كيف كان الصيام قبل الإسلام ؟
كتبت: أسماء خليل
يعتقد البعض أن الصوم مرتبط بالإسلام فقط، وأن نشأة ذلك المفهوم اقترن بالشعوب العربية في العصر الإسلامي فقط، ولكن يكشف التاريخ أن هناك صومًا لدى كثير من الشعوب، في أزمنة سابقة لمجيء محمد النبي- صلى الله عليه وسلم – إلى العالم..
مِن هؤلاء الأقوام مَن صام سبعين يوما وهناك من امتنع عن بعض المأكولات بعينها، الأهم أن الصيام – بأى شكل- منفعة للصحة وعافية للجسم.. والذي يدعو للتأمل حقًا هو أن شهر رمضان لم يحظَ بالتقديس في الإسلام فقط؛ فقد كان العرب يُمجدون الشهر ويحظى بقدسية تختلف عن كل الشهور العربية.
افرأ المزيد:
-
فرنسا تسعى لإطلاق قانون جديد يهدف إلى تسمية الأبناء بأسماء أمهاتهم
-
قتل أمَّه لينفرد بالحكم وأخر كان يأكل لحوم البشر.. 5 حُكام فعلوا ما لا يصدقه عقل
-
8 ألعاب تنتمى لـ «ميتافيرس».. ادخل معنا العالم الافتراضى المنتظر
وهناك دليل قاطع بالقرءان الكريم على أن الصوم كان قبل الإسلام، فقد ذكر الله – سبحانه وتعالى – في محكم آياته بسورة البقرة آية 183 “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
الصيام لدى قدماء المصريين
وفقًا لنظرية “البعث الخلود” التي احتلت مكانة كبيرة في عقول المصريين القدماء، كذلك شغل الموتى حيزًّا كبيرًا في قلوبهم، فقد كانوا يؤازرونهم وهم في العالم الآخر، بأن يمتنعوا عن الطعام والشراب بالصيام، ولكن اختلف صيام عامة الشعب عن الكهنة؛ فقد كان الشعب يصوم 70يومًا وذلك بعدم تناول أي نوع من أنواع الأطعمة سوى الخضروات، و الامتناع عن أي مشروب سوى الماء..
بينما كان صيام الكهنة مثل الصيام في الإسلام تماما، وهو الامتناع عن الطعام والشراب ومعاشرة النساء من مطلع الشمس حتى مغربها، لمدة أربعين يومًا.
صيام العرب والمُطابقة للإسلام
قد لا يعرف الكثيرون أن العرب كانوا يصومون شهر رمضان قبل الإسلام، بنفس المُسمى ونفس عدد الأيام والامتناع عن الطعام والشراب من قبل بزوغ الشمس حتى رحيلها، ورؤية الهلال، بل والأكثر اتباع ذلك بعيد اسمه أيضًا عيد الفطر، حسبما جاء بكتاب “التاريخ الإسلامي” لل د. “راغب السرجاني”.
بني إسرائيل وتكفير الذنوب
ذكر “بن جرير الطبري”، في كتاب تراثي هام اسمه “تاريخ الطبري”، وأرَّخ به كل الأحداث من بداية خلق آدم – عليه السلام- فقد كان بنو إسرائيل يعتقدون أن الصوم هو تكفير لذنوبهم، وكذلك تعبيرًا عن الحزن على الأحداث الجلل التي يمرون بها، مُتيقنين أنهم بالصيام لن يتكرر معهم حدوث المصائب مرة أخرى..
وكانوا يصومون على أوقات متفرقة من العام، فكانوا يصومون قبل عيد التنصيب وهو الموافق الثالث عشر من مارس، لمدة ثلاث أسابيع وتسمى هذه الأيام “أسابيع الحداد”، وكذلك صام بنو إسرائيل اليوم الأول والثاني والسابع عشر من يونيو، حيث كانوا يعتقدون أن سيدنا موسى- عليه السلام- قام بتحطيم الألواح بها، وكذلك صاموا العديد من الأيام الأخرى لمناسبات متفرقة..
خمسة وخمسون يوما صيام الأقباط
وهو الصيام الأشهر في عالمنا، حيث الامتناع عن تناول اللحوم والألبان وكل ما هو متعلق بها من منتجات، وكان ومازال صيام الأقباط تحت اسم صوم الرسل وذلك بالامتناع لمدة بين خمسة عشر وأربعين يومًا، والصوم المُقدس وهو خمسة وخمسين يوما، وصوم العذراء ومدته خمسة وعشرين يومًا وصوم الميلاد وهو ثلاثة وأربعين يومًا..