التربية بالحب.. سلسلة تطرحها د. إيمان عبدالله لـ «بيان» (3من4)
كتبت: أسماء خليل
تستكمل د. إيمان عبدالله أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى، سلسلة حلقات “التربية بالحب” التى اختصت بها “بيان”.
وفي ذلك الجزء تشير إلى ضرورة وجود خطة تربوية مُرتكزة على القواعد السلوكية السليمة والخُلق المُنضبط وكيفية ممارستهما، أي “التربية الخلقية”، لابد من أن تكون تلك الخطة مُعنونة بالأخلاق، فهي في المُقدمة وكيف نأخذ الجزء المُكتسب وترجمة أفعال الأبناء إلى سلوك حياتي، من خلال تصرفات الوالدين بشكل عملي، فهما نموذج لابد أن يحتذى به للطفل.
طالع المزيد:
-
التربية بالحب.. سلسلة تطرحها د. إيمان عبدالله لـ «بيان» (1من 3)
-
التربية بالحب.. سلسلة تطرحها د. إيمان عبدالله لـ «بيان» (2من 3)
وتستطرد أستاذ علم النفس أن تلك التربية الخلقية لابد أن تعتمد على محورين رئيسيين، أولهما عملية إكساب الأطفال معلومات و تنمية مهارتهم لكي تكون قراراتهم سوية خلقية، والمحور الثاني ترجمة القرارات إلى أفعال، وضرورة إيجاد حافز كإثابة على تصرفاتهم السليمة تجاه المواقف الحياتية التي يواجهونها بشكل يومي، حيث يستطيع الطفل ان يأخذ حقه -على سبيل المثال – من أصدقاء الصف، حين يؤذونه ليس عن طريق الضرب والسب، ولكن بشكل لا ينافي الخلق.
التنشئة الاجتماعية الخلقية
وتشير أستاذ علم النفس، أنه التربية تكون من خلال التنشئة الاجتماعية الخلقية، حيث يستطيع الطفل بالتوجيه السليم أن يكون حكيما في رد فعله ويتحكم في نفسه بشكل تلقائي، ارتكازًا على ما اكتسبه طوال حياته بالإرشاد المتواصل من قِبَلِ الأسرة.
وتشير “عبدالله” إلى أن السلوك الخلقي يتكون من عدة أركان، حيث أن السلوك الظاهري وحده لا يكفي، فلا يعتمد الحكم على السلوك الصادر من الأشخاص هل هو سوى أم غير سوي، إذ أن أي تصرف خلفه “النية” التي يُضمرها الإنسان داخله.
وعليه لابد أن نعلم الأطفال – أثناء التربية الخلقية – أن هناك تصرفات من الأشخاص قد تكون مقصودة أو غير مقصودة..
لذلك ترتكز دكتورة إيمان على ضرورة أن نعود أطفالنا بألا ينخدعوا بالسلوك الظاهري للأشخاص، لأن ذلك ربما يؤدي بهم إلى الحكم السريع على من أمامهم، ربما من رد فعل كان الشخص يفعله به وهو مضغوط من العمل أو لديه هموم حياتية أو أعباء مادية، فلا للأحكام على الدوام التي لا تتغير حتى إذا تغيرت قناعات الإنسان أو تغير سلوكه تجاه نفس المواقف.
الغاية لا تبرر الوسيلة
وتقول دكتورة إيمان، أن الاعتقاد السائد بأن “الغاية تبرر الوسيلة” هو الخطأ التربوي الحقيقي والذي ينافي التربية الخلقية، فلابد من وجود تناسب بين الفعل والأسباب الداعية له، لابد أن نعرف جيدا ما الأسباب التي أدت إلى الفعل السيء مثل الغضب أو الكذب، فلن تبرر تلك التصرفات السلوكية الخاطئة أبدًا الغاية.
ولابد من التناسب العقلي بين الابن والأسرة، إذ أنه بالإمكان أن يكون الطفل مؤدبا سوي التصرفات ويحكمها العقل، ولكن ذلك لا يُرضي الأسرة، وهنا يحدث الصدام والخلل التربوي داخل ذلك النشء..
وتذكر أنه لابد أن يكون لدى الفرد قدرة على أن يسلك سلوكًا بناءًا، ويكون ذلك نتاج التربية الخلقية الصحيحة، البناء النفسي للطفل يتزامن والنمو الأخلاقي مع النمو النفسي، ويعود ذلك إلى مدى تواصل الطفل مع أسرته أمه وأبيه وأخواته، فتلك هي بيئته الاجتماعية المباشرة، هذه الصلة هي التي تكوِّن الجهاز النفسي الخاص بالذات الإنسانية، فعلاقة الطفل بأهله هي التي تشكل المثالية الذاتية..
تربية الذات
وتوضح أستاذ علم، أن الذات التي يتم تهذيبها بالتربية الخلقية – منذ الصغر- هي التي تعدل الإطار السلوكي فيما بعد ويجعل تصرفاته واقعية غير خارجة عن المألوفة، وخصوصا في سن المراهقة، فكل إنسان تكون نتائج أفعاله بناءًا على قيمه التربوية، فيكون قويا لا ينجرف سلوكيا تحت أي ضغوط من خلال الإدراك المعرفي والحسي وإعمال الجانب الوظيفي من التفكير والاستقلال، بأن تعرفه بعض المفاهيم وتنمي الجانب الإدراكي لديه بسؤاله بشكل دائم وتشغيل مداركه وكيفية حل المشكلات..
اختبار الواقع
ويكون اختبار الواقع كما تذكر عبد الله، بأن نعرِّف الطفل مجموعة من الأنشطة، وهذه الأنشطة تقوم الأم من خلالها توجيه الطفل بكيفية التعامل مع الآخرين، فهناك تربية خلقية مصدرها الأب والأم ليس بدورهما المتسلط، إذ أن التربية الخلقية لا تعتمد على الأوامر والنواهي، ولكن على تربية ضمير الطفل وتقوى الذات العليا بمراقبة الله – سبحانه وتعالى – في الظاهر والباطن بالشعور بالذنب تجاه السلوك غير السوي،،
وتستكمل خبيرة الإرشاد الأسرى، بأنه من خلال تلك الأنشطة التي تبحث الأم عنها؛ يعرف الطفل ما هو الخاطئ فلا يكرره والصواب ويحاول فعله.
وتشير إلى أن الطاعة والثواب والعقاب هم ما يشكل المرحلة البنائية بتحقيق الذات بلذة تنفيذ الأوامر واستمرار العطاء بإسعاد والديه، فبناء سلوك خلقي لدى الابن يرضى به الآخرون يجعله بإرساء دعائم خلقية، لا يُزعزعها شيء وبذلك يستطيع التعامل مع العدوان والتنمر ولا مجال للسخط ولا ردود الأفعال الحمقاء.
من خلال التربية الخلقية التي اكتسبتها الابن طول عمره من خلال التربية الخلقية التي هذبت روحه وخاصة بتنمية الجانب الروحاني.