بيان وتدبر: {5} سورة الفجر الآيات (1-14)

حلقات تكتبها: رشا ضاحى

يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.

ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.

.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.

{5} سورة الفجر الآيات (1-14)

سورة الفجر
سورة الفجر

نتحدث اليوم عن سورة الفجر، وهى سورة مكية، ويتناول محور السُّورَةِ، عرض مشاهد العظمة والقدرة الإلهية في الكون وأحوال الإنسان، وبيان عاقبة المغترين.

بيان السورة :

{وَالْفَجْر} (1)
أقسم الله سبحانه بالفجر.
{وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (2)
وأقسم بالليالي العشر الأولى من ذي الحجة.
{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِِ} (3)
وأقسم بالزوج والفرد من الأشياء.
{وَاللَّيلِ إِذَا يَسْرِ} (4)
وأقسم بالليل إذا جاء، واستمر وأدبر وجواب هذه الأقسام: لَتُجازُن على أعمالكم.
{ هَلْ فِي ذٰلِكَ قَسَم لِذِي حِجْر} (5)
هل في ذلك المذكور قَسَم يقنع ذا عقل؟!
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بعَاد} (6)
ألم تر أيها الرسول كيف فعل ربك بعاد قوم هود لما كذبوا رسوله؟!
{إِرمَ ذَاتِ العِمَادِ} (7)
قبيلة عاد المنسوبة إلى جدها إرم ذات السعة في المال والحضارة .
{الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} (8)
التي لم يخلق الله مثلها في البلاد.
{وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخرَ بِالوَادِ } (9)
أوَلم تر كيف فعل ربك بثمود قوم صالح، الذين شقُّوا صخور الجبال، وجعلوا منها بيوتًا بالحِجْر.
{وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتاد} (10)
أوَلم تر كيف فعل ربك بفرعون الذي كانت له أوتاد يعذب بها الناس؟
{الَّذِينَ طَغَوا فِي البِلادِ} (11)
كلّ هؤلاء تجاوزوا الحدّ في الجَبَرُوت والظلم، كلٌّ تجاوزه في بلده.
{فأَكثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد} (12)
فأكثروا فيها الفساد بما نشروه من الكفر والمعاصي.
{ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّك سَوْطَ عَذَاب} (13)
فأذاقهم الله عذابه الشديد، واستأصلهم من الأرض.
{إِنَّ رَبَّك لَبِالْمِرْصَاد} (14)
إن ربك أيها الرسول ليرصد أعمال الناس ويراقبها، ليجازي من أحسن بالجنة، ومن أساء بالنار.

 ونتعرف الآن على بعض هدايات التدبر لهذه الآيات:

▪︎(وَالْفَجْرِ)

أقسم الله بالفجر في سياق القسم بأزمان فاضلة ؛

بيانا لفضل الفجر وبركاته , فلنحرص على اغتنام بركاته .

▪︎(وَلَيَالٍ عَشْرٍ)

‏حزمَ الحجيجُ متاعهم و تأهّبوا

‏و أنا فؤادي في قوافلهم مضى

‏سلكوا إلى الله العظيمِ بشوقهم

‏و انا البعيدُ حنين شوقي من لظى

‏أكرمتهم يا ربّ شدّ رحالهم

‏و كسيتهم بالجودِ ثوبًا أبيضا

‏فتقبّل اللهمّ صوت دعائهم

‏و اعظم لنا بالأجرِ، و ارزقنا بالرّضا.

▪︎(وَلَيَالٍ عَشْرٍ)

أقســم الله تعـالى بـعشـر ذي الحجـة﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾

‏دلالـة على شـرفهــا ومكانتـها عنـده سبحانه، فلنعظِّم ما عَظَّمه الله تعالى

▪︎﴿ وَلَيالٍ عَشرٍ ﴾

قف على الباب طويلًا، واتخذ في هذه العشر

سبيـلًا، واجتهـد في الخيـر تجـد ثوابًا جزيـلًا

وقـل فـي الأسحـار: أنا تائــب، أنا عائـــد.

▪︎(والليل إذا يسر)

أي يسري فيمضي ، وبه العمر ينقضي ، أما المؤمن فأحيا ليله .

▪︎(إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)

لقد كانت حضارة عمرانية وصناعية رائعة ولكنهم كانوا في غاية الانحطاط، هل فهمنا الفرق.

(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)

أهلك المكذبين الأولين، وسيهلك الآخرين المعاندين،

فكن به على ثقة ويقين .

ونستكمل غدا إن شاء الله بيان وتدبر سورة الفجر

دمتم في رعاية الله وأمنه

اقرأ فى هذه السلسلة:

 

زر الذهاب إلى الأعلى