أحمد كريمة: الشيطان حاضر فى رمضان
كتب: إسلام فليفل
منذ بدء الخليقة كان العداء المعلن بين بنى آدم والشيطان يمثل الصراع الأشرس فى الأرض، والذى يسعى فيه الأخير إلى إسقاط الإنسان بين براثن جهنم مستخدمًا حيلًا لا حصر لها، فيما يتطلع الإنسان إلى الجنان التى عرضها السموات والأرض، عبر التقرب من الخير والبعد عن الغواية قدر المستطاع.
أحمد كريمة: الانتحار يخرج صاحبه عن الملة في هذه الحالة.. فيديو
ومع بداية شهر رمضان فى كل عام، يقف الإنسان جانبًا ليلتقط أنفاسه، ظنًا منه أن الصراع فى حالة هدنة، وأن الشياطين ليست موجودة، مستندًا على الحديث النبوى الشريف، “عن أبى هريرة رضى الله عنه، أن النبى محمد “صلى الله عليه وسلم” قال: “إذا جاء رمضان، فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين”.
د. أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، كشف لـ”بيان” حقيقة وجود الشياطين فى رمضان قائلًا: “فى البداية علينا أن نرى الحديث النبوى الشريف الخاص بتلك القضية ماذا قال، حيث قال النبى محمد “صلى الله عليه وسلم”: “إذا كان أول ليلة من رمضان غلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وصفدت الشياطيين ومردة الجن، ونادى منادٍ يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر، ولله عتقاء من النار فى كل ليلة”.
وتابع: “العلماء قالوا إن المراد بالشياطين ومردة الجن هنا الذين يقطعون الطرق ويخيفون الناس فى الصحراء والمناطق الخربة، والذين يتمثلون بأشكال مفزعة، وهذا لا يكون غالبًا فى العمران، وإنما بعيدًا عنه، فهؤلاء هم الذين يسلسلون فى رمضان، حيث إن شهر رمضان فيه الأمن والأمان، سواء لمن عاش فى الحضر، أو فى غير الحضر”.
وأشار “كريمة” إلى أن بعض الناس التبس عليها الأمر، بأن الشباطين هنا هم الذين يوسوسون فى صدور الناس، وهذا خطأ لأن شيطان الوسوسة حى إلى يوم القيامة، وهو ملازم للإنسان، ووسوسته دائمة إلا من عصم الله، لأن الشيطان كما حكى القرآن الكريم فى الأية، “انظرنى إلى يوم يبعثون”، مما يدل على أن شياطين الإغواء لا يصفدون.
وأضاف: “لوصدفوا لا نقلب الناس إلى أولياء الله الصالحين، لكن وجود الغاية بالمعاصى، سواء فى نهار رمضان أو ليالى هذا الشهر، دليل على أن التصفيد لنوع خاص من الشياطين وليس لكل الشياطين”.