رجب الشرنوبي يكتب: عالم “تيت تيت”
دفعت أمريكا أوكرانيا نحو صدام غير متوازن مع روسيا مع وعود بالدعم الشامل والإنضمام للناتو وحديث عن إمكانية إرسال عسكريين أمريكيين هناك، أوروبا تسير في الركب الأمريكي وترفع حدة تحذيراتها لفلاديمير بوتين وهي التي تضيء منازلها وتعمل محركات مصانعها من الطاقة الروسية، روسيا تنفي الاستعداد للدخول وتفسر تجميع القوات بتدريبات مشتركة للوحدات، بطل الأفيشات زلنيسكي يتقمص شخصية سوبر مان،ترتفع حدة التحذيرات الأمريكية والغربية للقيادة الروسية التي تعترف بجمهوريات إنفصالية في أوكرانيا.
القوات الروسية علي الأراضي الأوكرانية لدعم المواطنين الروس في أوكرانيا بحسب بيانات الكريملين، سيناريو القرم يتكرر من جديد اليوم كما حدث في 2014 وبدأت عجلة المعارك في الدوران..تعلن الولايات المتحدة والغرب عن عدم دخول حرب مباشرة مع روسيا وستكتفي بالعقوبات.
الإعلام الأوكراني يتحدث عن آلاف القتلي الروس وخسائر عسكرية لم يسبق لها مثيل،بيانات عنترية لم تصمد كثير في ظل عالم يتحرك فيه كل شيء بالريموت كنترول،الرئيس الأوكراني لم يستغرق وقتاً طويلاً ويكتشف أنه أشتري التورماي وبدأ عويله وصراخة يصل كل مكان،بيلاروسيا الجار الحليف للروس تبدأ أول محاولات الوساطة بين الطرفين..تلاه رئيس وزراء دولة الإحتلال لعله يجد مخرج للرئيس اليهودي الذي ظن أنه يلعب دور البطولة في فيلم سينمائي سيعرض في مهرجان كان.
توغل روسي وأزمة في الطاقة تهدد حياة الأوربيين..هرولة أمريكية لإيجاد تقارب مع أعداء الأمس فنزويلا وإيران..تبعتها جولات مكوكية فاشلة لدول الخليج بعد رفض الأعداء التاريخيين التخلي عن الحليف الروسي،محاولات تركية للتواجد علي المسرح الدولي بالجمع بين وزيري خارجية البلدين في أنقرة،لكنها لم تضيف أي جديد فالدب الروسي لازال يبحث عن محيطه الآمن الذي يبعد عنه خطر الناتو للأبد،الأمريكان لازالت لديهم الرغبة في إطالة أمد الصراع،العقوبات مستمرة وتزداد حدتها يوم بعد يوم وقرار روسي بوقف تصدير الطاقة بغير الروبيل..تشتعل الأسعار وتنقص الإمدادات والإستقرار الأوروبي في مهب الريح.
أمريكا لم تيأس وروسيا لم تخضع وأوكرانيا عادت إلي القرون الوسطي من جديد..محاولات أوروبية عبر برلين وباريس لإيقاف الصراع وحفظ ماء وجه القارة العجوز..إتصالات مستمرة مع سيد الكريملين لم تأتي بجديد في ظل تعنت الرئيس المدعوم من بكين..السيدالأمريكي أيضاً لازال يبحث عن مصالحه والآلة الإعلامية لاتتوقف عن الظلم الذي تعرض له الشعب الأوكراني المسكين!!!
وزير الخارجية الأمريكي في صحراء النقب يبحث عن الحلول مع عدد من وزراء الخارجية العرب في ضيافة وزير خارجية دولة الإحتلال،قطع الطريق أمام أي تقارب عربي روسي محتمل وتجييش الرأي العام الدولي ضد بوتين القاتل كما وصفه بايدن أظنه كان هدف الإجتماع،بدأنا نسمع من جديد عن حل الدولتين وخطورة الملف النووي الإيراني علي أمن العرب وأمن الخليح،موقف عربي موحد وتنسيق مستمر بين القاهرة وأبو ظبي والمنامة والرياض الغائب الحاضر وكذلك عمان وبغداد،أتصور أن بلينكن لم يخرج من الصحراء بأي جديد،خصوصاً وأنها حرب ليس للعرب فيها أي ناقة أو جمل مع إستمرار الأوجاع العربية في طرابلس ودمشق وصنعاء وبغداد.
بلينكن في الجزائر العاصمة الحليف الإستراتيجي لموسكو لنفس الأسباب..صراع بدأ قبل أسابيع وربما يستمر عدة أشهر قبل أن تقرر واشنطن وموسكو إنهاؤه وتبدأ مرحلة جني الثمار..ولازال العرض مستمر وصور الرئيس الأوكراني تملأ كل الأفيشات!!