د. ناجح إبراهيم يكتب: رمضان والعيد.. روعة العام
كتب د/ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان”رمضان والعيد .. روعة العام”وتم نشره في جريدة الوطن وهذا هو نص المقال:
• كان شهر رمضان الماضي رائعاً في كل شيء من بدايته حتى نهايته, عادت صلاة التراويح, تراص المصلون بالآلاف في المساجد,تقاربوا بعد تباعد الكورونا, عادت صلاة الفجر إلي رونقها, اعتدل الجو فأعانهم علي العبادة صياماً وقياماً.
• امتلأ المسجد الحرام والنبوي عن آخره في التراويح, جاءت العشر الأواخر فلم يكن هناك موضع لقدم في الحرمين الشريفين, عدة ملايين داخل صحن الحرمين وخارجها, الدعاء والبكاء والتبتل والخشوع في الحرمين كما في كل المساجد, لحظات أعادت للأمة بهجتها وفرحتها.
• عاشت مصر نوعاً نادراً ورائعاً من التكافل الاجتماعي في شهر رمضان, فرغم زيادة الأسعار وارتفاع الدولار, إلا أن نهر الخير في مصر تدفق علي الفقراء من كل حدب وصوب, فمؤسسات الخير الكبرى تحيا مصر وحياة كريمة ومصر الخير ورسالة وبنك الطعام والأورمان والحصرى وغيرها من الجمعيات الخيرية الأخرى غمرت الفقراء بنهر متدفق من الخير بكل أنواعه بونات طعام, كراتين إفطار,وجبات ساخنة, وفك أسر مئات الغارمات, لم يمر يوم من شهر رمضان جاع فيه فقير, أو حرم يتيم من كسوة العيد.
• مصر في تكافلها الاجتماعي قوة صلبة, وقوة المجتمع المصري تبني أساساً علي التكافل الاجتماعي, ولولا ذلك لهلك الفقراء والأيتام في مصر وما أكثرهم.
• معظم من أعرفهم من الأطباء والأثرياء ذهبوا للعمرة قبل وأثناء وبعد رمضان, رحلتهم إلي الحرمين أغلي عندهم وأسمى وأنقي من أرقى شواطئ أوروبا, إنها نزهة قلوبهم وطهارتها.
• كل الأعين تداعت لرؤية الحرمين في رمضان, لا حواجز,لا كمامات, لا قيود, لا أعداد محددة, اكتملت الصفوف وتلاقت الأرواح والأقدام, رغم غلاء العمرة الغير مسبوق توافدت كل الجنسيات علي الحرمين, تعقيم الحرمين الشريفين كان الأعلى في العالم, عاد الاعتكاف في الحرمين الشريفين بعد انقطاع محزن.
• مساجد مصر عجت بالقائمين والركع السجود في التراويح, وكانت الفرحة الكبرى لنساء مصر العابدات بعودتهن إلي المساجد, بعد ثلاثة أعوام من المنع, كن الأكثر حزناً وبكاء علي فراق المساجد وصلاة التراويح, كن في غيظ شديد من الأوقاف لتأخر عودتهن عن الرجال, فقد رأين النساء في كل المحافل المزدحمة فلماذا المساجد بالذات, لم يدافع عن حقهن في الصلاة في المساجد أحد حتى جاء الفرج قبل رمضان متأخراً كالعادة مثل معظم قرارات الأوقاف, قمن بعمل كل شيء علي نفقتهن الخاصة في مساجدهن, معظم ما يصلح المساجد يتم علي نفقة الأهالي وللأوقاف التمثيل المشرف.
• منعت الأوقاف التجهد عدة أيام في العشر الأواخر ثم أحسنت حينما صوبت خطأها لتعيد التجهد مرة أخرى إلي المساجد,فهي صلاة مثل التراويح لا مشكلة فيها,عدة كاميرات في كل مسجد تحل أصعب مشكلة قد يتخوف منها البعض.
• تعانقت أعياد المسيحيين بليالي رمضان,كانت الفرحة تغمر الجميع, مرت ليالي العشر الأواخر كأجمل ما تكون, التمس المصلون ليلة القدر وأدركها معظمهم قائما داعياً ذاكراً.
• ذهب الفلسطينيون إلي المسجد الأقصى وأدوا صلاة التراويح فيه بعد مناوشات شديدة مع القوات الإسرائيلية, وجاء العيد الذي كان رائعاً واستثنائياً هذا العام في كل مكان فأدي صلاة العيد قرابة 200 ألف فلسطيني في المسجد الأقصى, وحمد خطيبه الله علي زوال غمة كورونا,وسمى خطيب المسجد النبوي عيد الفطر بيوم الجوائز.
• وفي مصر امتلأت الشوارع بملايين المصلين في العيد مع زوجاتهم وأولادهم كلُ يحمل سجادة الصلاة فافترشوا الشوارع والطرقات الخالية ليغمروها بالتكبير والحمد والتهليل والدعاء والمصافحة والمعايدة, في منظر جميل افتقدته مصر لسنوات.
• والغريب في هذا العيد تهنئة بوتين لمسلمي روسيا بعيد الفطر وخطبه ود المسلمين في روسيا وسماحه للمسلمين بالصلاة في الساحات فصلى فيها الملايين دون مشكلة , والأغرب هو دعاؤهم لدولتهم ولبوتين بالنصر علي أوكرانيا والغرب, وعزفت لأول مرة الجوفة العسكرية الأوكرانية باللغة العربية وبالزي العسكري”الصلاة علي الرسول”ص” لتحية المسلمين في أوكرانيا وغيرها بمناسبة عيد الفطر, وكأن الحرب الروسية الأوكرانية حثت الفريقين علي التقرب من الإسلام, مما يذكرني بفتح ستالين المساجد والكنائس أثناء الحرب العالمية الثانية,رغم أغلاقه لها قبلها وبعدها, الحرب تجعل الجميع يلجأ للدين ويتسامح معه.
• وفي بريطانيا سمح عمدة لندن صادق خان “أول عمدة مسلم ” بعودة الاحتفال بعيد الفطر المبارك في ميدان “الطرف الأغر” في قلب لندن, كما صلى ما يقارب 30 ألف مسلم بريطاني صلاة العيد في حديقة سمول هيث بارك في برمنجهام وعدة آلاف في إستاد ادجبا ستون, ومثلها في ملعب بلاكبيرن روفر وهو أول نادي لكرة القدم يستضيف المسلمين في العيد للصلاة علي ملعبه, وأروع منه اعتبار رئيس النادي أن هذه اللحظة مهمة للغاية لكرة القدم, أما في أمريكا فقد تمت صلاة القيام بحرية كاملة, وكان هناك أئمة للصلوات في أمريكا وغيرها من مصر الرائدة في حمل القرآن حتى اليوم, كما صلي د/نعينع بالمسلمين في العشر الأواخر في مسجد أيا صوفيا بتركيا.
• كل عام وأنتم بخير.