بيان وتدبر: {14} سورة القدر
حلقات تكتبها: رشا ضاحى
يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.
ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.
.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.
{14} سورة القدر
نتحدث اليوم عن سورة القدر وهي سورة مكية يتناول محور السورة: بيان عِظَم ليلة القدر وفضلها وما أُنْزِلَ فيها.
بيان السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ﴾ (1)
إنا أنزلنا القرآن جملة إلى السماء الدنيا كما ابتدأنا إنزاله على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر من شهر رمضان.
﴿وَما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ﴾(2)
وهل تدري – أيها النبي – ما في هذه الليلة من الخير والبركة ؟!
﴿لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ﴾ (3)
هذه الليلة ليلة عظيمة الخير، فهي خير من ألف شهر لمن قامها إيمانًا واحتسابًا.
﴿تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ فيها بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ﴾ (4)
تنزل الملائكة وينزل جبريل عليه السلام فيها بإذن ربهم سبحانه بكلّ أمر قضاه الله في تلك السنة رزقًا كان أو موتًا أو ولادة أو غير ذلك مما يقدره الله.
﴿سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِ﴾ (5)
هذه الليلة المباركة خير كلها من ابتدائها حتى نهايتها بطلوع الفجر.
وبعد هذا البيان المختصر للآيات نتعرف على بعض هدايات التدبر:
▪︎ (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
ما كان الله لينسب إنزال القرآن إليه إلا لبيان عظمة ما اشتمل عليه من الحق والهدي , وما بلغه من تمام الشرف والرفعة , وقد أفلح من استمسك به .
▪︎ (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
هذا يدل على أن الليل أخص بالنفحات الإلهية وذلك لخلو القلب وانقطاع الشواغل .
▪︎ (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)
ليلة واحدة فاقت في الخيرية ألف شهر كاملا , فالعبرة ليست بطول الأعمار , ولكن بالبركة وحسن الأعمال .
▪︎ (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)
يا له من ترغيب في الطاعة ! فإن الإنسان ينشط بالطاعات عند حضور الأكابر من العلماء والزهاد , فما بالك بالملأ العلوي وعلي رأسهم أمين الوحي عليه السلام ؟
▪︎ (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)
وصفها بأنها سلام تشبيٌه لها بالجنة فى نعيمها وفضلها،
ولذلك ورد أن الملائكة ُتسلَّم فيها على الطائعين، كما روى عن الحسن قال: إذا كان ليلة القدر لم تزل الملائكة تخفق بأجنحتها بالسلام من الله والرحمة، من لُدن صلاة المغرب إلى طلوع الفجر.
نلتقي غدا إن شاء الله دمتم في رعاية الله وأمنه.