بيان وتدبر: {22} سورة الفيل
حلقات تكتبها: رشا ضاحى
يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.
ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.
.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.
{22}
سورة الفيل
نتحدث اليوم عن سورة الفيل وهي سورة مكية ويتناول محور السورة: بيان قدرة الله وبطشه بالكائدين لبيته المحرّم.
بيان السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ﴾ (1)
ألم تعلم – أيها الرسول – كيف فعل ربك بأبْرَهَة وأصحابه أصحاب الفيل حين أرادوا هدم الكعبة؟!
﴿أَلَم يَجعَل كَيدَهُم في تَضليلٍ﴾ (2)
لقد جعل الله تدبيرهم السيئ لهدمها في ضياع، فما نالوا ما تمنّوه من صرف الناس عن الكعبة، وما نالوا منها شيئًا.
﴿وَأَرسَلَ عَلَيهِم طَيرًا أَبابيلَ﴾ (3)
وبَعَث عليهم طيرًا أتتهم جماعات جماعات.
﴿تَرميهِم بِحِجارَةٍ مِن سِجّيلٍ﴾ (4)
ترميهم بحجارة من طين مُتَحَجِّر.
﴿فَجَعَلَهُم كَعَصفٍ مَأكولٍ﴾ (5)
فجعلهم الله كورق زرع أكلته الدوابّ وداسته.
وبعد هذا البيان المختصر للآيات نتعرف على بعض هدايات التدبر:
▪︎ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ)
قف متدبرًا لهذه الآية: ففيها تبكيت لكفار مكة، وإيماء إلى عجز آلهتهم عن الدفاع عن الكعبة عندما جاء أبرهة لهدمها، فالذي حماها هو ربك وليست أربابهم، فأي آلهة تلك التي لا تدافع عن البيت العظيم، بل ولا عن نفسها ومن يعبدها! فالأجدر أن يقال لهم ولها كما قال إبراهيم عليه السلام : {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.
▪︎ (وَأَرسَلَ عَلَيهِم طَيرًا أَبابيلَ)
اغتروا بحجم فيلهم.. فسحقتهم حصاة من طير !
▪︎ (تَرميهِم بِحِجارَةٍ مِن سِجّيلٍ)
أبرهة وجنوده ملؤوا الدنيا غطرسة وعتوا , فأهلكهم الله بأضعف جنده؛ بجماعات من الطير رمتهم بطين يابس《وما يعلم جنود ربك إلا هو》.
▪︎ (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ)
كم في هذه السورة من دلالة على قدرة الله وعظمته؟ طيور صغيرة ألقت حجارة بحجم الحمصة على رجال، وأفيال عظيمة، فصارت إلى ما قاله الله: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ) أي كزرع أكلته الدواب ووطئته بأقدامها حتى تفتَّت فسبحان المنتقم الجبار.
ونلتقي غدا إن شاء الله.. ودمتم في رعاية الله وأمنه.
اقرأ أيضا فى هذه السلسلة:
-
بيان وتدبر: {20} سورة العصر
-
https://www.facebook.com/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A-102955318984085/?ref=pages_you_manage