د. هبة جمال الدين تكتب: هرمجدون المصطنعة

ارتبط مصطلح هرمجدون بمعركه جيوش العالم لتكتب النهايه، التي سيظهر فيها السيد المسيح مخلصا للعالم من المسيخ الدجال وأتباعه ويأجوج ومأجوج متعاونا مع المهدي المنتظر وفقا للرواية الشيعية. ومعلنا نهاية إسرائيل ليعم الخير والسلام ١٠٠٠ عام بعد تلك الحرب.

وهو المبرر المحرك للولايات المتحده الأمريكيه وخاصه تيار المسيحية الصهيونيه لدعم إسرائيل، بالرغم مما ترتكبه من جرائم ضد حقوق الإنسان ، لإيمانهم بأنه كلما علت اقترب ظهور المسيخ الدجال وما يسمونه بمهندس الكون ، مما يسرع من ظهور سيدنا المسيح للقضاء عليهما.

هنا قد يتسأل البعض هذه اساطير يغلب عليها الطابع الأصولي ولا يعطي لها البعض وزنا، ويقابلونها بعدم الأكتراث، الا ان الأمر خلاف ذلك الحكم مع الأسف الشديد.
فالمتطرفون يحركون الدفه والمصلحة بالعالم، ويتحركون علي أساس قناعة أقتراب النهايه بل وأهميه التسريع بها.
كما ظهر في السينما العالمية.

وإنتاج افلام تناقش معركه نهايه العالم واخري تحمل اسم هرمجدون صراحه كفيلم ارمجدون عام ١٩٩٨ وفيلم Armageddon Tales 2021 ، فكما عودتنا السينما العالميه التي يتحكم بها أباطرة اليهود والصهاينه ، الفكره تنتقل من الدراما لتجسد حال الواقع فهل تلك الأعمال الفنيه هي أعمال تبشيرية لمؤامره اكبر تحاك ضد البشريه؟
كما جاء الامر في تصريحات عدد من رجال الدين والقادة بدول العالم.

فقد صرح القس (بيلي جراهام) عام 1977م: (بأن يوم مجدو على المشارف، وأن العالم يتحرك بسرعة نحو معركة مجدو، وان الجيل الحالي هو الجيل الأخير الذي سيشهد هرمجدون)
واعتبر الحاخام مناحيم سيرمون الزعيم الروحي لحركه حياد اليهودية أن حرب الخليج الثانية عام ١٩٩١ تشكل مقدمة لمجيء المسيح المنتظر.
وعام 2008 أعلن بوش الأبن عن إيمانه بالولاده الثانية للمسيح، وظهرت كتب ومراكز ابحاث تبشيرية بعودته كمركز مرصد النبوءه، وكذا صفحات علي شبكه التواصل الاجتماعي تعلن صراحة عن عوده السيد المسيح.

هنا قد يبدوا الأمر مجرد اعتقاد ليس أكثر ، ولكن أين الأصطناعيه ، هنا ساطرح بعض المعلومات الصادمة:
– أعلنت جريده ديلي ستار في أغسطس ٢٠٢١ عن سعي أحد الكنائس الكاثوليكية في القدس للوصول لعظام نبي الله داود بهدف استنساخ سيدنا المسيح الامر الذي ترفضه طوائف مسيحيه اخري كالارثوذكس

( https://www.dailystar.co.uk/news/weird-news/vatican-digs-illegal-tunnel-exhume-23855934 )

– تسعي طائفه الرائيلية بعد استنساخ النعجه دولي لنشر الاستنساخ بين البشر للاسراع بقرب المسيح والوصول لهرمجدون. فأسست مؤسسة الحركة الرائيلية للاستنساخ البشري ” شركة كلونيد ” في عام 1997 في الولايات المتحدة من أجل أغراض الاستنساخ البشري وترأسها بريجيت بواسيليير، وهي كيميائية فرنسية وواحدة من أتباع الديانة الرائيلية، حيث أعلنت عن ولادة طفلة مستنسخة في عام 2002 كأول عملية استنساخ بشري ناجحة بالإضافة إلى الإعلان عن النية في القيام بعمليات استنساخ بشري أخري من أجل خلاص العالم.

– نقل بعض الأشقاء بالعراق أنباء عن محاولات داعش وبعض القوي الغربيه لانتهاك حرمه المقابر وأجساد الانبياء كقبر نبي الله يونس عليه السلام وكذا قبر الأمام الحسن بن علي العسكري الامام الحادي عشر لدي الشيعه الأثنا عشريه والذي يؤمنون أنه والد المهدي المنتظر

فهل تلك الأخبار تتعلق بمحاولات الاستنساخ المدفوعه علي قدم وساق للتعجيل بهرمجدون.

– محاولات الكيان الصهيوني لذبح قربان عيد الفصح بالمسجد الاقصي كقربان من أجل التطهير للغفران كمقدمه لإقامه الهيكل الثالث وهدم المسجد
– اقامه مسار السنهدرين الافتراضي عام ٢٠١٨ كمسار افتراضي يوضح مكان المجمع اليهودي الذي حكم علي المسيح بالقتل مستخدمين التكنولوجيا وتطبيقات الموبايل للتمهيد لوجوده تحت المسجد الاقصي مع جبل الهيكل كما يدعون
– رساله حاخامات شاس وبعض أعضاء الكنيست لابناء ابراهيم من ابناء عيسي واسماعيل عام ٢٠١٨ لاقامه مسار السنهدربن تحت الاقصي مع جبل الهيكل لتحقيق السلام الديني العالمي كما يدعون، والا فالمقابل هو الحرب

– تهويد القدس علي قدم وساق منذ قانون القوميه المشؤوم عام ٢٠١٨ الذي جعل المدينه المقدسه عاصمه لإسرائيل ووطن قومي لليهود

– أنباء عن ظهور تابوت العهد وربط البعض موت الطفل المغربي ريان بالبئر في ظل تغطيه إعلاميه مهوله شملت كل دول العالم لعده أيام متواصله تؤكد للعيان حتميه موت الطفل، ولكن شغف الانتظار كان هو بطل الحدث في ظل تعتيم علي ما خرج مع الجثمان من باطن الأرض ، مع انتشار أنباء عن وفد إسرائيلي جاء في زياره سريه وغادر بعد خروج الجثمان

قد أكون مغاليه في ربط موت ريان بظهور تابوت العهد الذي وضع فيه ألواح موسي وفقا لسفر الخروج بالعهد القديم بقدس الأقداس ويقال إن الحجر الذي كان سيذبح إبراهيم ولده عليه بالتابوت وقد تشابهت مراسم جلب داوود للتابوت للقدس مع مراسم الترويج لخروج جثمان ريان فالمشترك هو الزخم والاهتمام والترويج، ومع كل هذا الطرح الذي قد يختلف معه البعض لكن الحقيقه ستظهر قريبا.

– صفقه القرن وعلوا إسرائيل في ظل هيمنه امريكيه طاغيه لدعم مخطط الابراهيمية للوصول لدوله ابراهيميه من النيل للفرات بزعامة صهيونيه تعلن التفوق للجنس السامي كما أعلنت جامعه فلوريدا في دراستها بعنوان الولايات المتحده الابراهيمية

– انتشار صفحات ومؤسسات ماسونيه تبشر بقرب ظهور مهندس الكون كما يسمونه ، المسيخ الدجال، وانتقال عملهم من الظلام للنور عكس عقيدتهم وأفكارهم السابقه
كل ذلك وأكثر مع الأسف يأتي في توقيت خطير يمر به العالم عقب كارثه فيروسيه وامصال تبشر بأنترنت الاجسام والتحول والتحرر الجيني، علاوه علي دور صهيوني جلي ومحرك في اول حرب تقليديه منذ عشرات الاعوام بين روسيا وأوكرانيا

فإلي أين نحن ذاهبون، ليس لدي أيه إجابه سوي، أن الهوس يحرك أناس مرضي سيدمرون العالم فنحن من حقنا الحياه فلسنا الجيل الأخير، ولسنا علي مشارف الدجال، نحن نسعي ونطمح للعيش في سلام آمنين بعيدا عن الهوس والمهووسين

حمي الله الأوطان من تلك الأفكار والعقول المريضه

……………………………………………………………………………………..

الكاتبة: أستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية

اقرأ أيضا للكاتبة:

زر الذهاب إلى الأعلى