بيان وتدبر: {17} سورة العاديات
حلقات تكتبها: رشا ضاحى
يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.
ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.
.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.
{17}
سورة العاديات
نتحدث اليوم عن سورة العاديات، وهي سورة مكية، ويتناول محور السورة: توضيح صفات الإنسان في إهتماماته الدنيوية، تذكيرًا له بمآله، وبعثًا له على تصحيح مساره.
بيان السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَالعادِياتِ ضَبحًا﴾ (1)
أقسم الله بالخيل التي تجري حتى يُسْمَع لنَفَسِها صوتٌ من شدة الجري.
﴿فَالمورِياتِ قَدحًا﴾ (2)
وأقسم بالخيل التي تُوقِد بحوافرها النار إذا لامست بها الصخور لشدة وقعها عليها.
﴿فَالمُغيراتِ صُبحًا﴾ (3)
وأقسم بالخيل التي تُغِير على الأعداء وقت الصباح.
﴿فَأَثَرنَ بِهِ نَقعًا﴾ (4)
فحركن بجريهنّ غبارًا.
﴿فَوَسَطنَ بِهِ جَمعًا﴾ (5)
فتوسّطن بفوارسهنّ جَمْعًا من الأعداء.
﴿إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهِ لَكَنودٌ﴾ (6)
إن الإنسان لمَنُوع للخير الذي يريده منه ربه.
﴿وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهيدٌ﴾ (7)
وإنه على منعه للخير لشاهد، لا يستطيع إنكار ذلك لوضوحه.
﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيرِ لَشَديدٌ﴾ (8)
وإنه لفرط حبه للمال يبخل به.
﴿أَفَلا يَعلَمُ إِذا بُعثِرَ ما فِي القُبورِ﴾ (9)
أفلا يعلم هذا الإنسان المغترّ بالحياة الدنيا إذا بعث الله ما في القبور من الأموات وأخرجهم من الأرض للحساب والجزاء أن الأمر لم يكن كما كان يتوهم؟!
﴿وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدورِ﴾ (10)
وأُبْرِز وبُيِّن ما في القلوب من النيات والاعتقادات وغيرها.
﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِم يَومَئِذٍ لَخَبيرٌ﴾ (11)
إن ربهم بهم في ذلك اليوم لخبير، لا يخفى عليه من أمر عباده شيء، وسيجازيهم على ذلك.
وبعد هذا البيان المختصر للآيات نتعرف على بعض هدايات التدبر:
▪︎ (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا)
والعاديات ضبحا)كن في سباقك للخيرات كالعاديات ولاتتوقف حتى تصل إلى هدفك (فوسطن به جمعا)الغنيمة على قدر الجهد .
▪︎ (فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا)
البركة في البكور، لننفض عنا الكسل ونهب للسباق صبحًا ننل البركة في الوقت والجهد والبدن .
▪︎ (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا)
هدف الإغارة اقتحام مركز قيادة العدو،فانتصر على أهوائك باقتحامها في قلبك فهو مركز القيادة!
▪︎ (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)
قال الفضيل بن عياض : ( الكنود هو من أنْسََته الخَصلةُ الواحدة من الإساءة , الخصالَ الكثيرة من الإحسان ). فكن لله شكورا, ولا تكن كفورا .
▪︎ (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)
لا يضِيقُ صدرُك إذا أنكَرَ أحدُهُم فضْلك عليه فقد أنكر الإنسَان قبل ذلك نِعم ربِّهِ وجحدهَا .
▪︎ (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)
كل مستور سيظهر وكل خفاء سيكشف وكل قضية أغلقت ولم يعلم من الظالم من المظلوم فيها ستظهر وكل الحقائق ستكشف .
▪︎ (إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ)
خبير يعلم دقائق ما أخفيته في نفسك أحصاه الله ونسيته فاحرص على خفاياك حرصك على ظاهرك .
نلتقي غدا إن شاء الله.. ودمتم في رعاية الله وأمنه.