشغلها الفانونس لدى المصريين، فإن ارتفاع الأسعار لم يترك للفرحة بابًا إلا وأغلقه، حيث بات من الصعب على رب الأسرة أن يشترى لأبنائه الفوانيس التي تعودوا على اللهو بها مع قدوم شهر رمضان، لتضيع فرحتهم بالأيام المباركة.
“لو صممت على شراء الفانونس ستُحرم من مصروفك الشهرى”، تلك الجملة قالها الأب “محمود عربي” لابنه محمد 12عامًا، وهو يقف أمام أحد محلات الفوانيس بمنطقة وسط البلد، مشيرًا بإصبعه لأحد الفوانيس الذى يصل سعرها إلى 600 جنيه.
“محمود” أكد لـ”بيان” أن الظروف المادية للأسرة لا تكفى لدفع 600جنيه لإسعاد نجله “محمد” وهو أخ لطفلين آخرين، سيختارا أيضًا فانوسيهما بنفسيهما، متسائلًا: كيف لأسرة أن تتكبد كل تلك المبالغ تحت بند الفوانيس وحده في ظل ارتفاع أسعار كل السلع تقريبًا في الآونة الأخيرة؟!
أما “خالد علاء الدين” تاجر الفوانيس بمنطقة السيدة زينب، فقال: “ألاحظ ركودًا وتراجعًا كبيرًا في عدد المترددين على المحل مقارنة بالأعوام الماضية، بسبب ارتفاع أسعار الفوانيس، خاصة أن معظمها مستورد من الصين والهند، حيث يتراوح سعر الفانوس الصاج ما بين 220 و360 جنيهًا وفقًا للحجم، أما الفانوس الصاج الصغير فيصل سعره إلى 150جنيه، وهو يصدر أصواتٍا وإضاءة، في الوقت الذى يبلغ فيه سعر فانوس مينمار الذى يصدر إضاءة فقط إلى 140جنيهًا، أما فوانيس الشارع الكبيرة فيبدأ سعر الواحد منها 600 جنيه”.
“صلاح غلب دينا”.. هذا ما قاله “عبد الإله السعيد” تاجر فوانيس بجوار مسجد السيدة زينب ضاحكًا، وهو يوضح أن سعر الفانوس المصنوع على شكل الراقصة دينا عبده يبلغ 400 جنيه، في الوقت الذى يصل فيه سعر فانوس اللاعب محمد صلاح إلى 500 جنيه”.
وأضاف “السعيد” أن الأطفال الذكور من سن 10 إلى 14سنة يقبلون بشدة على فانوس “صلاح”، أما البنات فالوضع مختلف بالنسبة لهن، حيث ظهرت عرائس مصممة خصيصًا لتحل محل الفانوس لديهن، وتصدر منها موسيقى وأغانى رمضانية قديمة، وتتحرك وتمشى يمينًا ويسارًا مرددة تلك الأغانى، وهي تعد نوعًا جديدًا من الفوانيس المخصصة للفتيات، وتتراوح أسعار تلك العرائس من 270جنيهًا وفقًا للخامات والأحجام، أما الفوانيس الصغيرة فعادت هى الأخرى لتنافس من جديد، وتتخذ أشكال عرائس بوجى وطمطم، وغيرها من أبطال الزمن القديم.
نوع جديد من الفوانيس ظهر مؤخرًا، يعتمد على وجود منبه مثبت بالهيكل الخارجى للفانوس، ويقبل عليه بعض الزبائن لما له من فوائد ممتدة إلى ما بعد رمضان، وهو ما أكده “شريف خير الله” الأب لطفلين، موضحًا أنه أقبل على شراء الفانوس الرقمى لأنه عملى، فبجانب أنه سيسعد أبنائه، سيساعدهم أيضًا على الاستيقاظ مبكرًا للذهاب للمدرسة، كما أن عدادًا مرفق به يعمل كمسبحة بالضغط عليه، ليحسب عدد التسبيحات التى يؤديها الفرد على مدار اليوم.
إلا أن التجار أكدوا أنه رغم الفوائد العملية الكبيرة للفانوس الرقمى، فإنه لم يشهد الإقبال الذى كان ينتظرونه بسبب الأسعار، خاصة أن سعره وصل إلى 300جنيهًا، وحجمه ليس بكبير.