أسماء خليل تكتب: الاستغناء الزوجي
تزامن ارتفاع حالات الطلاق الزوجي والتكنولوجيا الحديثة، وما برحت العلل والأسباب تدور حول التدني الخُلُقي وعدم تحمل المسؤولية من قِبل الشباب أو عدم إيجاد فرصة عمل أو بسبب عدم توفر مكان للسُكنى الزوجية..
ولكن إذا كانت حالات الطلاق تزيد حتى بين الأوساط الأكثر ارتفاعًا بالمستوى المعيشي؛ فما العلة غير السابق ذكره؟!
إنها القدرة على الاستغناء.. لم يعد الانفصال الزوجي يعني “الموت” مثل سابق العصر والأوان!!
لقد تغيرت الاحتياجات التي يطلبها كل شريك من الآخر، وبخاصة الرجل ..فإذا أرادت الزوجة الرحيل ..فلا بأس !..
ماذا تفعل هي للرجل ؟..أتطهو ؟.
لا يهم فقد أصبح الحصول على طعام بيتي فاخر بكل سهولة من خلال انتشار محال الأطعمة والوجبات المنزلية بأسعار تنافسية ..
أللترفيه؟..لم يَعُد ذلك المحل تشغله الزوجة ..فهناك وسائل ترفيهية حديثة لا حصر لها بعدما اجتاحت الوسائل الإلكترونية حياتنا بصورة تواصل اجتماعي لا علاقة له بالتواصل ..
أللحب؟..فما لبثت كثير من الحسناوات بإمكانهن التواصل من باب الترفيه والتسلية وخداع الشباب وخراب البيوت، لا يعنيهم سوى بعض كلمات الحب وفقط..
أين مكان المرأة ..عماد البيت..الوتد.. التي كانت هي كل شيء.. الحب.. الترفيه.. السُكنى ..لقد باتت هناك كثير من المُغريات جعلت الزوجة لا تحتل المكانة الأولى في قلب زوجها..
وكذلك بالنسبة للمرأة حديثة العهد بالزواج ..فبإمكانها – رغم البطالة- أن تجد أي فرصة عمل من خلال المنزل وعبر الإنترنت أيضا، وخاصة بعد تغيُّر نظرة المجتمع لكثير من الأعمال ..
فالمرأة التي تطهو وتوزع الوجبات؛ أصبحت تعمل بثوبٍ جديد ولها بالغ الاحترام تحت مسمى “شيف”، ومن تضع المساحيق وتصفف الشعر اسمها “ميكب أرتيست”، وبشكل يدعو للفخر أصبحت كل الأعمال ولو المنزلية عالية المكانة.
لقد تغير مدى العوز والاحتياج لكل طرف وما يطلبه من الطرف الآخر.. تبددت المشاعر وسط الظلام الذي صنعته الآلة والمادة.. وبينهما الإنسان الذي لم يعُد باي حاجة للآخر.