شريف عبدالقادر محمد يكتب: أثرياء الغفلة طرح النهر

أوائل تسعينيات القرن الماضى كنت فى زياره لمدينة ميلانو بإيطاليا لأيام وأثناء سيرى برفقة صديق لى يدعى كرم (رحمه الله واسكنه فسيح جناته) حيث كان مقيم هناك تقابلنا مع صديق له إيطالى يدعى فرانكو، وراحا هو وكرم يتحدثان سويٱ، ولاحظت على وجه فرانكو تعبيرات غريبة.
.. وبعد مغادرة فرانكو أخبرنى صديقى كرم أنه سأله صديقه الإيطالى عن أخبار أبن خالته مارك، فحكى له أنه أصبح مليونيرا لأن صينى يعيش فى إيطاليا كان يقود سيارته وهو سكران وصعد للرصيف، وصدم ماركو الذى أصيب أصابة بالغه استدعت تسفيره إلى أمريكا للعلاج وأنه حصل على تعويضا مقدارها اا مليار ليرة (قبل اليورو) والمبلغ يعادل – وقتها – خمسة ملايين جنيه مصرى.
إلى جانب التعويض المادى تم الحكم بسجن الصينى قائد السيارة.

ورحت أتعجب من حسد فرانكو على ابن خالته ماركو بسبب التعويض الذى صرف له ولم يتأثر على ما أصابه.

وبعد سنوات قليله وقعت فى القاهرة حادثة شنيعة ارتكبها ابن أحد أثرياء الغفلة الذى كان عضوا بمجلس الشعب وأمينا للحزب الوطنى أو قل الحزب الوثنى بإحدى المحافظات.
وكان الابن مخمورا ومعه أصدقاء ويقود سيارته الجيب بسرعة جنونية، واختلت فى يده عجلة القيادة فقفزت السياره للاتجاه المعاكس لتستقر فوق سياره فيات ١٢٨ ويتوفى على الفور قائدها الذى كان مهندساً وزوجته وطفلته.
وفى بداية إتخاذ الإجراءات القانونيه مع الجانى سارع رمزا الفساد المقربين جدآ من النظام بمقابلة والد المهندس وعرضا عليه مليون جنيه يقيم بها صدقة جارية للضحايا مع الإيضاح بأن القانون فى مصر لن يحكم بربع هذا المبلغ، ولو حٌكم عليه بالسجن سيسجن على الورق، فقبل الرجل المنكوب فى ابنه وزوجته وحفيدته العرض وسلم أمره لله.
وبعدها كان طفل ابن أحد أثرياء الغفلة وعضو بمجلس الشعب يقود لنش فى أحد المصايف فصدم مهندس ومات فى الحال وراح رمزا الفساد وقابلا والد الضحية وعرض عليه مليون جنيه لإقامة صدقه جارية له مع التنويه أن الطفل لن يحاكم مع التلميح بالاهتمام به واشقائه وظيفياً حيث كانوا بوظائف لها مكانتها، وقبل الأب التنازل.

ومثل هذه الحوادث تكررت من أبناء أثرياء الغفلة وتكرر معها التعويض مقابل التنازل.
وهو أسلوب منفر ولا أعرف لماذا لا يشرّع قانون بتعويض ضخم يسبب حسد مثل حسد فرانكو لأهل المتوفى وأيضاً فى حالة الإصابة مع علاج المصاب بالداخل أو الخارج وسجن مشدد للجانى.
وإذا كان مرتكب الحادث طفلا يسجن والده أو والدته إذا كان فى حضانتها.

إن أثرياء الغفلة طرح النهر الذين ظهروا شيطانيا إبان حقبة الحزن الوطنى الديموقراطى، أغلبهم منحرفين بجدارة وبمؤازرة منهم.

ليت المحكمه الدستوريه العليا تشرع قانون رادع لأثرياء الغفلة وابناءهم.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى