أسماء خليل تكتب: خبيئة رامز بين أنور وفاندام
كثيرًا ما كنت أتساءل وتجول بذهني تلك الأفكار، وربما كثيرون مثلي، لماذا في أي حقل عمل أو مؤسسة أو ميدان من شأنه الاحتكاك مع البشر؛ أن يصبح رجلًا بالقمة وغيره يظل كما هو أو يتقدم بخُطى مُتثاقلة؟!.
وبالطبع يتم استثناء الفساد من قِبل بعض الأشخاص معدومي الضمير، الذين يحولون بين رقي أحد المجتهدين الفائقين وصعودهم أعلى درجات سلم المجد؛ لتحقيق مصالحهم الشخصية.
فتجدُك حينًا تقول متعجبًا، لماذا شخص- وعلى سبيل المثال في مجال الفن – يمتلك مقومات شكلية واجتماعية وخفة ظل… إلخ؛ ولا يصبح بالصف الأول في مجاله؟!.. ربما لن تجد إجابة بعد تصديقك أن هذا هو النصيب.
وتنكشف إحدى تلك التفسيرات بعد عرض حلقة من سلسة برامج المقالب التي شغلت الرأي العام منذ سنوات، وهو برنامج “رامز موفي استار”، والتي يقدمها “رامز جلال”، وكانت الحلقة مع الممثل العالمي “كلود فاندام”، والممثل المصري “محمد أنور”، فبعدما ترى ولو مشهدًا واحدًا؛ ستعرف الفرق الذي يجعل أحدهم يصل إلى بطولات عالمية في عمله والآخر لا يصل لشيء..
البطل الحقيقي هو من لديه ثقة بنفسه.. بإمكاناته.. بموهبته.. بذكائه.. بأنه ملكًا مُتوجًا وليس قليلًا أمام أي شخص، وهذا ما أكدته تصرفات أنور بالحلقة، فشتان بين تصرف فاندام كرجل تربع على قائمة مشاهير العالم في مجال عمله، وبين تصرف محمد كممثل مازال يخطو نحو المستقبل، فقد انفعل أنور لرؤية الممثل العالمي، وكأنه ملكًا أُنزل من السماء، وهذا يدل على ما تمثله نفسه بداخله ومدى حجمها، وقال جملة عفوية لفاندام تدل على عدم الثقة بالذات “أوطي على رجلك أبوسها”، دلالة على مدى ضآلة رؤيته لنفسه أمام الرجل أيًّا من كان.
وشتان بين ذلك الفعل، وموقف الممثل العالمي، الذي دل على كيفية تربعه على القمة في مجاله؛ حيث رد بكل حنكة وسرعة بديهة “ الشخص الوحيد الذي يُفترض أن تجلس منحيا لتقبيل قدميه هو والدتك”، الجملة الأشهر في تاريخ أنور والتي ستظل علامة بحياته، منذ أن قام رواد وسائل “السوشيال ميديا”، بتوثيقها داخل “فيديوهات”، وانهالت بعد إذاعة الحلقة بدقائق..
كما كشفت تلك الحلقة عن خبيئة من خبايا شخصية رامز، وهو ما تبدَّى للمشاهدين، بأن هناك أشياء أهم من “الصداقة”!!..إذ أن المشاهد العادي علم منذ أول وهلة لسماعه تلك الحلقة أنها ستتسبب بمشاكل نفسية ومجتمعية للممثل المصري!!..
ورامز له رؤية من خلال كثرة تعرضه لمواقف حياتية، تجعله مؤهلًا لأن يكون أكثر وعيا، وخاصة مع من هم أقل منه سنًّا وخبرة، لماذا لم يحذف جملتين تلقائيتين للرجل من الحلقة؟!.. فوقوع أنور في “ورطة حقيقية” من أهم أسبابها – الآن – هو عدم حفاظ رامز على روابط المحبة بينه وبين أصدقائه أو على أقل تقدير زملائه فى وسطه الفنى.
إن مجرد تصيد الأخطاء الفردية لحدوث“فرقعة إعلامية” هو ناقوس خطر حقيقي يهدد المجتمعات، وتلك الظاهرة راعيها بالمقام الأول هو حقل السوشيال ميديا؛ فلا مجال للخطأ الفردي الغير مقصود من أفراد عفويين، بالإضافة إلى أنَّ محمد أنور لم يكن يعلم أن الحوار الذي دار بينه وبين فاندام يتم تصويره.
لا مجال للرحمة.. للجانب الإنساني الذي يلمس القلوب.. لمراعاة نفسية وظروف أحد أفراده.. للربت على كتفيه حين يسقط.. تلك هي شعارات العصر الذي نعيشه.. فلا داعِ للبكاء على اللبن المسكوب.