بيان وتدبر: {4} سورة الغاشية الآيات (17-26)
حلقات تكتبها: رشا ضاحى
يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.
ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.
.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.
{4} سورة الغاشية الآيات (17-26)
بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل الحديث مع سورة الغاشية، الآيات (من17 إلى 26).
بيان السورة:
{أَفَلَا یَنظُرُونَ إِلَى ٱلإبِلِ كَیۡفَ خُلِقَت} (17)
ولما ذكر الله تفاوت أحوال الأشقياء والسعداء في الآخرة، وجَّه أنظار الكفار إلى ما يدلّهم على قدرة الخالق وحسن خلقه ليستدلوا بذلك على الإيمان، ليدخلوا الجنة فيكونوا من السعداء فقال:أفلا ينظرون نظر تأمل إلى الإبل كيف خلقها الله، وسخرها لبني آدم؟!
{وَإِلَى ٱلسَّمَاۤءِ كَیۡفَ رُفِعَت} (18)
وينظرون إلى السماء كيف رفعها حتى صارت فوقهم سقفًا محفوظًا، لا يسقط عليهم؟!
{وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَیۡفَ نُصِبَت} (19)
وينظرون إلى الجبال كيف نصبها وثبت بها الأرض أن تضطرب بالناس؟!
{وَإِلَى ٱلأَرضِ كَیۡفَ سُطِحَت} (20)
وينظرون إلى الأرض كيف بسطها، وجعلها مُهيَّأة لاستقرار الناس عليها؟!
{فَذَكِّر إِنَّمَاۤ أَنتَ مُذَكِّر} (21)
ولمّا وجههم إلى النظر إلى ما يدل على قدرته تعالى وجَّه رسوله، فقال:فعظ أيها الرسول هؤلاء، وخوفهم من عذاب الله، إنما أنت مذكر، لا يطلب منك إلا تذكيرهم، وأما توفيقهم للإيمان فهو بيد الله وحده.
{لَّسۡتَ عَلَیۡهِم بِمُصَیۡطِرٍ} (22)
لست عليهم مسلطًا حتى تكرههم على الإيمان.
{إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ} (23)
لكن من تولّى منهم عن الإيمان، وكفر بالله وبرسوله.
{فَیُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلعَذَابَ ٱلأَكبَرَ} (24)
فيعذبه الله يوم القيامة العذاب الأعظم بأن يدخله جهنم خالدًا فيها.
{إِنَّ إِلَینَاۤ إِیَابَهُم} (25)
إن إلينا وحدنا رجوعهم بعد موتهم.
{ثُمَّ إِنَّ عَلَینَا حِسَابَهُم} (26)
ثم إن علينا وحدنا حسابهم على أعمالهم، وليس لك ولا لأحد غيرك ذلك.
ومن هدايات التدبر لهذه الآيات:
▪︎ (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)
دعاهم الله إلي تأمل ألصق الكائنات ببيئتهم ؛ ليقفوا علي ما فيها من بديع صنعه , وفي هذا لفت للمربين والدعاة إلي أهمية ضرب الأمثال المحسوسة في تقريب المعاني .
▪︎ تدبر عملي..
ألم يمر بك قوله تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)؟ فكم مرةٍ نظرت إلى طعامك؟ جرّب لترى أثر ذلك في قلبك! وكم مرة سمعت: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) ؟ ثم بادرت لتنظر في عظمة خلقها!
إن تنفيذها لسهلٌ ويسير، وإن أثرها في القلب لعظيم.
▪︎ ( أفلاَ ينظُرونَ إلى الأبل ) عبادة التفكر مفتاح لذِكر الرّب ،
وترويض للعقل وحياة للقلب .
▪︎ (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ)
يقين الداعية والمربي أن الهداية بيد الله وحده يسليه ويذهب عنه الضيق من إعراض الناس عن دعوته .
▪︎ (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ)
إذا رأيت قلبك لا يتذكر بالذكرى فاتهمه؛ لأن الله يقول :
(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فالذكرى لابد أن تنفع المؤمنين.
▪︎ (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ)
وظيفتك التذكير لا الإقناع
▪︎ (إن إلينا إيابهم • ثم إن علينا حسابهـم )
فأين تفر ؟؟ إلى الله مرجعك فهل أعددت نفسك للعرض عليه ؟؟
نلتقي غدا إن شاء الله.. دمتم في رعاية الله وأمنه