بيان وتدبر: {2} سورة الأعلى.. الآيات (11-19)

حلقات تكتبها: رشا ضاحى

يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }،

ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }

.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.

 

{2} سورة الأعلى الآيات (11-19)

 

بيان السورة:
﴿وَیَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشقَى﴾ (11) ويبتعد عن الموعظة وينفر منها الكافر، لأنه أشد الناس شقاءً في الآخرة لدخوله في النار.
(الذى يَصْلَى النار الكبرى﴾ (12) الذي يدخل نار الآخرة الكبرى يقاسي حرّها ويعانيه أبدًا.
﴿ثُمَّ لا يَموتُ فيها وَلا يَحيى﴾(13) ثم يخلد في النار بحيث لا يموت فيها فيستريح مما يقاسيه من العذاب، ولا يحيا حياة طيبة كريمة.
﴿قَد أَفلَحَ مَن تَزَكّى﴾ (14) قد فاز بالفلاح من تطهّر من الشرك والمعاصي.
﴿وَذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ فَصَلّى﴾ (15) وذكر ربه بما شرع من أنواع الذكر، وأدى الصلاة بالصفة المطلوبة لأدائها.
﴿بَل تُؤثِرونَ الحَياةَ الدُّنيا﴾ (16) بل تقدمون الحياة الدنيا، وتفضلونها على الآخرة على ما بينهما من تفاوت عظيم.
﴿وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقى﴾ (17) ولَلآْخرة خير وأفضل من الدنيا وما فيها من متع ولذات وأدوم، لأن ما فيها من نعيم لا ينقطع أبدًا.
﴿إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأولى﴾ (18) إنّ هذا الذي ذكرنا لكم من الأوامر والأخبار لفي الصحف المنزلة من قبلك.
﴿صُحُفِ إِبراهيمَ وَموسى﴾ (19) هي الصحف المنزلة على إبراهيم وموسى عليهما السلام.
وبعد هذا البيان المختصر للآيات نتعرف على بعض
هدايات التدبر:
▪︎(وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى)
لن يفصل بين سعادتك وشقائك إﻻ خشيتك لله،فإنك إن خشيته تذكرت فسعدت،وإن أمنته نسيت فشقيت .
▪︎(قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى)
أعظم ما يزكي النفوس كثرة الصلاة وذكر الله , فكلما ذكر العبد اسم الله اتعظ وأقبل علي ربه , وذلك هو الفلاح العظيم .
▪︎(قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى)
لم أسمع يوماً أن الفلاح و النجاح جاءا لمن هو متكئ على أريكته ! اعمل يا صديقي لتفلح .
▪︎(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)
قال مالك بن دينار : ( لو كانت الدنيا من ذهب يفني , والآخرة من خزف يبقي , لكان الواجب أن يُؤثَرَ خزف يبقي علي ذهب يفني , فكيف والآخرة من ذهب يبقي ؟! ) .
▪︎( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )
قَدْ نغار من إنسان سبقنا إلى منصب أو جاه أو شهرة ، ولكن لا نغار إذا سبقنا إلى الصّفّ الاول في الصّلاة أو الصدقة أو حفظ القرآن والسبب !!!! إنه عشق الدُّنْيَا ونسيان الآخرة .
▪︎(وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
كم فيها من سلوة لمن يفوتهم شيء من الدنيا.. يمنعهم الله منه،
حكمةً منه، ورحمة بهم ! إي والله هي خير وأبقى.
نلتقي غدا إن شاء الله.. دمتم في رعاية الله وأمنه.

اقرأ فى هذه السلسلة:

بيان وتدبر: {1} سورة الأعلى.. الآيات (1-10)

 

زر الذهاب إلى الأعلى