بيان وتدبر: {16} سورة الزلزلة
حلقات تكتبها: رشا ضاحى
يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.
ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.
.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.
{16}
سورة الزلزلة
نتحدث اليوم عن سورة الزلزلة وهي سورة مدنية وسميت هذه السورة في كلام الصحابة سورة: (إذا زلزلت)، روى الواحدي في «أسباب النزول» عن عبد الله بن عمرو: «نزلت إذا زلزلت» وأبو بكر قاعد فبكى.
ويظهر فضل قراءة السورة في حديث أنس بن مالك : «إذا زلزلت» تعدل نصف القرآن.
ويتناول محور السورة: إثبات يوم القيامة ووصف جوانب من أحواله وأهواله وما يقع بين يدي الساعة وهو الزلزال الشديد، وما يعقب ذلك من أُمور عجيبة، يندهش لها الإِنسان.
بيان السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها﴾ (1)
إذا حُرِّكت الأرض التحريك الشديد الذي يحدث لها يوم القيامة.
﴿وَأَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقالَها﴾ (2)
وأخرجت الأرض ما في بطنها من الموتى وغيرهم.
﴿وَقالَ الإِنسانُ ما لَها﴾ (3)
وقال الإنسان متحيِّرًا ما شأن الأرض تتحرك وتضطرب؟!
﴿يَومَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخبارَها﴾ (4)
في ذلك اليوم العظيم تخبر الأرض بما حدث عليها من خير وشرّ.
﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوحى لَها﴾ (5)
لأن الله أعلمها وأمرها بذلك.
﴿يَومَئِذٍ يَصدُرُ النّاسُ أَشتاتًا لِيُرَوا أَعمالَهُم﴾ (6)
في ذلك اليوم العظيم الذي تتزلزل فيه الأرض يخرج الناس من موقف الحساب فِرَقًا ليشاهدوا أعمالهم التي عملوها في الدنيا.
﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ﴾ (7)
فمن يعمل وزن نملةٍ صغيرة من أعمال الخير والبرّ يره أمامه.
﴿وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ (8)
ومن يعمل وزنها من أعمال الشرّ يره كذلك.
وبعد هذا البيان المختصر للآيات نتعرف على بعض هدايات التدبر:
▪︎ (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا)
زلازل الأرض التي نشهدها كلها لو بلغت 10 على مقياس ريختر لا تساوي هزة ارتدادية من زلزال الأرض يوم القيامة!
▪︎ ﴿ وأخرجت الأرض أثقالها ﴾
هذه حال الأرض يوم القيامة فكيف هي حال صدورنا !؟
▪︎ (وقال الإنسان ما لها)
تصل الغفلة بصاحبها أن القيامة قامت والأرض تزلزلت، وهو لا يزال يسأل مالها ؟!.
▪︎ ﴿ يومئذٍ تُحدّث أخبارها ﴾
الأماكن التي صليت بها أو استغفرت فيها أو ذكرت الله وعملت الخير بها ستشهد لك فاستكثر من شهود الله لك.
▪︎ (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ)
إنما الحياة الدنيا كماء ورده الإنسان فشرب منه ثم ذهب عنه كما ترد الإبل فمتى ندرك حقيقتها!
▪︎ (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره)
تريد العفو، اعف، تريد الرحمة، ارحم، كل ما تريد طلبه من الله ابذله للناس.
▪︎ (ومن يعمل مِثقال ذرة شرا يره)
قال بعض السلف : من عد كلامه من عمله الذي سيراه يوم الحساب, قل كلامه فيما لا ينفعه ويثقل ميزانه بالحسنات .
نلتقي غدا إن شاء الله.. دمتم في رعاية الله وأمنه.