“موائد الرحمن” سلاح المقاهى الشعبية لمواجهة حملات الإشغالات
كتب: إسلام فليفل
حزمة من الاشتراطات والتعليمات المشددة أطلقتها وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع المحافظين لمواجهة الزحام الخانق طوال أيام الشهر الكريم رأفة بالصائمين، ويأتى على رأسها ضرورة حصول الخيمة الرمضانية على ترخيص مسبق وأن تكون بأرض فضاء ومواصفات خاصة، وهو ما أعلنت عنه محافظة المنوفية فى بيان رسمى، وحال دون حصول بعض المقاهى على تلك الرخصة.
ولأن الخيمة الرمضانية تختلف فى إمكاناتها، لجأ بعض أصحاب المقاهى الشعبية إلى حيلة خبيثة هذا العام تقوم فكرتها على “ضرب عصفورين بحجر واحد” من خلال إقامة “مائدة رحمن” لاستقبال الصائمين ساعة المغرب، وبعد انتهاء الإفطار يتم تحويل المائدة إلى خيمة رمضانية، وتم مراعاة ذلك فى التصميم منذ البداية بأن تكون مزودة بعدد من المراوح وشاشات العرض، وهو ما رصدته “بيان” بعدد من المناطق الشعبية داخل القاهرة وخارجها.
“إفطار صائم وترفيه الزبائن”، بتلك الكلمات تحدث “محمد خالد” المقيم بمدينة أشمون بالقرب من ميدان صيدناوى، وهو أحد جيران مقهى شعبى اتبع تلك الحيلة الجديدة، قائلًا: “للأمانة صاحب تلك المائدة لا يبخل على زوارها بكل ما لذ وطاب، وقد استعان بأفضل مقاولى الفراشة، وقبل موعد الإفطار يبدأ العاملون بالمائدة فى تجهيز الطعام كخلية نحل لا تتوقف إلا بعد إفطار الصائمين وتوزيع العصائر على المارة، وبعدها يبدأ العاملون بالمقهى فى تبديل الكراسى وفرش الأرضيات بالسجاد الأحمر، وتكون المراوح وشاشات العرض مثبتة بالفعل، وتتزين تلك المائدة بأضواء براقة تخطف عين المارة، وبعد صلاة العشاء والتروايح تتحول المائدة إلى خيمة رمضانية، حيث يشرب الزبائن جميع المشروبات الساخنة والباردة والشيشة، ويتم استقبال بعض الفقرات والعروض أحيانًا”.
وأضاف، أن بعض أصحاب المقاهى فى أشمون يضطرون لهذا الأمر خوفًا من حملات البلدية والإشغالات التى تصادر “عدة الشغل” لأصحاب المقاهى، وهى عبارة عن الكراسى والطاولات، ناهيك عن تحرير المحاضر وفرض الغرامات، وهو ما دفعهم لتلك الوسيلة للحصول على الثواب، وفى المقابل الحصول على مكسب أيضًا خاصة أن حرارة الجو تدفع الزبائن لتفضيل الخيام الرمضانية، بدلًا من الجلوس داخل المقاهى.