د. ناجح إبراهيم يكتب لـ «بيان»: شيرين أبو عاقلة.. وداعاً
شيرين أبو عاقلة رمز فلسطيني عظيم, أحيت في قلوب الملايين قضية فلسطين,جعلتنا نعيش معها قضية هذا الشعب المحتل, ونعيش معها قضية القدس.
كان صوتها أقوى من رصاص الاحتلال وجبروته, لم تترك واقعة إجرام صهيوني أو انتهاك لآدمية الفلسطينيين إلا ووثقتها بالصوت والصورة.
كان الجميع يشعر بمصداقيتها في كل تغطياتها، كانت مثل الأسد الهصور لا تخشى الموت ولا الرصاص، لم يكن الاحتلال الصهيوني ليصبر عليها طويلاً، فصوتها كان أقوى من قوتهم وجيوشهم.
أسكتوها بطلقة قناص متعمد في رأسها، أزعجهم صدقها مع نفسها وقضيتها.
لم تكن مجرد مراسلة كانت مندوبة لجميع العرب والمسلمين والمسيحيين في القدس، لم تترك اقتحاماً للأقصى إلا ووثقته، تزوجت هذه القضية العظيمة ورفضت الزواج.
نفس منظر قتلها وزميلتها تختبأ من الرصاص يذكرنا جميعاً بمقتل محمد الدرة ووالده خلفه يختبأ من الرصاص.
تغطيتها الفذة لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين أغاظ الاحتلال فأسكتوا صوتها إلي الأبد.
شيرين أبو عقل مسيحية ضربت المثل للإخلاص لهذه القضية العظيمة، كانت تعشق القدس مثل ملايين المسلمين والمسيحيين والاشتراكيين واليساريين والقوميين والليبراليين، كلهم جمعهم حب فلسطين والقدس.
كانت تردد: “إنني أنحي الخوف جانباً” على الرغم من أن الموت كان يحيط بها من كل مكان.
6 سنوات كاملة وصوتها يتدفق للناس يمثل لهم الصدق والإباء والعزيمة.
سلاماً لهذه السيدة العظيمة وأسال الله أن يجزيها عن فلسطين والقدس خيراِ,ويرحمها رحمة واسعة,ويرزقها خيري الدنيا والآخرة.